أطفال اللاجئين.. أرقام مخيفة عن موت المخيمات البطئ
ملايين الأطفال فروا من نيران الحروب وقسوة الحياة في بلادهم تاركين ذويهم وأسرهم، متجهين إلى مصير مجهول لم يخطر ببالهم.
فروا من نيران الحروب وقسوة الحياة في بلادهم تاركين ذويهم وأسرهم، متجهين إلى مصير مجهول لم يخطر ببالهم عواقبه، هذا السيناريو القاسي أصبح الحياة اليومية لأكثر من 33 مليون طفل لاجئ تركوا بلادهم بحثًا عن موطن جديد يمنحهم أبسط الحقوق، بداية من حق الحياة الكريمة والمسكن المناسب مرورًا بحقوق التعليم والصحة وصولًا لاحتياجاتهم البسيطة من رفاهيات العيش.
منذ اندلاع الحروب في منطقة الشرق الأوسط، وبعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي في منتصف 2014، ومع زيادة نسب معدلات الفقر وسوء أحوال المعيشة والحروب تضاعفت أعداد اللاجئين لأكثر من 65 مليون لاجئ بالعالم، لتصل أعداد الأطفال أكثر من نصف التعداد الإجمالي للاجئين.
المخاطر التي يتعرض لها الطفل اللاجئ تبدأ منذ لحظة الشعور بالخطر واتخاذ قرار الفرار والنزوح، تاركًا منزله ومدرسته، حالمًا بمستقبل مختلف في وجهة جديدة، ولكن تحاط رحلة الهجرة بشبح الموت من أسلحة داعش الإرهابي التي تغتال مئات الفارين من سوريا والعراق، ومقبرة البحر المتوسط التي تبتلع آلاف اللاجئين والمهاجرين سنويًا، ليواجه الطفل اللاجئ مصير مجهول وأوضاع سيئة تزيد من هموم وأعباء الحياة على أكتافه الصغيرة.
من الموت للأزمات النفسية
خطر الموت تهديد وشبح يطارد الأطفال القصر الباحثين عن اللجوء في المدن الأوروبية بعيدًا عن أصوات طلقات الرصاص، ليصبح الأطفال القصر عرضة في كل لحظة للموت، فخلال الـ 6 سنوات الأخيرة في الأزمة السورية، فقد أكثر من 50 ألف طفل حياته أثناء رحلة الفرار والهروب، فضلًا عن أن رحلة اللجوء عن طريق البحر عرضت عشرات الأطفال للغرق، كما يمتد خطر الموت لبلد اللجوء ومع زيادة أعداد اللاجئين في المخيمات وسوء الأحوال المعيشية، تصبح حياة اللاجئين القصر مهددة لسوء الأحوال وانتشار الأمراض داخل خيم اللجوء.
وخلال رحلة اللجوء والبحث عن مكان آمن، يفقد الطفل اللاجئ سنوات عديدة من عمره بعيدًا عن التعليم، فقبل رحلة اللجوء حرم الأطفال من فرصة التعليم، قصفت أغلب المدارس بسوريا وبعض المناطق بالعراق، ووفقًا لدراسة أعدته المنظمة البريطانية " save children” تعرض مدرسة من أصل 4 مدارس للقصب بالمناطق السورية، محذرة من ضياع جيل كامل من الأطفال السوريين من حقه في التعليم داخل بلد الملجأ لسوء الأوضاع بالمخيمات.
كما أن فترة البقاء في المخيمات مستمر لسنوات طويلة، ولا يعد المخيم مرحلة مؤقتة للأطفال اللاجئين، بل قضي مئات الأطفال القصر سنوات متواصلة في الخيم سيئة التجهيز، ويصبح العيش فيها وضع غير إنساني وملائم لطبيعة تغييرات الطقس بالصيف والشتاء.
ووفقًا لإحصائية من المجلس النرويجي للجوء، فان الوضع بالمخيمات يجبر الأطفال اللاجئين للعمل القسري، لتصل النسبة 50% من اللاجئين الأطفال السوريين مضطرين للعمل أو التسول في شوارع المدن الأوروبية، ما يضعهم تحت أعين قوات الأمن والشرطة طوال الوقت.
وتسبب كل هذه الظروف غير الإنسانية للأطفال اللاجئين القصر من ترك الأهل، والتعرض للموت في أكثر من مرة، وسوء المعاملة والوضع القاسي في دول الملجأ، للعديد من الاضطرابات والأزمات النفسية، ما ينجم عنها المزيد من ظهور أجيال جديدة مضطربة نفسية تفتقد عشرات الحقوق ولا تعرف واجباتها نحو موطنها الأصلي أو بلد الملجأ.
فـ الحماية الثانوية.. هي تعد أزمة جديدة للاجئين القصر، فبعد رفض عدة دول أوروبية طلب اللاجئين الأطفال حق لم شمل أسرهم، خرج المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين قرار يمنحهم حق الحماية الثانوية أو الحماية الجزئية، دون منجهم لم شمل أهلهم أو حق اللجوء الكامل، ففي العام الماضي أصدرت السلطات الألمانية حق الحماية الجزئية لـ 2160 طفل لاجئ من أصل 7800 لاجئ تقدم بطلب لم شمل ذويه ومنحه حق اللجوء الكامل.
ويؤدي رفض الدول الأوروبية للاعتراف بحقوق اللاجئين الأطفال، لصعوبة قبول قرار لم شمل الأسرة إلا بعد مرور عدة سنوات، وتحدد المدة بناءً على قوانين كل دولة.
الطفل اللاجئ .. مجرد رقم
تعامل الدول المستقبلة للاجئين أو الدول المستضيفة بشكل مؤقت، معهم بأنهم مجرد أرقام، يزيد من الأزمة والمعاناة، ويجعل التعامل من جانب السلطات قاسي للغاية، ما عرض مئات الأطفال في الفترة من 2015- 2016 للاحتجاز من قبل قوات الأمن في أوروبا، فخلال العامين الماضية نزح أكثر من 300 ألف طفل بمفرده، وعبر أكثر من 170 ألف طفل لأوروبا، بالإضافة لفرار 100 ألف طفل لاجئ من الحدود بين المكسيك لأمريكا، وأن 92% من الأطفال الذين فروا اتجهوا إلى إيطاليا عن طريق القوارب، ما عرضهم للكثير من مخاطر رحلة الهروب.