خط ساخن بين الكوريتين.. وقمة مرتقبة على الحدود
الوفد الدبلوماسي الكوري الجنوبي الذي زار بيونج يانج، الإثنين، كان الأرفع مستوى الذي يجتاز المنطقة منزوعة السلاح منذ أكثر من 10 سنوات.
اتفقت الكوريتان على فتح خط ساخن بين الرئيس الكوري الجنوبي والزعيم الكوري الشمالي، في مؤشر جديد على التهدئة في شبه الجزيرة الكورية.
جاء ذلك بحسب ما أعلن موفد سول بعد لقائه كيم جونج أون، الثلاثاء، خلال زيارة نادرة إلى بيونج يانج.
وقال مستشار الأمن القومي في الجنوب، تشونج أوي يونج إن "الجنوب والشمال اتفقا على فتح خط مباشر بين الزعيمين لتخفيف التوتر العسكري وتعزيز التعاون، واتفقا على إجراء أول محادثة هاتفية قبل القمة الثالثة".
وأضاف تشونج أن البلدين اتفقا على عقد قمة على الحدود بينهما أواخر إبريل/نيسان في بانمونجوم، البلدة التي تم فيها توقيع الهدنة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان الزعيم الكوري الشمالي بحث مع وفد كوري جنوبي رفيع المستوى قام بزيارة تاريخية إلى الشمال، إمكانية عقد قمة مشتركة، بحسب ما أعلن البلدان، الثلاثاء.
والوفد الدبلوماسي الذي زار بيونج يانج، الإثنين، كان الأرفع مستوى الذي يجتاز المنطقة منزوعة السلاح منذ أكثر من 10 سنوات، وترأسه تشونج أوي-يونج، مستشار الأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي، وضم 10 أعضاء، في دليل جديد على التقارب الذي بدأ مع الألعاب الأولمبية في بيونج تشانج.
وأوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن كيم "رحب بحرارة" بالوفد الجنوبي الذي سلمه رسالة من الرئيس مون جاي-إن.
وأشارت إلى أن كيم بعد أن "استمع من المبعوث الخاص الجنوبي إلى رغبة الرئيس مون جاي-إن في عقد قمة، تبادل وجهات النظر ووافق على العرض".
إلا أن سول سارعت إلى تأكيد عدم حصول أي اتفاق لعقد قمة ستكون الأولى من نوعها منذ عام 2007، قبل أن تؤكد تجاوبها مع المبادرة الشمالية.
وقال مسؤول من القصر الرئاسي بكوريا الجنوبية -لم تفصح عن اسمه وكالة الأنباء الفرنسية- "ليس اتفاقا، إنها محادثات"، مضيفا أن الجانبين "تبادلا وجهات النظر بشكل ما" حول مسائل أخرى.
"الرفيق كيم"
استمرت المحادثات بين كيم والوفد من الجنوب أكثر من 4 ساعات خصوصا حول عشاء عمل في مقر حزب العمال في بيونج يانج.
وأوضحت كوريا الجنوبية أنه سيتم إعلان تفاصيل الزيارة، الثلاثاء، بعد عودة الوفد.
وكرست صحيفة "رودونج سينمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم صفحتها الأولى بالكامل للزيارة تحت عنوان "الرفيق كيم جونج أون يستقبل مبعوثين خاصين من رئيس الجنوب".
وتظهر الصورة الرئيسية كيم والمسؤولين الخمسة في الوفد.
ونشرت الصحيفة 7 صور للمحادثات ومقالات أخرى في صفحات داخلية.
وتبدو كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، جالسة إلى يساره.
وأتاحت الألعاب الأولمبية الشتوية التي انتهت في 25 فبراير/ شباط الجاري، حصول تقارب ملحوظ بين الشمال والجنوب بعد سنتين من التوترات القوية المتصلة بالبرامج النووية والبالستية لكوريا الشمالية.
وكانت ذروة التقارب الكوري الشمالي، مجيء كيم يو جونج، الشقيقة الصغرى لكيم جونج أون إلى الجنوب، في أول زيارة لعضو من العائلة الحاكمة في بيونج يانج منذ نهاية الحرب الكورية في 1953.
وقد سعى مون إلى الاستفادة من الألعاب الأولمبية لفتح الحوار بين الشمال وواشنطن، على أمل تخفيف التوترات حول الموضوع النووي.
وسلمت كيم يو جونج، مون، دعوة من شقيقها للمشاركة في قمة في بيونج يانج.
نزع السلاح النووي
إلا أن الرئيس الكوري الجنوبي امتنع عن الرد على الفور، موضحا أنه لا بد أولا من توافر "الشروط" المناسبة للحوار.
وفي إشارة إلى التوازن غير السهل، شدد مون، الثلاثاء، أمام دفعة جديدة من الضباط على ضرورة الحوار مع الشمال، لكن أيضا تعزيز التحالف مع واشنطن.
وقال مون: "علينا التحادث مع الشمال حول نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية"، مضيفا: "لكن "علينا في الوقت نفسه تركيز جهودنا لتنمية قدراتنا على مواجهة التهديدات النووية والبالستية للشمال".
وتابع أن البعثة الدبلوماسية إلى الشمال دليل "على أنه من الممكن التوصل إلى نزع السلاح النووي والسلام بجهودنا الخاصة"، مضيفا أنه "علينا تعزيز الشراكة العسكرية مع واشنطن بشكل أكبر".
وأجرى الشمال العام الماضي أقوى تجربة نووية له حتى الآن، بالإضافة إلى تجارب لإطلاق صواريخ بعضها يمكن تزويده برؤوس نووية وقادر على بلوغ الأراضي الأمريكية.
وتسممت الأجواء أيضا من جراء تبادل الإهانات الشخصية والتهديدات العنيفة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكيم.
ووصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي بأنه "رجل الصاروخ" أما كيم جونج أون فوصف الرئيس الأمريكي بأنه "مريض عقليا".
وإذا كان الشمال أبدى استعدادا لخوض حوار دون شروط مسبقة مع واشنطن، إلا أنه يصر على عدم التخلي عن أسلحته النووية، والتي يقول إنها رادع للتهديد الأمريكي.
وكرر البيت الأبيض القول إنه على الشمال، قبل أن يبحث في إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، اتخاذ تدابير ملموسة أولا من أجل نزع السلاح النووي.
ولم يعرف ما إذا تناولت المحادثات الكورية في بيونج يانج مسألة نزع السلاح النووي، وعلق مسؤول رفيع في القصر الرئاسي في سول لوكالة يونهاب: "أتصور ذلك".
ويضم الوفد الكوري الجنوبي خصوصا رئيس الاستخبارات في الجنوب سوه هون، ونائب وزير التوحيد تشون هاس سونج، الذي تتولى وزارته الشؤون بين الكوريتين.
ومن المفترض أن ينطلق الوفد الكوري الجنوبي إلى واشنطن لرفع تقرير باللقاء.
وفرضت الولايات المتحدة للتو عقوبات جديدة من جانب واحد على الشمال، وهي الأقسى حتى اليوم، كما قال ترامب.