تركيا وإيران وبينهما عفرين.. هل ينقلب صراع الأطماع لصدام مسلح؟
بعد نحو 5 أشهر من الصفقة المشتركة بين أنقرة وطهران بشأن سوريا، تغير الحال سريعا بالتدخل التركي في عفرين.
بعد نحو 5 أشهر من الصفقة المشتركة بين أنقرة وطهران بشأن سوريا، تغير الحال سريعا بالتدخل التركي في مدينة عفرين شمال سوريا. أعلن النظام الإيراني رفضه للقصف التركي للمدينة، محذرًا من تفاقم الأوضاع السياسية والعسكرية بالأراضي السورية.
من الصفقة إلى القصف
الصفقة التي أبرمت بين الطرفين تمت في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، وتضمن مقايضة للوجود العسكري في إدلب، مقابل السيطرة الإيرانية على جنوب دمشق ومنطقة السيدة زينب.
التقارب التركي-الإيراني في الصفقة، أشار إلى توافق المصالح بين الطرفين، خاصة إن إدلب وقعت تحت سيطرة المعارضة السورية المسلحة بعد سيطرة جيش النظام بشكل كامل على حلب الشمالية.
رأي يوسف المطعني، المتخصص في الشأن السوري، أن الصفقة السابقة بين الطرفين، جاءت نتاج توافق المصالح، خاصة أن إيران لديها أطماع كبرى في المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص.
وأشار المطعني، في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية، إلى أن التدخل التركي في عفرين، أدى لنشوب خلاف وتقاطع في المصالح بين طهران وأنقرة، مؤكدًا أن أمريكا وروسيا وإيران وتركيا أطراف في الصراع السوري.
الغاز مقابل عفرين
"انتهي تصدير الغاز لتركيا مجانًا بعد تسوية كل الديون المتعلقة بهذا البلد، من اليوم فصاعدا سيستمر تصدير الغاز لأنقرة بثمن محدد" بهذه العبارة أعلن مدير شركة الغاز الوطنية الإيرانية حميد رضا عراقي، وقف إيران لتصدير الغاز لتركيا مجانًا.
تصدير إيران الغاز مجانًا لتركيا، جاء بعد لجوء أنقرة لمحكمة التحكيم الدولية بسويسرا، عام 2012، لشكواها من أن الأسعار باهظة الثمن، وحصلت أنقرة على 800 مليار م3 من الغاز مجانًا بحسب ما أعلنت الشركة الإيرانية.
وتزامن هذا القرار مع الرفض الإيراني للقصف التركي لعفرين، وقال وزير الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: "على تركيا وقف عملياتها في سوريا واحترام السيادة السورية"، مهددًا أنقرة بضرورة مراجعة الموقف.
هل يقع صدام؟
فسر فراس الخالدي، رئيس وفد منصة "القاهرة" للمعارضة في مفاوضات جنيف، التصريحات الإيرانية التي توالت بعد العملية العسكرية في عفرين، بـ"محاولات لإثبات موقف وسط التصعيد العسكري والسياسي في سوريا".
وخلال تصريحاته لـ"بوابة العين"، أضاف: "تقاطع المصالح حدث بالفعل بين طهران وأنقرة، بعد تدخل الأخيرة عسكريًا في سوريا"، ملمحًا إلى أن الأمر لا يتطرق إلى صدام أو صراع محتمل بين البلدين.
واختلف المطعني في تفسيره للموقف الإيراني، قائلًا: "التوتر الحالي بين تركيا وإيران يمهد لصدام محتمل بينهما، نظرًا إلى أن الأمر سيتفاقم من تبادل التصريحات مرورًا بالتصعيد السياسي ووصولًا إلى الصراع العسكري".
كما رأى يوسف المطعني أن أطماع تركيا وإيران في "كعكعة" سوريا، تنذر بتوتر سياسي، نظرًا لتقاطع المصالح بالتدخل التركي العسكري، ورغبتها في التوغل بريًا في عفرين ومنبج ومدن الشمال السوري.
رسم حدود جديدة
غياب طهران عن مؤتمر سوتشي، إضافة إلى التدخل العسكري في عفرين، أثارا مخاوف النظام الإيراني على وجوده بسوريا، في حال أي تحرك أو اتفاق بين الأطراف الأمريكية -الروسية والتركية -الأوروبية، بحسب تحليل الخالدي.
وتابع بقوله: "تصريحات طهران وإيقافها لتصدير الغاز لتركيا مجانًا، يعتبر وسيلة لتأمين مصالحها داخل الأراضي السورية"، واصفًا الموقف الإيراني بـ"محاولة لرسم حدود سياسية جديدة بسوريا".
رفض الوجود الكردي
رغم اتفاق الرؤيتين التركية والإيرانية، بشأن رفض الوجود الكردي في سوريا، إلا أن التدخل التركي في عفرين، يمثل تهديدا لمصالح طهران.
وأوضح الخالدي أن إيران كانت تنتظر الدعم التركي لمليشيات الحرس الثوري في سوريا، لتقويض الأكراد، ما يؤكد أن القصف المباشر على عفرين متعارض مع المطامع الإيرانية في سوريا.
aXA6IDE4LjIyMS4xNzUuNDgg جزيرة ام اند امز