بالصور.. الزائر الأبيض يقسو على اللاجئين السوريين
من نيران الحرب إلى البرد القارس، يعيش اللاجئون السوريون في معاناة جراء العاصفة الثلجية التي ضربت سوريا ولبنان.
طفل صغير بثياب رثة يرتعد من شدة البرودة أمام بقايا الخيم المهترئة.. أصبح هذا المشهد مكررا لأغلب اللاجئين السوريين خلال فصل الشتاء، بعد فرارهم من طلقات الرصاص بحثا عن مأوى آمن.
من نيران الحرب إلى البرد القارس، يعيش اللاجئون السوريون في معاناة ممتدة جراء العاصفة الثلجية التي ضربت بعض الدول العربية من بينها سوريا ولبنان، حيث تتمركز معظم مخيمات النازحين بالحدود التركية – السورية، واللبنانية – السورية.
الزائر الأبيض
زخات من الثلوج والأمطار تساقطت فوق مخيمات عرسال الواقعة شرقة لبنان. بين عشية وضحاها تحولت الخيم بالحدود اللبنانية – السورية إلى خيم بالية غارقة في المياه، ما ضاعف من مأساة اللاجئين السوريين خلال الأيام الماضية.
ولم يختلف الحال كثيرا داخل مخيمات القنيطرة التي تبعد عن دمشق نحو 67 كم، حيث ملأت الثلوج خيام الـ7 مخيمات بالمحافظة السورية، حيث تضم القنيطرة مخيمات "الشحار، وتل عكاشة، وبريقة، والرحمة، والكرامة، والرفيد، وأهل الشام".
لحقت أضرار جمة بالخيم والعائلات الموجودة بداخلها، نظرا لقرب المخيمات من هضبة الجولان. وشردت نحو 10آلاف عائلة سورية بعد أن أصبحت الخيام غير صالحة للسكن.
المقاومة وتحدي قسوة الطقس كانا وسيلة اللاجئين السوريين، فقد قام بعض الرجال بإعادة تثبيت الخيام، خاصة أن الأثاث البسيط تناثر نتاج هبوب الرياح الشديدة، ما عرض عشرات الأطفال للبقاء في العراء ليالي ممتدة.
عواصف الرعب
في الظلام الدامس تشتد أصوات الرياح والعواصف الثلجية، لتصبح مصدر فزع ورعب لجميع صغار اللاجئين السوريين. في مخيمات المرج والعالية وزيزون وبريقة الواقعة بريف درعا تتسبب شدة الرياح في اقتلاع عشرات المخيمات، وإغلاق الطرق السريعة أمام النازحين.
تعالت الأصوات من داخل الخيم مطالبة بالنجدة، وتفرقت 500 عائلة من اللاجئين بعد هطول أمطار غزيرة على الجنوب السوري.
بلا مأوى ولا طعام
ثلوج متراكمة فوق المخيمات الواقعة بالقرب من الحدود السورية – التركية. أجبرت اللاجئين للفرار مرة أخرى، باحثين عن مكان آخر مؤقت يحمي أطفالهم ونساءهم من البرد القارس.
ومع استمرار حالة الطقس السيئة نُدرت المواد الغذائية، بعد أن غطت الثلوج الطرق الممهدة لقوافل المساعدات الغذائية، وتزداد المخاطر على قاطني الخيام بدءا من برودة الجو إلى ندرة الطعام والثياب الثقيلة.
داخل مخيم كلبيت بمحافظة إدلب، تفاقمت معاناة اللاجئين بعد أن غمرت المياه الخيام دون وجود وسائل للتدفئة أو أماكن للاختباء، ما أدى لسوء الأحوال الصحية لكبار السن والأطفال طوال فترة هطول الأمطار والثلوج على سوريا.