ما هي "ميزانية الرفاهية" التي أعلنتها نيوزيلندا في دافوس؟
أكثر دول العالم تصدرا لمؤشرات الازدهار والسعادة تعلن "ميزانية جديدة للرفاهية".. ما الجديد؟
"قررت نيوزيلندا تبني ميزانية جديدة للرفاهية اعتبارا من العام الجاري 2019"، كان هذا ما أعلنته جاكيندا أردرين رئيسة وزراء نيوزيلندا خلال جلسة حوارية بعنوان "أبعد من الناتج المحلي الإجمالي: قياس تقدم المجتمعات" ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، وكان الإعلان مثيرا للفضول حول الجديد الذي يمكن أن تقدمه الدولة التي تحتل بالفعل مراتب الصدارة في مؤشرات السعادة والرفاهية العالمية.
أرديرن التي تولت منصبها عام 2017 في عمر السابعة والثلاثين لتصبح أصغر رئيسة حكومة في العالم، كشفت خلال دافوس النقاب عن نهج جديد لإدارة الشؤون المالية في بلادها، موضحة أن الأمر يتخطى ما يتم إنجازه على صعيد الناتج المحلي الإجمالي "نحن بحاجة إلى معالجة الرفاهية المجتمعية لأمتنا وليس فقط الرفاهية الاقتصادية".
وبحسب رئيسة الوزراء الشابة، ستقيس الحكومة النيوزلندية من خلال "ميزانية الرفاهية" التي عملت على إعدادها مع حزبها في السنوات الماضية وسبق الإعلان عنها محليا، التأثير طويل الأجل للسياسات التي تتبعها الدولة على جودة حياة الأشخاص أنفسهم.
في تلك الميزانية سيتم عرض أرقام خاصة مثل معدل الفقر بين الأطفال في كل عام، وعدد المحرومين من سكن جيد، وبيانات عن الاستدامة البيئية، وغيرها.
كذلك، سيتعين على الوزراء مخاطبة الشعب لإيضاح كيف سيستفيدون من مقترحات إنفاق "كل دولار" في الموازنة، والعمل بشكل جماعي لضمان أن يكون لتلك المقترحات أثر إيجابي طويل الأجل.
وتابعت أردرين: "شعبنا يقول لنا إن السياسات المتبعة لا تحقق النتائج والتوقعات المرجوة.. حسنا لقد أصبح هذا أمرا حاسما بالنسبة لنا".
وفقًا للموقع الإلكتروني للحكومة النيوزيلندية، ستستخدم ميزانية 2019 مؤشرات قياس مختلفة هذا العام، حيث ستقوم بتوسيع نطاق تركيز الميزانية على ما هو أكثر من السياسات الاقتصادية والمالية، باستخدام ما أطلقت عليه "إطار معايير المعيشة" "Living Standards Framework "، والذي سيصنف أولويات الحكومة عند الاستثمار واتخاذ قرارات التمويل والإنفاق.
وأضاف الموقع أن الحكومة ستقيس مجموعة من المؤشرات الأوسع نطاقًا تشمل 38 مؤشرًا يقيس 12 مجالًا من مجالات الرفاهية، وتقدم تقارير عنها لإظهار قدر ما تم إنجازه كدولة وكحكومة.
وبحسب أردرين سيتم تطوير استخدام نتائج هذه المؤشرات على مدى عقود، لكنها على المدى القصير تستهدف رؤية سياسة أكثر لطفا وتعاطفا ورفاهية.
وأوضحت أن السياسات بحاجة إلى أن تكون أكثر إيثارا وأكثر استهدافا للأجل الطويل من أجل معالجة التحديات عميقة الجذور التي "نتصارع معها" في ظل التغيرات الاقتصادية.
وقالت أصغر رئيسة حكومة في العالم إن الحروب التجارية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كانت الخيارات البديلة للشعوب المحبطة من المسارات السياسية والاقتصادية التقليدية التي واجهتهم.
ويعد الركود غير المسبوق في الأجور مصدر قلق كبير للدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الأمر الذي أدى إلى تدني مستويات المعيشة لغالبية السكان وتأجيج المشاعر الشعوبية.
وتحتل نيوزيلندا المركز الثاني على مؤشر الازدهار (الرفاهية) العالمي الصادر عن معهد ليجاتوم البريطاني لعام 2018، خلف النرويج، كما احتلت المركز الأول في تقرير السعادة العالمي لعام 2018، الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.