مهاجرون بلا أنصار.. ننفرد بقصص الضحايا المصريين في مجزرة نيوزيلندا
4 مصريين سقطوا ضمن ضحايا مجزرة مسجدي نيوزيلندا وحصلت "العين الإخبارية" على تفاصيل عن حياتهم وعلاقاتهم بالدائرة المحيطة
في أكفان ملفوفة بأعلام وطنهم، تعود جثامين 4 مصريين قادهم حظهم العاثر إلى الوجود في موقع المجزرة الإرهابية، التي شهدها مسجدا نيوزلندا. اختلفت ملامح قصص بداياتهم في بلدهم الأم لكن مشهد النهاية كان واحدا.
"العين الإخبارية" حصلت على التفاصيل الكاملة لقصص المصريين الأربعة، ضحايا الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا، الجمعة، وراح ضحيته 50 شخصاً وعشرات المصابين.
وداع لم يتحقق
لم تكن الفرصة سانحة أمام المهندس المصري منير سليمان لتوديع أصدقائه في ظنه عاديا، سيذهب للصلاة ثم يعود للمنزل يتناول الغداء مع زوجته السيدة إكرام كما هي العادة في مصر، ثم يجري محادثاته الأسبوعية للاطمئنان على أقاربه وأصدقائه في وطنه الأم.
اعتاد "سليمان" السهر أسبوعياً مع عدد من جيرانه المصريين والعرب، لكن طلقات الرصاص كانت سريعة جداً فلم تسمح لليوم أن يمر بسلام كالمعتاد، وحسم الموت الأمر.
عاش المهندس المصري كنموذج للمواطن الذي عاش حياته كلها باحثاً عن الهدوء والنجاح، يصفه أصدقاؤه وأقاربه بأنه دمث الخلق، بار، أحب زوجته وعمله ولم يرزق بأطفال فأخلص لحب الناس والعمل وحقق نجاحات كثيرة.
ومنير سليمان، مواليد 1950 كان يعمل بشركة الدخيلة للحديد والصلب عام التحق بالشركة 1985، وهي إحدى أهم الشركات العاملة بقطاع الحديد بمصر ومقرها الإسكندرية، وكان أول مهندس يشغل منصب مساعد مدير قسم الصيانة الميكانيكية لمصنع الدرفلة.
هاجر إلى نيوزيلندا عام 1998، قبل 25 عاماً، مع زوجته وعاشا معاً حياة هادئة للغاية حقق فيها الكثير من النجاحات.
يقول صديقه منير سحلب، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إنه كان دمث الخلق، سيرته طيبه جدا بين جميع معارفه، مؤكدا أنه كان محبا للجميع ومسارع في تقديم الخير لكل من حوله.
ويتفق معه المهندس علي يوسف وهو صديق منير منذ 30 عاما، حيث أكد أنه كان بارا جدا بوالدته ولم يهاجر من القاهرة إلا بعد وفاتها، مؤكدا أنه نال الشهادة وكان يستحقها، قائلا "بقدر حزني على فراقه، إلا أنه مات شهيدا وتلك نهاية تليق بخلقه ودينه".
وتابع يوسف "كان دائم السؤال عنا نحن الأصدقاء وآخر مرة التقينا منذ 3 شهور وزارني للسؤال عني عندما كنت مريضا".
حسن الخاتمة
على بعد أمتار قليلة من منزل منير سليمان بشارع دينز بمدينة كرايستشيرش، يقطن رجل تغلب عليه الملامح المصرية، وهو الحاج أحمد جمال الدين (68 عاما) يصفه المقربون منه بالمرح المحب للحياة، وهو ابن محافظة الدقهلية بدلتا مصر، هاجر إلى نيوزيلندا منذ عشرات السنوات ويعيش مع أسرته.
جمال تمنى حسن الخاتمة قبل الحادث بساعات قليلة وكأنه كان يراها أمامه، حيث كتب على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك":" الحمد لله أعمل بصدق وأسأل الله حسن الخاتمة".
"العين الإخبارية" تواصلت مع نجله عمر، لكنه لم يكن في حالة تسمح له بالحديث عن والده كثيرا، حيث اكتفى بالترحم عليه، وطالب المصريين وكل العالم بالدعاء له بالرحمة ولأسرته بالصبر والسلوان.
أما صديقه الدكتور حمدي عبدالغفار، فأشار إلى أن وفاته كانت صدمة لجميع أصدقائه ومعارفه، مؤكدا أنهما صديقان منذ عام 1980 وعملا معا بمجال الفنادق، قبل أن يفتتح الشهيد مطعمه الخاص.
ويتابع "كان طيب جدا ولا يفتح فمه إلا بالخير، وكان دائم الابتسام ويحب الخير لغيره، سواء في العمل أو الحياة الشخصية"، موضحا أن الراحل كان سعيدا جدا بتخرج ابنه عمر، قبل أيام من الحادث، وكان يعيش حياة هادئة مع أسرته وأحفاده.
بأي ذنب قتلا
أما في شارع لينوود بالمدينة نفسها، فهناك أسرة لا تزال حتى الآن تحت تأثير الصدمة، الزوجة المصرية سهام في حال انهيار تام، بينما طفلاها (سلمى - 15 سنة)، و(يوسف 14 سنة) لم يدركا حتى اللحظة الراهنة حقيقة ما حدث لأبيهما أشرف المرسي وبأي ذنب قتل.
خالد المرسي شقيق الشهيد أشرف قال إنه هاجر منذ 15 عاما إلى نيوزيلندا، ويبلغ من العمر 55 عاما، وتزوج ثم سافرت زوجته إليه، موضحا أن عائلته تقيم بمدينة السلام شرق القاهرة، وتنتظر عودة الجثمان، وأنه يتم التواصل بشكل مستمر مع وزارة الهجرة المصرية لمعرفة تفاصيل نقل الجثمان.
وأخيراً الشهيد مصطفى حسين، كما أعلنت الجالية المصرية في نيوزلندا، أو أشرف المصري كما أعلنت وزارة الهجرة المصرية، وأجرت "العين الإخبارية" عدة اتصالات للتأكد من هويته، لكن هناك تضارب كبير في التصريحات حوله.
وأفاد بيان رسمي لوزارة الهجرة المصرية بأن "السلطات النيوزيلندية أكدت مقتل 4 مصريين وهم منير سليمان وأحمد جمال الدين عبدالغني وأشرف المرسي وأشرف المصري".
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إن هناك متابعة مع أسر شهداء الحادث الإرهابي بنيوزيلندا، لتذليل أي عقبات أمام عودة من يرغب منهم بصحبة جثمان ذويهم من الشهداء.
aXA6IDE4LjExOC4zMC4xMzcg جزيرة ام اند امز