حرب استنزاف في عفرين.. قتال الشوارع يواجه غطرسة أردوغان
عفرين تشهد عمليات سلب ونهب وتشريد لآلاف المدنيين، إضافة لحالات اختطاف وقتل تحت أنظار ومشاركة الجيش التركي.
هاجمت القوات التركية المنازل والمحال التجارية بمدينة عفرين السورية، وقامت بنشر صور النهب والسلب بكافة أرجاء المدينة ذات الأغلبية الكردية.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوسيع العملية العسكرية لمناطق أخرى سورية خاضعة لسيطرة الأكراد وصولًا للحدود العراقية.
وجاء هذا التهديد التركي لأكراد سوريا، بعد يوم واحد من سيطرة الجيش التركي وبمساندة العناصر المسلحة الموالية له، على كامل مدينة عفرين الواقعة شمال سوريا.
حرب عصابات
وحول العدوان التركي ضد عفرين، قال أمين صالح، مسؤول العلاقات الخارجية والدبلوماسية بمقاطعة كوباني، إن " هجوم ثاني أكبر قوة في حلف الناتو على عفرين جاء بمعاونة الفصائل المسلحة التي تركت مناطق تمركزها في حمص وحلب وإدلب، وسخروا أنفسهم كـ مرتزقة ومليشيات مسلحة لصالح أردوغان ورجاله".
وأضاف صالح، في تصريحات لـ "العين الإخبارية": "القوات التركية الغاشمة تنتشر حاليًا في مدينة عفرين وريفها، خاصة مع تحالف الجماعات المتطرفة".
وأكد أن عفرين تشهد عمليات سلب ونهب وتشريد لآلاف المدنيين من منازلهم، إضافة لحالات الاختطاف والقتل العمد لسكان المدينة التي تمت تحت أنظار ومشاركة الجيش التركي.
وقال نائب ريس الوزراء التركي، إن الجماعات الإرهابية تركت أسلحة وراءها، وقامت تركيا بجمع هذه الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا في حديثه لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا.
كما تحدث في كلمته، عن أن تركيا لن تبقى في عفرين، وستسلم لأصحابها الحقيقين، دون توضيح المقصود من عبارة أصحابها الحقيقيين.
سلب ونهب
وفي الوقت نفسه، رأى محسن عوض الله، الباحث المتخصص في الشأن الكردي، أن هناك تحولا في الوجود التركي داخل المدينة، قائلًا " زمن القصف التركي على أطراف المدينة انتهى، ويتحول الأمر لمعارك عصابات وحرب شوارع داخلية، خاصة وأن تركيا تنتهج نهج السلب والنهب والتخريب بمعالم عفرين".
وأكد عوض الله، في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، على أن الوضع في عفرين يأخذ شكل الحرب الفعلية ضد الأكراد، بعد سقوط نحو 500 قتيل وحوالي 1050 جريحا منذ القصف التركي، منوهًا إلى أن هدف تركيا باستهداف المدنيين هو إحداث تغيير ديموغرافي في عفرين، وتسكين مسلحين بدلًا من السكان الأصليين.
وبعد نحو 60 يوما من القصف التركي ضد عفرين، قام رجال أردوغان بمعاونة المتطرفين، بسلب ونهب المواد الغذائية والبضائع والأجهزة الإلكترونية والسلع الأساسية من المحال التجارية والمنازل ونقلها في شاحنات خارج حدود عفرين.
ولم يكتفِ الجيش التركي بسرقة السلع من المحال والمنازل فقط، بل توسع الهجوم بسرقة السيارات والدراجات النارية والجرارات الزراعية، واستغلالها في الهجوم ضد الأكراد.
وتواصلت الأعمال الإجرامية ضد الأكراد وحضارتهم، بعد قتل 11 كرديا بينهم 7 مدنيين، إثر انفجار قنبلة بمبنى وسط عفرين، كما هدم رجال أردوغان تمثال "كاوا الحداد" أحد رموز الثقافة القومية الكردية، المرتبط بعيد النوروز " رأس السنة الكردية".
تكتيك كردي
وبشأن الدخول التركي لعفرين وريفها، أكد صالح، على أن المعركة كانت بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية مقاومة العصر في مواجهة أحدث الأسلحة والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن الاحتلال التركي لبعض أجزاء عفرين جاء بعد الانسحاب التكتيكي وإبقاء خلايا من سوريا الديمقراطية للمقاومة.
وأوضح أمين صالح، أن التغيير في التكتيك وخطط المعارك جاء حفاظًا على حياة المدنيين من المجازر والإبادة التي شنتها تركيا ضد عفرين، خاصة مع الصمت الدولي تجاه التحرك التركي ضد أكراد سوريا.
كما حلل عوض الله، التغيير في استراتيجية قوات سوريا الديمقراطية، وأرجعه إلى الذكاء الكردي في التعامل مع تطورات المعركة، نظرًا لكون عفرين ذات أغلبية كردية.
وتابع بقوله: "المعايير العسكرية في المعركة اختلفت، مع تفاقم القصف التركي أمام الصمود الكردي، وخروج أعداد كبيرة من المدنيين. لذا انسحبت قوات حماية الشعب الكردية مع تمركز عناصر بقلب المدينة، لإدخال تركيا في حرب شوارع داخلية وعصابات تلك الحروب التي تجيد سوريا الديمقراطية إدارتها".
وتمكن نحو 350 ألف مدني من الفرار من المدينة والقرى المحيطة الواقعة غربا، خاصة مع ارتفاع حدة المعارك على الأطراف.
وقال عثمان شيخ عيسى، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لعفرين، "ستحول قواتنا منطقة عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم" مؤكدًا على أن القوات الكردية متواجدة في كل مكان من جغرافية عفرين، وستقوم بضرب مواقع العدوان التركي ومرتزقته.