عفرين.. مأوى النازحين السوريين لا تجد من يغيثها
اليوم تحولت عفرين إلى مدينة طاردة للمدنيين جراء القصف التركي، ما ينذر بمأساة إنسانية محتملة.
طوال الحرب السورية.. كانت المأوى الآمن للفارين من نيران الرصاص رغم أن مساحتها لا تتجاوز الـ2% من مساحة سوريا. وبعد أن استقبلت مدينة عفرين مئات آلاف النازحين من محافظة حلب والمدن المجاورة، تجاوز عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.
اليوم تحولت عفرين إلى مدينة طاردة للمدنيين جراء القصف التركي، ما ينذر بمأساة إنسانية محتملة لخروج النازحين إلى مناطق مجاورة غير مؤهلة لاستقبال لاجئين.
كارثة إنسانية
مع دخول العملية العسكرية التركية نهاية أسبوعها الأول، تفر مئات العائلات السورية هرباً من شبح الموت.
وفي تقرير أممي، أشار ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى نزوح أكثر من 126 ألف شخص من عفرين، مؤكداً خطورة الوضع باحتمالية نزوح أكثر من 300 ألف آخرين.
وفي الوقت نفسه، يصبح 60% من أهالي عفرين بحاجة للمساعدات الإنسانية اللازمة، بحسب تقرير الأمم المتحدة، الذي شدد على ضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولي بين الأطراف المتصارعة بالعملية العسكرية، خاصة أن منظمات الإغاثة تواجه معوقات كبرى في الدخول للمدينة لشدة القصف الجوي والمدفعي.
مخيمات مهدمة
الخيام التي كانت البديل الوحيد لنازحي حلب والرقة والباب وإدلب، باتت اليوم في حالة أسوأ مما كانت عليها خلال الـ3 سنوات الماضية.
مخيم روبار الذي ضم آلاف السوريين لم يعد صالحاً للمعيشة مرة أخرى، خاصة مع استمرار العملية العسكرية ضد مدن وقرى عفرين. بعد أن كانت معاناة اللاجئين السوريين داخل المخيمات تقتصر في ندرة الطعام والأدوية، امتدت إلى القصف الجوي.
ومع سوء الأوضاع المعيشية وتهدم الخيام، لجأ بعض المدنيين لبعض الأماكن للاختباء والحفاظ على صغارهم، واحتمت بعض العائلات السورية بإحدى المداجن، لكن الطائرات التركية هددت آمنهم بالقصف الجوي المباشر عليهم.
تعنت النظام
ويعيش نازحو عفرين معاناة بعد أن هددت الحرب حياتهم، ورفض النظام السوري استقبالهم داخل حلب. يدفع المدنيون ثمن الصراعات السياسية، خاصة أن النظام السوري يفرض سيطرته على مناطق كبرى من محافظة حلب.
آلاف الأشخاص فروا من المعارك على مدار الأيام الماضية، وعند نقاط التفتيش على الحدود الجنوبية لعفرين، منعت قوات النظام السوري مرور القوافل الناقلة للمدنيين داخل أحياء الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعة لسيطرة الأكراد بمدينة حلب.
وبحواجز أمنية أعلنت قوات النظام السوري رفضها لاستقبال نازحي عفرين، رغم تردد أنباء عن مقتل نحو 100 سوري بين مدني وعسكري في معارك الأتراك ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
مساعدات إنسانية
سوء الأوضاع الإنسانية للمدنيين واستمرار الحصار من جانب النظام السوري، يزيد من مخاوف منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي إزاء التحرك التركي ضد عفرين.
تحدثت التقارير الواردة بشأن الوضع في عفرين، عن أعداد المدنيين الموجودين بمنطقة النزاع حوالي 324 ألف شخص، من بينهم 126 ألف نازح من المدن والمناطق المجاورة لعفرين.
وأعلنت الأمم المتحدة عن إعداد عملية واسعة النطاق شاملة المدينة السورية بالكامل، لتقديم مساعدات إنسانية لجميع المتضررين من العملية العسكرية التركية.
وفي الـ19 من يناير/كانون الأول الجاري، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي، الهجوم العسكري على عفرين، مؤكداً أن العملية بدأت بالقصف عبر الحدود.