أيام منفذ هجوم باريس في السجن.. ظروف استثنائية ونافذة على الإرهاب
يقضي صلاح عبدالسلام، منفذ هجمات باريس 2015، عقوبة السجن، في أحد أكثر السجون الفرنسية تحصينا، وسط ظروف استثنائية مرتبطة بخطورته الأمنية.
والفرنسي المولود في بلجيكا، والبالغ من العمر 35 عامًا، يخضع لعزلة مشددة في سجن فوندان-لو-فيي في شمال فرنسا، حيث تُفرض عليه إجراءات رقابية استثنائية، وسط محاولاته المتكررة للاعتراض على ظروف احتجازه، بحسب محطة "بي إف إم" التلفزيونية الفرنسية.
وحُكم على عبدالسلام بالسجن المؤبد دون إمكانية تخفيف العقوبة قبل 30 عامًا، ما يعني أنه لن يتمكن من تقديم أي طلب قبل عام 2046.
ومنذ تسليمه إلى فرنسا عام 2016، خضع عبدالسلام لعزلة تامة في عدة سجون قبل أن يستقر نهائيًا في فوندان-لو-فيي، المؤسسة الشهيرة باحتضانها مجرمين مصنفين في خانة الخطر الشديد، وعلى رأسهم اللص الشهير رضوان فايد، الذي يقيم في زنزانة مجاورة لعبدالسلام.
وعبدالسلام مصنف "سجين ذو خطورة خاصة"، ما يعني سلسلة من القيود اليومية الصارمة، وتفتيشات متكررة ونقلًا دوريًا من زنزانة إلى أخرى.
حياة يومية محكومة بالقواعد
يقيم عبدالسلام في جناح العزل المكوَّن من 8 زنازين، تبلغ مساحة الواحدة منها 12 مترًا مربعًا. ويُسمح له بالخروج لممارسة الرياضة والتريض، ولكن بشكل منفصل عن جميع السجناء الآخرين.
كما يخضع توزيع وجباته لبروتوكول أمني صارم، حيث يتولى عدد من الحراس المزودين بمعدات وقائية عملية تقديم الطعام.
وتتيح إدارة السجن لعبدالسلام 3 جلسات رياضية أسبوعيًا، إضافة إلى إمكانية استعارة الكتب من مكتبة السجن، وزيارة عائلية واحدة كل أسبوع.
شبهات جديدة
وفي أغسطس/آب الماضي، سمح القانون لعبدالسلام بالحصول على حاسوب شخصي "لمتابعة الدروس"، لكن القضية انفجرت مجددًا في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بعد وضعه تحت الحراسة النظرية داخل السجن بتهمة حيازة "ذاكرة USB" بشكل غير قانوني.
وكشفت التحقيقات أنه كان يستخدم الحاسوب دون اتصال بالإنترنت، لكن يُحظر عليه استخدام منافذ USB، وهو ما تم خرقه.
وتدور التحقيقات الجارية حول اطلاعه على "محتوى إرهابي"، بينما اعترفت شريكته السابقة خلال الاستجواب بأنها زودته بالذاكرة محمّلة بمواد دعائية خلال إحدى الزيارات.
ويتقدم عبدالسلام بشكل متكرر بطعون ضد عزله، مؤكدًا أن ظروفه "غير إنسانية".
وخلال جلسة أمام المحكمة الإدارية في مدينة ليل، قال: "أنا مقطوع عن العالم، لا أتكلم مع أحد. السجناء يشتمونني. أنا مرهق، ومتعب، وأموت ببطء."
ورغم ذلك، رفضت المحكمة طلبه مرة أخرى، معتبرة أن خطورته ما زالت قائمة، وأن حادثة الذاكرة الإلكترونية دليل على "صعوبة التزامه بقواعد السجن".