"جغرافية عفرين".. كلمة السر في صمود الأكراد
مدينة عفرين السورية صامدة وتأبى الخنوع أمام طائرات ودبابات أردوغان؛ بسبب طبيعتها الجغرافية.
وسط الاشتباكات المتبادلة بين القوات التركية والأكراد، تقف مدينة عفرين السورية صامدة تأبى الخنوع والسقوط أمام طائرات ودبابات النظام الأردوغاني.
- القوات التركية تقصف مدرسة ومحطة مياه في عفرين
- مستقبل عفرين.. بين "انسحاب أردوغان" والتصدي لـ"صفقة أنقرة- موسكو"
فالقصف الجوي التركي على المدينة والمستمر منذ 19 يوما، رغم شدته بالإضافة إلى تحركات الدبابات العسكرية على أطراف المدينة، إلا أن جيش النظام التركي لم يستطع الدخول إلى وسط المدينة بفضل الطبيعة الجغرافية التي تتميز بها والتي تعد كلمة السر في صمود الأكراد أمام ما يوصف بـ"العدوان التركي" على المنطقة السورية.
طبيعة عفرين
فمنطقة عفرين التي تقع على ضفتي نهر يسمى باسم المدينة بالشمال الغربي بسوريا، تتميز بجانب طبيعتها الجغرافية بأنها منطقة جبلية تصل مساحتها 3850 كليومترا مربعا؛ إذ أصبحت تلك الجبال والتلال نقطة اشتباكات كبرى بين الأتراك ووحدات حماية الشعب الكردية.
وفي الأسبوع الأول من العملية العسكرية للنظام التركي بدأت قوات أردوغان بالتسلل عبر محيط جبل "برصايا".
وتعود الأهمية الاستراتيجية لهذا الجبل في أنه يقع قرب مدينة كلس التركية، وبين بلدتي أعزاز الخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة من المعارضة السورية ومنطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد.
كما أن اقتحام الأتراك لبعض قرى عفرين لم يكن سهلا أو جاء بطريق ممهد بل مثّلت الجبال والتلال حائط الصد أمام هجمات المدفعية التركية المتزامنة مع قصف الطيران.
نقطة الدفاع
ويعد جبل "درامق" الواقع على حدود مدينة كلس التركية، أيضاً نقطة مهمة للقوات الكردية، حيث استخدمت وحدات حماية الشعب الكردية هذا الجبل كنقطة للدفاع عن مدينتهم وأنفسهم من القصف التركي.
كما أطلق الأكراد صواريخ مباشرة على المدينة التركية، كوسيلة مقاومة بعد فرض فصائل المعارضة المسلحة سيطرتها على منطقتي راجو وبلبل بعفرين.
عائق أم التدخل البري
ولا تقتصر الصعوبات التي تواجه العملية العسكرية التركية بالشمال السوري على تعدد الأطراف المتصارعة علي سوريا فقط بل امتدت لطبيعة التضاريس وجغرافية عفرين الجبلية.
وقال أحمد عثمان، وهو أحد قادة المعارضة السورية المسلحة: إن الصعوبات أمام قوات المعارضة السورية المتعاونة مع الأتراك، تتمثل في البيئة الجغرافية وطبيعة التضاريس غير الممهدة لمنطقة عفرين، مشيرا إلى أن الجزء الأكبر المتمركزة فيه القوات الكردية يصعب فيه حفر أنفاق أوخنادق.
كما انتهجت قوات سوريا الديمقراطية خطة استراتيجية في مواجهة التدخل التركي، حيث اتخذت بعض وحدات حماية الشعب الكردية من الجبال والتلال مقرات وثكنات عسكرية للاختباء أثناء تحليق الطائرات، وإطلاق الصواريخ والقناصات المتطورة للذود عن أراضيهم.
ومع شدة القصف على المدينة السورية، لجأ بعض سكان المدينة للاختباء بالمناطق الجبلية المرتفعة والتلال، متحصنين من رصاص وطيران دخلاء تركيا.
فالطبيعة الجغرافية لعفرين منحت وحدات حماية الشعب الكردية الإصرار والرغبة في المقاومة، وأسهمت في حماية الصغار والنساء الذين لم يتمكنوا من الفرار والوصول للمناطق الكردية في مدينة حلب المجاورة.
والأربعاء، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الجيش التركي بقصف مدرسة ابتدائية ومحطة للمياه في منطقة عفرين بشمال سوريا.
وقال نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب، إن القوات التركية ألحقت الضرر بمحطة المياه التي تخدم مدينة عفرين، بخلاف قصفها مدرسة ابتدائية في قرية ميدانكي قبل ذلك بيوم.
وتشن القوات التركية منذ 20 يناير/كانون الثاني هجوما عسكريا على مدينة عفرين السورية تحت مسمى "غصن الزيتون"، وبحسب أنقرة فإن العملية تستهدف المقاتلين الأكراد، الذين تصفهم بـ"الإرهابيين" في المنطقة الحدودية.