وحدة استخبارات جديدة.. كيف تستعد إسرائيل لسيناريو الحرب مع إيران؟
في إطار الاستعدادات الإسرائيلية لحرب محتملة مع إيران، كشف الجيش النقاب عن تأسيس وحدة استخبارات جديدة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير تابعته "العين الإخبارية"، إن "تأسيس الوحدة خطوة رئيسية في التخطيط الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي".
- إيران تصدم الغرب بأول صاروخ فرط صوتي.. قادر على تجاوز القبة الحديدية
- من تحت الأرض.. نتنياهو يهدد إيران بـ"القبضة الساحقة"
واعتبرت أن "تأسيس هذه الوحدة الجديدة يأتي لأن الطبيعة الفريدة لمثل هذا الصراع تتطلب مقاربة مختلفة مقارنة بالعمليات العسكرية السابقة".
وأضافت: "بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخرًا الاستعداد لاحتمال الحرب مع الحرس الثوري، بعبارات بسيطة، يكمل فرع المخابرات في الجيش الإسرائيلي الخطوط العريضة لحرب لم يتخيل أحد أنها ستحدث، الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأولى".
وأضافت: "في السنوات الأخيرة، تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، إذ تم إطلاق حوالي 10 طائرات دون طيار باتجاه إسرائيل، وتم اعتراض آخرها فوق وادي الحولة في شمال إسرائيل قبل حوالي شهرين".
وبالإضافة إلى ذلك، بحسب الصحيفة، فقد "أرسل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عدة مرات في السنوات الأخيرة إرهابيون حاولوا زرع عبوات ناسفة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، وحاول إرهابيون من إحدى وحداتهم استهداف السياح الإسرائيليين في الخارج، وخاصة في تركيا".
وتابعت: "أدى تصاعد المواجهات المباشرة بين البلدين إلى إنهاء سنوات من الغموض في الصراع على المنطقة، ومع ذلك، فإن الجمود في التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والقوى العالمية، إلى جانب تقديرات داخل المؤسسة الأمنية بأن الحرب المقبلة ستكون صراعًا متعدد الجبهات، دفع الجيش الإسرائيلي إلى الدخول في مرحلة الاستعدادات لحرب مباشرة ضد إيران، أو على الأقل عدة أيام من الصراع مع القوات الإيرانية".
وقال المقدم "ت" (لم يكشف عن اسمه لأسباب أمنية)، رئيس قسم الأبحاث في الفرع 54، الفرع الإيراني الجديد الذي تم إنشاؤه في مديرية المخابرات العسكرية: "إنه تغيير كبير في التفكير اضطر الجيش الإسرائيلي للقيام به، إنه ليس شبيها بحرب ضد حزب الله أو عملية عسكرية ضد حماس والجهاد".
وتابع: "نحن مسؤولون عن تزويد الجيش بالبنية التحتية المعرفية فيما يتعلق بالقدرات العسكرية الإيرانية والأنظمة الاستراتيجية الخاضعة لسيطرتهم. نحن منخرطون في البحث عن عناصر السيطرة في إيران من المستوى الأعلى إلى المشغلين في الخطوط الأمامية".
أهداف الفرع وتكوينه
وبحسب الصحيفة: "يهدف الفرع الجديد إلى أن يكون النقطة المحورية الأولى في استعدادات الجيش الإسرائيلي لسيناريو مواجهة عسكرية واسعة وعلنية مع الجيش الإيراني".
وقالت: "بشكل عام، يركز الفرع على التعلم الاستخباراتي، على غرار الاستعدادات لتدريب استخباراتي حديث للقتال مع حزب الله وحماس، تعتبر إحدى الإدارات داخل الفرع عاملة، حيث تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية عن الجيش النظامي للحرس الثوري الإيراني".
وأضافت: "يتكون الفرع من 30 جنديًا فقط، وليس له حتى اسم حتى الآن، لكنه مسؤول عن إعداد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد إيران، حيث يقوم العاملون كل يوم بتشريح طبقة أخرى من الجيش الإيراني، والكشف عن عقيدة أخرى، طريقة القتال أو أسلوب التدريب".
وتابعت: "هم يدركون جيداً في مناقشاتهم الداخلية أنه ليس مثل السيناريو الذي سيمارسه الجيش الإسرائيلي في الأشهر المقبلة، كحرب جبهتين أو متعددة الجبهات، إنها حرب مختلفة تمامًا، تتطلب قدرة كبيرة على التحمل من الجمهور الإسرائيلي، أقرب إلى حرب شاملة في العصر الحديث".
وكشفت النقاب عن أن "رؤساء الفرع يأتون من خلفية التخصص. ويقود أحدهم، المقدم (ي)، لم يذكر اسمه، قسم الاستهداف، وهو منصب لا يدع مجالاً للشك في الغرض منه استعدادًا لحرب محتملة".
وقالت الصحيفة في التقرير الذي تابعته "العين الإخبارية": "في جميع أنحاء إيران، هناك الآلاف من الأهداف العسكرية التي يمكن لإسرائيل مهاجمتها، لكن مطلوب من قسم الاستهداف تحديد الأهداف الأساسية".
وقال أحد الضباط في الوحدة: "نحن نحلل الحرس الثوري الإيراني على وجه التحديد داخل إيران، وليس فيلق القدس".
وأضاف: "إيران دولة كبيرة جدًا من حيث الأراضي، وهم يعلمون أنه ستكون هناك عواقب لعملياتنا داخل أراضيهم - لكنها لعبة تعرض متبادلة."
وتابع: "ما نجمعه حاليًا ونبحث عنه حول الحرس الثوري الإيراني يؤثر بشكل مباشر على بناء قوة الجيش الإسرائيلي والخطة الجديدة متعددة السنوات التي حددها رئيس الأركان، والتي تعمل كبوصلة لتشكيل قوة الجيش الإسرائيلي في السنوات المقبلة".
وأشارت الصحيفة، إلى أن المقدم "ي" "لم يشارك حتى الآن في التدريبات العملية مع القوات التي ستقود الحرب المستقبلية ضد إيران، مثل سلاح الجو الإسرائيلي، لكنه يراقب بدقة القدرات الخادعة للجيش الإيراني".
وتابعت: "كل يوم نجمع المزيد من الأهداف بوتيرة مرضية ونتعلم كيفية ضربها بفعالية".
واستطردت: "لقد ضاعفنا بالفعل بنك الأهداف في إيران، بغض النظر عن المنشآت النووية، إنها مختلفة تمامًا عن عمليات ما بين الحربين، ستكون المواجهة العسكرية العلنية قصة مختلفة تمامًا".
وطبقا للصحيفة فقد "أجرت الوحدة بالفعل العديد من المناورات الحربية وعروض السيناريوهات مع فرق الخبراء، وبعضها لم يعد في الخدمة الفعلية".
وأضافت: "إلى جانب ممثلين بارزين من وحدات استخباراتية مثل الوحدة 8200 والوحدة 9900، وبمساعدة كبيرة من نظرائها الأمريكيين، تكمل وحدة المخابرات رسم خرائط الحرب التي لم يتخيل أحد أنها ستحدث".
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز