لاجئو العالم.. أزمات تتجدد بين إخلاء المخيمات والترحيل
بين إخلاء المخيمات والترحيل وسوء أحوال المعيشة.. تتجدد أزمات اللاجئين حول العالم.
بين إخلاء المخيمات والترحيل وسوء أحوال المعيشة.. تتجدد أزمات اللاجئين حول العالم، خاصة مع تغيير سياسة بعض الدولة الأوروبية بشأن أعداد اللاجئين المتوقع استقبالهم خلال العام الحالي.
5 ملايين لاجئ سوري.. إحصائية جديدة أعلنت عنها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، ويعد هذا الرقم هو الأعلى في تعداد اللاجئين السوريين منذ بدء الحرب السورية في 2011.
وذكرت المفوضية لشؤون اللاجئين أن البيانات تضمنت كلًا من تركيا، والعراق، ولبنان، والأردن، ومصر، مشيرة أن أعداد اللاجئين تزايدت عن العام الماضي، حيث وصلت الأعداد في 2016 إلى 4.8 مليون لاجئ سوري، ما بين المتواجدين بالخيام والباحثين عن مأوى.
ومع استمرار معركة تحرير الموصل، تستمر عملية نزوح المدنيين من بلدات المدينة العراقية، لتعلن وزارة الهجرة العراقية عن فرار أكثر من 300 ألف مدني منذ بدء الحرب التي يقودها الجيش العراقي المدعوم من قوات التحالف الدولي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي الوقت نفسه توقعت الوزارة نزوح أكثر من 150 عراقيا مع معركة تحرير غرب الموصل.
ومع تصاعد وتيرة النزوح والحرب في الجانب السوري والعراقي، فضلًا عن استمرار حالات اللجوء من السودان والدول الإفريقية التي تعاني من الحروب الأهلية والمجاعات، تأتي الأزمات التي تواجه اللاجئين بين عمليات الإخلاء الإجبارية والترحيل المستمر من قبل الدول المستقبلة لهؤلاء النازحين، بالإضافة لعرقلة بعض الهيئات والمؤسسات الدولية عن عملها في دعم ومساعدة لاجئ العالم.
أزمات جديد تواجه اللاجئين
وفي 24 شهر مارس/ آذار الماضي، لقي 12 لاجئيا سوريا حتفهم عقب غرق الزورق المطاطي الذين نقلهم من نار الحرب في سوريا بحثًا عن ملجأ آخر ومأوى يضمن لهم أبسط حقوق الإنسان "حق الحياة"، وبمنطقة كوشاداسي جنوب غرب سواحل تركيا، تكررت مأساة جديدة بغرق 12 لاجئا من أصل 22 سوريًا نقلوا عبر مركب مهاجرين.
ونجحت قوات خفر السواحل التركي في إنقاذ 7 مهاجرين فقط، وجارٍ البحث عن باقي الأعداد المفقودة.
وفي السويد أصيب عشرات الأطفال اللاجئين بأحد المخيمات بمرض نادر لم يتحدد أسبابه ونتائجه المتوقعة، حيث تظهر أعراض سلبية على الطفل المصاب بحالة أشبه للغيبوبة، بالإضافة للشعور بحالة عدم الاتزان والقدرة على الحركة وتناول الطعام والشراب، وممارسة أي نشاط مع نقص الوزن بشكل ملحوظ، وعدم الاستجابة السريعة لإشارات المخ والمؤثرات الجسدية طبقًا لما أعلنته وزارة الصحة السويدية في 4 إبريل/ نيسان الجاري.
لتصبح مأساة هؤلاء الأطفال مضاعفة للإصابة بالمرض، والتعرض لتهديد من قبل السلطات السويدية لإمكانية ترحيلهم بشكل مفاجئ نتيجة هذه الحالة التي انتشرت في أغلب الدول الاسكندنافية المستقبلة لعدد كبير من اللاجئين.
وبقرار وزارة الخارجية الأمريكية في الشهر الجاري، إيقاف التمويل المقدم من الولايات المتحدة الأمريكية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أحد الهيئات الدولية المساندة للاجئين حول العالم، تزداد معاناة النازحين والفارين من الحروب الأهلية والمجاعات.
حيث يعد صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي أنشئ في 1969، هو داعم رئيسي للاجئات الناجيات من الحروب والعنف من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، بجانب عمله الأساسي لدعم الجوانب الصحية والتعليمية للنساء والأطفال في هذه الدول.
وعمل الصندوق على تلبية احتياجات النازحات، وتقديم الدعم النفسي للناجيات من العنف، مع تقديم النصائح لهؤلاء اللاجئات ومواجهة كافة أنواع العنف الموجه ضدهم أثناء عملية الفرار والنزوح والإقامة بالمخيمات بدول الاستقبال.
وخلال الأشهر الماضية، استمرت السلطات اللبنانية بحث السبل للتعامل مع آلاف السوريين اللاجئين المتواجدين بمخيمات بمنطقة الدلهمية بـ لبنان، ليقر الجيش اللبناني يوم 6 إبريل/ نيسان الجاري بوجوب إخلاء المخيمات من اللاجئين وترحيلهم عن المنطقة.
واتخذت السلطات اللبنانية هذا القرار تخوفًا من موقع الخيام بجوار مطار عسكري وما يشكله من خطورة على حياة اللاجئين بداخل الخيم.
محاولات أممية
وفي الوقت نفسه استمر نداء بعض ممثلي الأمم المتحدة لجميع الدول المستقبلة للاجئين، بضرورة تحسين أوضاع المعيشة وتأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء داخل مخيمات الاستقبال.وفي مؤتمر بروكسل الذي عُقد يوم الأربعاء الماضي، بهدف تحديد أوليات دعم النازحين من الحرب بسوريا، قررت الدول والمنظمات المشاركة بالمؤتمر تخصيص 6 مليارات دولار لدعم جميع النازحين من سوريا، ودعم الدول المستقبلة والمستضيفة لهؤلاء اللاجئين، من أجل تحسين الأوضاع والحفاظ على حياة الأطفال المتضررين من عملية النزوح بشكل أكبر خلال الـ 6 سنوات الماضية.