من كوباني لعفرين.. المقاتلات الكرديات شبح يرعب داعش وأردوغان
في مدينة عفرين برزت أسماء مقاتلات كرديات واجهن القصف التركي ليكنَّ امتدادا لقصص المقاتلات اللاتي واجهن تنظيم داعش في كوباني.
في 21 يناير/كانون الثاني الماضي، عادت المقاتلات الكرديات لواجهة اهتمام الإعلام العالمي بعد خوضهن أكثر الاشتباكات عنفا ضد القصف التركي الذي استهدف مدينة عفرين، شمالي سوريا.
البسالة أمام الوحشية
ومن أبرز الأسماء التي برزت في هذا الصدد المقاتلة الكردية "رياني كوباني" بعد استبسالها أمام دبابات الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لنظام رجب طيب أردوغان في قرية قورن.
المواجهة استمرت لأيام وقعت بعدها المقاتلة كوباني جثة هامدة، وبكل وحشية، أُسرت على يد الجنود الأتراك، وسط عبارات تهديدية وأصوات الرصاص، وتناوبوا الضرب على جثمان الفتاة، ما يؤكد هدف النظام التركي الحقيقي من قصف عفرين، وهو إرهاب السكان للسيطرة على تلك المناطق لأجل غير محدود.
وقصة المقاتلة كوباني تشابهت مع غيرها من الكرديات، اللاتي دفعن حياتهن للدفاع عن أحلامهن الكردية في مدينة كوباني عام 2015.
لا يعرفن الخوف
قصة أخرى في المواجهات لمعت فيها" آفيستا خابور" المقاتلة الكردية، التي تركت الخوف وراءها مجازفة بحياتها صامدة أمام الدبابات التركية.
المقاتلة صاحبة الـ20 عاما، عضو بوحدات مكافحة الإرهاب، لم يرهبها صوت الرصاص، متقدمة بقنبلة يدوية أثناء هجوم الجيش التركي على قرى بمنطقة جندريسة.
وقبل أن تلقى أنفاسها الأخيرة أمام عجلات الدبابات التركية، ألقت الفتاة الكردية القنبلة على الجنود الأتراك.
زهرة عفرين
في الصفوف الأمامية وقفت زهرة تمو، للدفاع بجوار المقاتلين الأكراد في عفرين، نجحت داخل وحدتها في استرداد قرى من يد الأتراك بعد نحو أسبوع من القصف على عفرين.
وداخل ساحة القتال، لم تبالِ زهرة بأصوات الطائرات الحربية التي لا تزال تحلق على قرى وبلدات عفرين، شمال غربي سوريا.
بين حين وآخر، كانت تخرج المقاتلة الكردية لتأمين القوات ضد الزحف التركي، معلنة أن النصر قريب طالما المقاومة مستمرة.
بعد نحو 6 أيام، طال القصف التركي زهرة المدينة السورية، لتصبح تمو نموذجا جديدا لبسالة المقاتلات الكرديات.
من كوباني إلى عفرين
مواقف الكرديات في عفرين تعد امتدادا لقصص المقاتلات الكرديات في كوباني التي تحررت من أيدي تنظيم داعش الإرهابي نهاية 2015.
وبنحو 7 آلاف مقاتلة كردية تشكلت وحدات حماية المرأة، ضمن وحدات حماية الشعب الكردية التي تكوّنت في يوليو/تموز 2012، بهدف الذود عن المناطق ذات الأغلبية الكردية بالجانب الشمالي السوري.
الإيمان بالتضحية وتقديم أرواحهن فداء مدنهن عقيدة لدى المقاتلات الكرديات، التي تنوعت قصصهن وظروف المعارك التي شاركن فيها، لكن يظل بذل الذات قاسما مشتركا بينهن.
وطوال معارك كوباني والحسكة ومنبج والرقة، قادت المقاتلات الكرديات بجانب المقاتلين، الحرب ضد عناصر داعش، واليوم تقود الكرديات صفوف القتال بعفرين أمام الرصاص والقصف التركي.