اجتماع الفيدرالي المقبل.. العالم يترقب أول "إشارة مريحة" في ديسمبر
تترقب أسواق العالم أول "إشارة مريحة" خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر/كانون الأول المقبل بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
وتترقب الأسواق اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) المقبل خلال الفترة من الثلاثاء 13 – الأربعاء 14 ديسمبر/ كانون الأول المقبل لمراجعة أسعار الفائدة، والتي من المتوقع أن تكون زيادة سعر الفائدة بها 50 نقطة أساس (0.50%)، بناء على توصيات أعضاء المجلس في الاجتماع المنعقد مطلع نوفمبر/ تشرين الجاري.
جاء محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي مطلع نوفمبر/تشرين الثاني وتصويت الأغلبية على إبطاء وتيرة زيادة الفائدة، بمثابة فرصة للأسواق للالتقاط الأنفاس.
وفي 2 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة على الدولار بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي، ليصل بذلك سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 3.75% إلى 4%.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، قدّرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، بلوغ النطاق المستهدف لسعر الفائدة من 4.5% إلى 4.75% خلال عام 2023، إلاّ أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في مؤتمره الصحفي عقب رفع الفائدة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، استشهد بالتضخم المرتفع وسوق العمل "الضيقة للغاية" ليشير إلى أن المستوى النهائي لأسعار الفائدة سيكون أعلى ممّا كان متوقعاً في السابق، أي قد يتجاوز 5% في النهاية.
وأظهرت بيانات التضخم في أمريكا لشهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ارتفاع الأسعار بنسبة 7.7% على أساس سنوي، مقابل 8.2% في سبتمبر/أيلول.
وتباطأت وتيرة زيادات الأسعار الأساسية، التي تستثني الغذاء والطاقة، إلى 6.3% بدل 6.6%، ما يفسح المجال لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في الشهور المقبلة.
ويبدو أن الدفعة الأخيرة من تقارير التضخم تشير إلى أن وتيرة الزيادات الجامحة في الأسعار بدأت أخيرًا في التباطؤ إلى مستويات يمكن التحكم فيها، كما لا يزال سوق العمل سليمًا نسبيًا أيضًا، رغم ارتفاع أحدث أرقام مطالبات البطالة عن الأسبوع الماضي، وطالما ظل سوق العمل قويًا واستمرت ضغوط التضخم في الانحسار، فمن المرجح أن يتراجع بنك الاحتياطي الفيدرالي عن حجم زياداته في أسعار الفائدة.
وتتعاظم مخاوف الخبراء من استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، مما يترتب عليه إبطاء الاقتصاد كثيرًا وربما تؤدي الزيادات المستمرة في أسعار الفائدة إلى بطالة أعلى بكثير وفقدان وظائف وحتى ركود.
وكان لرفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي تأثير واضح على سوق الإسكان، حيث ساعد ارتفاع معدلات الرهن العقاري على إحداث تأثير سلبي على مبيعات المنازل.
ثقة وول ستريت تزداد
وتزداد ثقة وول ستريت في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون قادرًا على موازنة أموره، حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 14% في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أفضل شهر له منذ يناير/ كانون الثاني 1976، كما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 4.5% أخرى في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وهو الآن منخفض بنسبة 6% فقط هذا العام.
كما انتعش مؤشرا S&P 500 وNasdaq بشكل كبير منذ أكتوبر/تشرين الأول، لكن كلا مؤشري السوق الأوسع نطاقا ظلا منخفضين بشكل حاد خلال العام أكثر من مؤشر داو جونز.
ونما الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الثالث بنسبة 2.6% من إجمالي الناتج المحلي بعد انكماشه بمعدل 0.6% خلال الربع الثاني وبنسبة 1.6% خلال الربع الأول من العام.
وكان المحللون يتوقعون نمو الاقتصاد خلال الربع الثالث بنسبة 2.4% من إجمالي الناتج المحلي، بحسب بيان وزارة التجارة الأمريكية.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز