هل انطفأ بريقه؟.. أحلام نيمار المؤجلة بعد سن الـ30
أكمل نيمار دا سيلفا، نجم باريس سان جيرمان عامه الـ30 في الخامس من فبراير/شباط، ليبدأ المرحلة النهائية من مسيرته ويبدو أقرب للاعتزال.
ورغم مهاراته التي لا يختلف عليها أحد، إلا أن عدم انتظام مستوى نيمار وحالات الجدل التي يتورط فيها خارج الملعب، تجعله دائما تحت المنظار، خاصة في ظل التحديات المتنوعة الموجودة أمامه.
مسيرة مذهلة
ورث النجم البرازيلي كرة القدم من والده نيمار سينيور، ويكن الابن تقديرا كبيرا له، ولهذا قال في وثائقي "داخل التاريخ" لقناة "إن بي سبورتس": "أعتقد أن هذا الأمر مثّل تحضيرا هاما بالنسبة إليّ، في توجيهي وإرشادي عبر الملعب، اعتدت أن أسمعه يقول (اقطع بالكرة على الداخل)، هكذا حضرني لأكون ما أنا عليه الآن".
خاض نيمار جونيور مباراته الأولى مع الفريق الأول لسانتوس البرازيلي في 2009، وكان عمره آنذاك 17 عاما، وحاول ريال مدريد اصطياده وهو في الـ14 من عمره، لكن الصفقة لم تتم رغم تكرار النادي الملكي محاولاته.
في النهاية جاء نيمار إلى إسبانيا لكن لوجهة مختلفة، ففي مايو/آيار 2013 أعلن برشلونة توصله لاتفاق مبدئي لضم اللاعب البرازيلي لمدة 5 مواسم، وفي الثالث من يونيو/حزيران جرى تقديمه في ملعب كامب نو أمام أكثر من 56 ألف متفرج.
وأكد نيمار أنه لم يشغل باله قط بمسألة أن يصبح أفضل لاعب في العالم، وقال: "أفضل لاعب في العالم هو (ليونيل) ميسي، واللعب إلى جواره ومساعدته على أن يظل كذلك شرف لي".
شكّل النجم البرازيلي ثلاثيا مرعبا مع الأرجنتيني المخضرم ليونيل ميسي والأوروجواياني لويس سواريز، الذي جاء إلى النادي الكتالوني في الموسم التالي.
في عام وصول نيمار فاز الفريق بكأس السوبر الإسباني، وفي موسم 2014-2015 فاز البارسا بثلاثية الدوري ودوري الأبطال وكأس الملك.
في الموسم اللاحق توج برشلونة بالدوري وكأس الملك وكأس السوبر الأوروبي ومونديال الأندية، وفي عامه الأخير ساهم نيمار في إضافة لقب كأس الملك وكأس السوبر الإسباني مرة أخرى إلى خزانة النادي الكتالوني.
ورغم صداقته مع ميسي، فإن النجم البرازيلي الموهوب لم يجد نفسه مرتاحا وهو يلعب تحت ظله، وأراد أن يصبح نجم ناديه الأبرز، كما هو الحال مع منتخب بلاده.
فقدان الشعبية
في 2017، ودّع نيمار برشلونة بشكل صادم، وانتقل إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو، قيمة كسر عقده مع البارسا، ليصبح أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم إلى يومنا الحالي، في صفقة أثارت جدلا كبيرا حينها.
قال نيمار بخصوص الصفقة: "لم آت إلى هنا بحثا عن دور البطولة، وإنما عن أمر جديد وهو الألقاب التي يستحقها هذا النادي وجماهيره".
ورغم السمعة المعروفة عن اللاعب بخصوص أن الأسباب الاقتصادية التي تحركه، على الأقل بصورة رئيسية قال: "من يظن أنني جئت بحثا عن المال لا يعرفني، جئت بحثا عن سعادتي، لا المال".
لكن النفور تجاه نيمار لم يظهر فقط في أعين خصومه كلما بالغ في إحدى سقطاته داخل الملعب، أو في أعين جماهير الفريق الذي يتفوق عليه كلما حاول القيام بواحدة من مراوغاته، وإنما أيضا في طريقة النظر إلى حياته خارج الملعب التي لم تساعد في تقديم صورة جيدة عنه، حفلات وعناد وجدل ومشاكل مع مصلحة الضرائب البرازيلية والإسبانية بسبب صفقات مفترضة لصالح أصدقائه.
يقول نيمار عن نفسه في سلسلة وثائقية من إنتاج (نتفليكس): "أنا من لحم ودم، لديّ مشاعري وأيضا أخطائي. لقد أخطأت كثيرا ويظهر المسلسل الوثائقي هذه أخطائي، لكنني أصبت أيضا، أنا إنسان ولست بطلا خارقا".
تحديات مؤجلة
منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان، لم يتمكن نيمار من لعب دور البطل بسبب كثرة غيابه عن الملعب، وفي باريس بات يُنظر إليه بشك، خاصة بعد أن جاء ميسي إلى الفريق مطلع الموسم الحالي، وأيضا في وجود كيليان مبابي، الذي يصغره بـ7 سنوات، لكنه مرغوبا أكثر منه.
في الوقت نفسه فإن التهديد الذي يمثله ميسي ومبابي في طريقه للزوال، مع اقتراب ليو من عمر 35 عاما، ووجود شكوك حول استمرار النجم الشاب في قلعة "حديقة الأمراء"، لكونه مطلوبا بشدة في ريال مدريد.
ولا يزال نيمار يتطلع لحصد اللقب الأغلى، كأس العالم، بعد إخفاقين متتاليين في المونديال عامي 2014 و2018.
على المستوى الدولي لعب نيمار للمرة الأولى مع المنتخب الأول في أغسطس/آب 2010 وحصل على لقبه الأول عام 2013 بالتتويج بكأس القارات، ثم قاد بلاده للفوز بذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016.
وغاب نيمار عن منتخب البرازيل الفائز بلقب كوبا أمريكا 2019، وكان حاضرا في النسخة التالية التي أقيمت العام الماضي، والتي اكتفى فيها "السيليساو" بالميدالية الفضية.
نيمار سجل 70 هدفا خلال 116 مباراة مع منتخب البرازيل، ويفصله 7 أهداف فقط عن معادلة الأسطورة بيليه، الهداف التاريخي لمنتخب السامبا برصيد 77 هدفا، و26 مباراة لمعادلة رقم كافو، الأكثر ظهورا مع السيليساو.
وأمام نيمار مع منتخب بلاده هذا العام فرصة جديدة ليرفع كأس العالم، وحول هذا الأمر قال في تصريحات صحفية: "أعتقد أنه سيكون مونديالي الأخير، سأخوضه كآخر كأس عالم لي لأنني لا أعرف ما إذا كنت سأظل محافظا على قوتي العقلية للتعامل مع كرة القدم".
وأضاف: "سأفعل كل ما في وسعي لأصل في أفضل مستوى وللتتويج بشيء مع منتخب بلادي، ولتحقيق أكبر أحلامي منذ طفولتي، وأتمنى أن أنجح في هذا".
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز