بدء مفاوضات جديدة بين الصين وأمريكا سعيا لتفادي الحرب التجارية
تطالب الولايات المتحدة بانفتاح أكبر للسوق الصينية وخفض عجزها التجاري مع الصين بواقع 200 مليار دولار سنويا.
بدأ وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس، السبت، في بكين محادثات جديدة مع الصين من أجل نزع فتيل التوتر التجاري بين العملاقين الاقتصاديين.
وتطالب الولايات المتحدة بانفتاح أكبر للسوق الصينية وخفض عجزها التجاري مع الصين بواقع 200 مليار دولار سنويا (171 مليار يورو) بعدما سجل 375 مليار دولار العام الفائت. إلا أن الصين لم توافق حتى الآن على هذا المبلغ الذي يعتبره بعض خبراء الاقتصاد "غير واقعي".
وذكر التلفزيون الرسمي الصيني أن روس وصل صباح السبت إلى العاصمة الصينية، وأجرى بعد الظهر محادثات "محدودة النطاق"، على أن يبدأ الأحد مفاوضات "رسمية" دون تفاصيل إضافية.
والتقى روس نائب رئيس الوزراء الصيني لو هي، القريب من الرئيس شي جينبينج، ومهندس السياسة الاقتصادية، وفق ما قال مسؤول حكومي أمريكي لوكالة فرانس برس.
وتأتي الزيارة مع تصعيد التوتر بين البلدين اللذين كانا أعلنا هدنة في خلافهما التجاري في مايو/أيار، إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لوحت مجددا الثلاثاء بفرض رسوم بـ25% على ما قيمته 50 مليار دولار من المنتجات الصينية سنويا.
ونددت بكين بـ"مواجهة" مع واشنطن، وهددت باتخاذ "إجراءات حازمة" لحماية مصالحها، إلا أن النظام الصيني يحاول منذ ذلك الحين تهدئة الأجواء.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونين الجمعة "بابنا مفتوح أمام المفاوضات والمشاورات، وعلى الجانبين التزام موقف صادق وروح من المساواة والاحترام المتبادل في محادثاتهما على الصعيدين التجاري والاقتصادي، من أجل التوصل إلى حل مقبول لكليهما".
وغالبا ما يندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالممارسات التجارية "غير المنصفة" للصين، وبالعراقيل التي تفرضها أمام الاستثمارات الأجنبية، ونقل التكنولوجيا "الإلزامي" للشركات الأمريكية، وهي اتهامات ترفضها بكين.
ولوّح الرئيس الأمريكي بفرض ضرائب إضافية على نحو 150 مليار دولار من الواردات الصينية.
وعلق جو فينج، عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة نانكين لفرانس برس، إن "إدارة ترامب تريد تحقيق غاياتها من خلال التهديد، لذا لست متفائلا بما ستفضي إليه المحادثات الجديدة".
وأضاف "احتمال عدم وقوع أي حرب تجارية ضعيف.. أخشى أن يكون أفضل خيار عملي للجانبين هو الحد من نطاق هذا النزاع".
وأعلنت الصين، الأربعاء، تخفيضات جديدة للرسوم الجمركية على العديد من السلع، حيث تخفض اعتبارا من الأول من يوليو/تموز بواقع النصف أو بنسبة 75%، ويشمل ذلك الثياب والأحذية وأدوات التجميل والأجهزة المنزلية.
ويأتي ذلك إثر قرار الأسبوع الفائت بخفض الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة بنسبة تراوح بين 15 و25%.