ليلة رأس السنة 2023 في العراق.. احتفالات تنشد "بهجة دائمة"
منذ نحو 3 أيام، تشهد شوارع العاصمة العراقية بغداد اكتظاظاً عند مراكز التسوّق، استعداداً للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية 2023.
ورُغْم اضطراب الأوضاع الاقتصادية التي خلّفها ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي مؤخراً، لكن ذلك لم يصمد أمام رغبة العراقيين في إبداء الفرح والسرور ابتهاجاً بقدوم عام جديد.
وشهدت الأيام القليلة الماضية إقبالاً كبيراً على متاجر بيع المعجنات وإكسسوارات الهدايا والألعاب خصوصاً في ساعات المساء، حيث الأجواء الباردة التي تشجِّع على الترويح عن النفس.
تقول نور هاشم (29 عاماً) والتي جاءت رفقة والدتها لشراء ملابس وقبعات "بابا نويل" الحمراء إنّها "فرصة للاستعداد لتلك الليلة التي نراقب عقاربها وهي تنقلنا من عام إلى عام، وكذلك مناسبة لدخول أجواء الاحتفال من خلال مشاركة الناس وهم يجولون الأماكن العامة للاحتفال بالعام الجديد 2023".
وتضيف نور لـ"العين الإخبارية" أن "طبيعة الأحداث التي عاشها العراق خلال الفترة الماضية من عدم استقرار وارتباك في الأوضاع الأمنية والسياسية تعمِّق الرغبة لدينا بالبحث عن مناسبة للاحتفال وتبادل الأفراح".
وسجَّل العراق خلال العام الذي شارف على الانتهاء، العديد من الحوادث المفصلية والمهمة تتقدمها الأزمة السياسية التي استمرت لعدة أشهر على خلفية تشكيل الحكومة الجديدة بعدما وصلت في تعقيداتها حد النزاع المسلح وتهديد السلم الأهلي.
وتنتظر الشابة نور موعد زفافها الذي سيكون بعد نحو أسبوع من العام الجديد. تقول والأمل يحدوها: "أتمنى أن تكون سنة 2023 بداية لمستقبل أفضل لعائلتي وجميع العراقيين الذين أتبعتهم الحروب والأزمات".
وكانت أمانة بغداد باشرت منذ الأحد الماضي نصب أشجار الميلاد والزينة احتفاءً بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
ووجهت الأمانة، بحسب بيان، "الدوائر البلدية كافة بتنظيف محيط الكنائس والأديرة وتقديم باقات الزهور للمحتفلين ونصب أشجار الميلاد في عدد من الشوارع والتقاطعات لمشاركة الأسر البغدادية احتفالاتهم بهذه المناسبة".
الناطق الرسمي باسم الأمانة، محمد الربيعي، وخلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أشار إلى أنه "سيقام في العاصمة بغداد احتفالان بمناسبة أعياد رأس السنة أحدهما في شارع المتنبي بالتعاون مع رابطة المصارف، والآخر في شارع الزيتون بعد تأهيله وتشجيره وإنارته"، لافتاً إلى أن تلك الاحتفالات تأتي بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد.
وعند محلات بيع "الكيك الجاهز" في منطقة الكرادة، يجد أحمد (24 عاماً) في تلبية طلبات الزبائن وتجهيزها في أقل وقت ممكن، بعد أن بات عمله أشبه بسباق مرهق وسط جمهور غفير.
يعمل الشاب أحمد- الذي اضطر لمغادرة مقاعد الدراسة الإعدادية لفاقة العيش واضطرار الظروف المادية الصعبة- لنحو 10 ساعات يومياً وهو يحلم أن يستجمع المال الكافي حتى يتمكن من التقدّم لطلب يد حبيبته ودخول القفص الذهبي.
يقول أحمد إنه "عادة ما يكون العمل ضاغطاً ويتطلب جهداً كبيراً مع اقتراب مناسبات الأعياد بسبب كثرة الطلب على المعجنات وبعض الأصناف الأخرى التي يرغب الزبائن بالحصول عليها، مما يطيل من أوقات الدوام التي تمتد أحياناً لأكثر من 14 ساعة".
ومع ذلك الإرهاق والتعب يجد الشاب البغدادي، متعة كبيرة في ذلك الأمر، وهو يشاطر القادمين فرحة الاحتفال بأعياد ميلاد السنة الجديدة مع أنه سيكون غائباً عن حضور كرنفالات الاحتفال ومشاركة الأهل والأصدقاء جراء الالتزام بالعمل.
ويتحدث أحمد عن أمنيته للعام الجديد قائلاً: "جل الآمال وأوسعها أن يحظى العراق بوضع أفضل تسوده العدالة والأمان والاستقرار.. فرص عمل ووظائف تنتشل الشباب العاطل من آفة البطالة".
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز