تصفية قاسم الريمي ستؤدي حتماً إلى مزيد من تراجع تنظيم القاعدة في اليمن وإضعافه، وهو ما أشار إليه الرئيس ترامب صراحة
تلقى "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" الذي يتخذ من اليمن مرتكزا له ضربة موجعة جديدة مؤخراً بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السابع من شهر فبراير/شباط الجاري مقتل زعيم التنظيم قاسم الريمي، خلال عملية عسكرية نوعية نفذتها القوات الأمريكية في اليمن، في تأكيد على استمرارية الحملة الإقليمية - الدولية على هذا التنظيم الإرهابي، حتى القضاء على خطره ووجوده بشكل تام.
تنظيم القاعدة في اليمن الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره أحد أخطر فروع تنظيم القاعدة وأكثرها نشاطاً على الساحة الدولية، تمكن على مدى عقود عدة من ترسيخ وجوده في أرض اليمن مستفيدا من بعض الظروف المواتية؛ من بينها علاقاته المشبوهة مع الإخوان المسلمين في اليمن ممثلين بحزب الإصلاح، والاضطرابات التي أفرزها ما يسمى الربيع العربي الذي ضرب اليمن عام 2011.
والانقلاب العسكري الذي نفذته مليشيات الحوثي الطائفية وما تلاه من حرب أهلية في هذا البلد، وفرت لهذا التنظيم التوسع والتمدد بصورة خطيرة حتى استولى على مدن رئيسية على غرار المكلا، عاصمة محافظة حضرموت عام 2015. لكن هذا التنظيم تعرض لضربات مستمرة متوالية منذ ذلك الحين، لا سيما بعد أن وضعته قوات التحالف العربي في اليمن على صدارة قائمة أولوياتها.
تصفية قاسم الريمي ستؤدي حتماً إلى مزيد من تراجع تنظيم القاعدة في اليمن وإضعافه، وهو ما أشار إليه الرئيس ترامب صراحة في بيان صدر عنه عقب الإعلان عن هذه العملية النوعية، قائلاً إن عملية "قتل الريمي أضعفت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفي شتى أنحاء العالم وقربتنا من القضاء على خطر تلك الجماعات التي تهدد أمننا القومي"
وقد كان لدولة الإمارات العربية المتّحدة تحديداً دور في غاية الأهمية في مواجهة هذا التنظيم، عبر تدريب وتأهيل قوات عسكرية متخصصة من أبناء اليمن، تمكنتْ، بدعم وإسناد إماراتي، من تحرير مدينة المكلا وسواحل حضرموت من مقاتلي التنظيم الإرهابي في أبريل/نيسان عام 2016، في تحرك عسكري نوعي أشاد به العالم كله، وكان موضع تقدير كبير للإمارات وقيادتها وقواتها المسلحة من قبل اليمنيين الذين كانوا يعانون بشدة تحت سيطرة هذا التنظيم الإرهابي وقوانينه وأحكامه المتطرفة.
كما كان لهذه العمليات، وللعمليات الأخرى، التي شنتها القوات المسلحة التي دربتها الإمارات في اليمن على مواقع التنظيم دورها المهم في حرمانه من الموارد المالية التي كان يحصل عليها من استغلاله للثروات النفطية اليمنية التي تتركز في محافظة حضرموت.
تمثل عملية قتل الريمي إنجازا نوعيا جديدا في مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن، لا سيما أن هذا الشخص ارتبط اسمه بكثير من الأعمال الإرهابية المروعة، مثل محاولة تفجير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة، وإرسال عدة طرود مفخخة إلى الأراضي الأمريكية في 2010،
كما ارتبط اسمه بكثير من أعمال الإرهاب والترويع التي مارسها بحق اليمنيين، لا سيما في السنوات الأخيرة التي تمدد فيها التنظيم، قبل أن تتصدى له قوات التحالف العربي عامة، والإمارات خاصة.
تصفية قاسم الريمي ستؤدي حتماً إلى مزيد من تراجع تنظيم القاعدة في اليمن وإضعافه، وهو ما أشار إليه الرئيس ترامب صراحة في بيان صدر عنه عقب الإعلان عن هذه العملية النوعية، قائلاً إن عملية "قتل الريمي أضعفت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفي شتى أنحاء العالم وقربتنا من القضاء على خطر تلك الجماعات التي تهدد أمننا القومي".
والأهم من ذلك أن هذه العملية خلصت الشعب اليمني الشقيق، والبشرية كلها، من قائد آخر من قادة التطرف والإرهاب، ووجهت رسالة واضحة وحاسمة بأن الحرب على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة متواصلة، لم ولن تتوقف، حتى يتم تخليص العالم من شرورها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة