حزمة إجراءات جديدة.. هل تكفي لإنقاذ الألمان من حرب الغاز؟
بعد الإعلان عن زيادة رسوم الغاز بحلول الخريف، تعهد المستشار الألماني بإطلاق حزمة إجراءات جديدة لتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الإثنين: "لن نترك أحدا بمفرده مع ارتفاع التكاليف.. التكاليف تتزايد -لا يمكن الالتفاف حول هذا الأمر. أسعار الطاقة مستمرة في الارتفاع"، مشيرًا إلى أن الدولة أقرت حتى الآن مساعدات بقيمة 30 مليار يورو.
ومن أجل دعم مستوردي الغاز، سيتعين على العملاء دفع المزيد مقابل الغاز اعتبارًا من الخريف المقبل، وسيكون مبلغ التكلفة الإضافية حوالي 2.4 سنت لكل كيلووات/ ساعة. وسيبلغ متوسط زيادة التكلفة بالنسبة لمنزل عائلي يبلغ استهلاكه السنوي من الغاز 20 ألف كيلووات/ساعة حوالي 484 يورو سنويًا، حسبما أعلنت شركة "تريدينج هاب يوروب"، وهي شركة محاصة لمشغلي شبكات نقل الغاز.
وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، كريستيانه هوفمان، اليوم الإثنين في برلين: "إذا كانت الضريبة مستحقة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، فمن المخطط تخفيف المزيد من الأعباء عن كاهل مواطني هذا البلد"، موضحة أن الائتلاف الحاكم سيناقش مقترحات لهذا الغرض، مؤكدة أن الحكومة تستشعر أن المواطنين يواجهون أعباء إضافية كبيرة.
وأوضحت هوفمان أن مبلغ التكلفة الإضافية يبدو ضمن النطاق الذي افترضته الحكومة الألمانية في الأصل. وكان شولتس تحدث من قبل عن أعباء إضافية تبلغ عدة مئات من اليورو لكل أسرة.
في الوقت نفسه تعهد وزير الاقتصاد الألماني باتخاذ الدولة المزيد من الإجراءات لتخفيف الأعباء عن المواطنين، معلنا تمديد برامج الإغاثة المخصصة للاقتصاد.
وقال روبرت هابيك اليوم إن الضريبة "ليست خطوة سهلة بأية حال من الأحوال"، ولكنها ضرورية للحفاظ على إمدادات التدفئة والطاقة في المنازل وفي القطاع الاقتصادي، وأضاف: "وإلا فإن أمن الإمدادات سيتعرض للخطر".
وأكد هابيك أن التكلفة الإضافية للغاز ستكون مصحوبة بحزمة إغاثة أخرى، وقال: "ارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير نتيجة للحرب العدوانية الروسية بوجه عام، وكانت شديدة الوقع بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون الكثير, هذا عبء ثقيل يصعب أو يستحيل تحمله".
وأشار هابيك إلى أن الحكومة الألمانية اتخذت بالفعل الخطوات الأولى، مثل توسيع إعانات الإسكان مع دعم تكلفة التدفئة، معربا عن اعتقاده أن المزيد من الإغاثة المستهدفة ضرورية، وقال: "في هذه الأزمة علينا تأمين الإجماع الديمقراطي من منظور السياسة الاجتماعية".
وأكد هابيك أنه ليس من المقرر أن تحقق الدولة في نهاية المطاف إيرادات أعلى لضريبة القيمة المضافة من الرسوم الإضافية للغاز، وقال: "سنجد طريقة لضمان عدم وجود عبء إضافي".
وتهدف الرسوم إلى مساعدة مستوردي الغاز الذين يضطرون إلى شراء غاز أغلى ثمنا من موردين خارج روسيا ويعانون من خسائر فادحة.
وأصبحت أسعار الطاقة المرتفعة موضوعا سياسيا مهيمنا في أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث ارتفعت تكلفة المعيشة بشكل كبير جدا بسبب الحرب في أوكرانيا.
وستدخل الرسوم الإضافية حيز التنفيذ رسميا اعتبارا من الأول أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ولكن ليس من المتوقع أن تؤثر على فواتير الغاز حتى نوفمبر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الأول المقبلين بسبب اللوائح التي تحمي المستهلكين من تغيرات الأسعار.