عدوى غامضة تقتل أصحاب المناعة الضعيفة في صمت
نصف المصابين بداء "كانديدا" يموتون خلال 90 يوما من الإصابة، ولم يتمكن خبراء الصحة حتى الآن من التوصل إلى سبب ظهوره في المقام الأول.
شهدت الفترة الأخيرة انتشاراً كبيراً للفطريات المقاومة للأدوية ما يضيف بُعداً جديداً ومرعباً لظاهرة أصبحت تقوّض الطب الحديث.
خلال الـ5 سنوات الماضية، بدأ "كانديدا" أو "داء المبيضات"، الفطر الذي يفترس أصحاب المناعة الضعيفة ينتشر في صمت عبر دول العالم مثل فنزويلا، وإسبانيا، وبريطانيا، والهند، وباكستان، وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة، إذ أضافته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى قائمة "التهديدات المُلحة".
وفي تقرير مطوّل، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أنَّ هذا النوع من الفطريات يجتاح العالم وينتشر بسرعة مذهلة لدرجة أنَّه بعد وفاة مصاب به في أحد المستشفيات الأمريكية، نظّف المسؤولون غرفته بمعدات خاصة وأزالوا أجزاء من السقف والأرضية للتخلص من أي آثار لـ"كانديدا".
ويعد داء المبيضات من الفطريات العنيدة جدا، إذ يتمتع بحصانة شديدة ضد الأدوية الرئيسية المضادة للفطريات، ما يجعله نموذجاً جديداً من التهديدات الصحيّة المستعصية التي يواجهها العالم وسط زيادة ملحوظة للعدوى المقاومة للأدوية.
ومن أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب بداء المبيضات، الحمى، والحكة والإرهاق، وهي أعراض يمكن أن تبدو عادية لكن قد تكون مميتة إذا لم يتمتع المصاب بصحة جيدة من الأساس.
ويموت نصف المصابين تقريبا بـ"كانديدا" خلال 90 يوما من الإصابة، ولم يتمكن خبراء الصحة حتى الآن من التوصل إلى سبب ظهوره في المقام الأول، وأصيبت به أول سيدة عام 2009 في اليابان، وهو آخذ في الانتشار كالحريق الهائل.
ويحذر الأطباء منذ عقود من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية الأمر الذي يقلل من فعاليتها، إذ إنها من الأدوية التي يمكنها إطالة العمر بقدرتها على معالجة العدوى البكتيرية التي كانت في السابق مميتة.
ويقول أستاذ علم الأوبئة الفطرية بكلية إمبريال في لندن ماثيو فيشر: "إنَّها مشكلة كبيرة"، مضيفا أنَّه بالرغم من التماس قيادات الصحة العالمية لمزيد من التعقل في وصف مضادات الميكروبات لمكافحة البكتيريا والفطريات، فإن المستشفيات والعيادات لا تزال تستخدمها بصورة كبيرة للغاية.
وعادة ما تشكل هذه الفطريات خطرا على أصحاب المناعة الضعيفة مثل حديثي الولادة وكبار السن والمدخنين ومرضى السكري والمصابين باضطرابات المناعة الذاتية التي تتطلب تناول المنشطات التي تكبح أنظمة الجسم الدفاعية.
ويحذر العلماء من خطر انتشار الفطر بين الشعوب الأكثر صحة، ما لم يتم تطوير أدوية جديدة أكثر فاعلية والحد من الاستخدام غير اللازم لمضادات الميكروبات.
ويقول علماء إنَّ الاستخدام الزائد لمضادات الميكروبات والفطريات في المحاصيل الزراعية يسهم في زيادة نسبة الفطريات المقاومة للأدوية التي تصيب البشر.
وتنتشر الجراثيم بأنواعها بسهولة ويمكن أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق اليد أو المعدات في المستشفيات أو عن طريق اللحوم والخضراوات.
وتوصلت دراسة موّلتها الحكومة البريطانية إلى أنَّه في حالة عدم التوصل إلى سياسات ملائمة لتخفيف وتيرة ارتفاع الفطريات المضادة للأدوية، يمكن أن يموت 10 ملايين شخص حول العالم بهذه العدوى في عام 2050، مقابل 8 ملايين شخص بسبب السرطان.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg
جزيرة ام اند امز