السياحة الأمريكية مهددة بسبب مراسيم ترامب حول الهجرة

تعتبر الولايات المتحدة أحد أبرز جهات السياحة على مستوى العالم. لكن في 2017 من المحتمل أن يكون الوضع مختلفا في ظل رئاسة ترامب.

تعتبر الولايات المتحدة أحد أبرز جهات السياحة على مستوى العالم. وفي 2015 بلغ عدد السياح القادمين إليها 78 مليون شخص من جميع أنحاء البلاد. وأضافت السياحة إلى الاقتصاد الأمريكي ذلك العام ما يزيد عن 200 مليار دولار، ما يزيد قليلا عن 1% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي السنوي.

وفي 2016، زار 12.7 مليون سائح ولاية نيويورك فقط. لكن في 2017 من المحتمل أن يكون الوضع مختلفا، وسط توقعات بقدوم 12.4 مليون زائر فقط إلى الولايات المتحدة، حسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

ووفقا للخبراء ربما يقل عدد السياح على المستوى المحلي الأمريكية حوالي 6 ملايين زائر بحلول 2018. وإذا تم تطبيق هذا الانخفاض على الأعداد التي زارت الولايات المتحدة في 2015، وافتراض أن كل سائح أنفق المبلغ نفسه تقريبا، نجد أن هذا الانخفاض يعادل أيضا انخفاض العائدات بقيمة 15 مليار دولار.

وأدرجت واشنطن بوست بعض الأسباب التي ستؤدي إلى تدهور السياحة الأمريكية الفترة المقبلة. ومن أبرز هذه الأسباب، تجديد الحظر على الهجرة الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أنه منع شعوب 6 دول من دخول الولايات المتحدة، سيؤدي بالطبع إلى عدم قبول السياح من هذه البلاد.

علاوة على أن الانتباه الزائد إلى الهجرة عبر الحدود الأمريكية يعني صرف مزيد من الأشخاص الذين يحاولون دخول أمريكا. وهذا الانتباه الزائد، سيؤدي إلى دفع أشخاص آخرين من المخاطرة ومحاولة الدخول.

ولفتت واشنطن بوست أن حكومة نيجيريا أصدرت بالفعل تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى الولايات المتحدة، في ما يتعلق بالقواعد الأمريكية الجديدة لدخول البلد. وأشارت الحكومة النيجيرية إلى حوادث عديدة تم منعهم من دخول أمريكا برغم حملهم تأشيرات سارية.

وسبب آخر يمكن أن يؤدي إلى انحدار السياحة الأمريكية، ارتفاع مستويات العنف وآخرها ذلك الحادث ذي الدوافع العنصرية الذي تم فيه إطلاق النار على هنديين في مدينة كانساس، ومن بعده دعا فرد من عائلة أحد الضحايا أبناء بلده إلى عدم السفر إلى الولايات المتحدة في ظل الأوضاع الراهنة، حيث إنها تسوء بعد تولي ترامب الرئاسة.  

والعواقب السلبية التي أثرت على السياحة الأمريكية ليست نظرية فحسب، فوكالة رويترز الأمريكية نشرت الاثنين الماضي بيانات من شركة فوروارد كيز لمعلومات السياحة والسفر، تقول إن السفر الوارد هبط بمعدل 6.5% خلال الثمانية أيام الأولى من إعلان حظر هجرة ترامب. وتحسنت هذه الأرقام بعد ما أوقفت إحدى المحاكم الأمريكية قرار الحظر.

لكن بمجرد إعلان الإدارة الأمريكية خطط لحظر آخر، هبطت الأرقام مجددا، وانخفضت الحجوزات من الشرق الأوسط بنسبة 27% بعد الحظر.

واختتمت واشنطن بوست تقريرها بأنه من المنتظر معرفة الأثر الاقتصادي لسياسات الهجرة الجديدة، لكن من المؤكد أن السياحة ستتأثر سلبا.