نيمار وبيليه.. صراع الأرقام الخادعة في كرة القدم
تصدر نيمار دا سيلفا نجم منتخب البرازيل عناوين صحف العالم الرياضية مؤخرا بعد تخطيه الأسطورة رونالدو في سباق الهداف التاريخي للسيليساو.
وكان نيمار سجل ثلاثية في شباك بوليفيا في فوز البرازيل 4-2، ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، رفعت رصيد مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي إلى 64 هدفا في المركز الثاني بقائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب بلاده.
وتخطى نيمار بذلك رونالدو، نجم ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين وميلان وإنتر ميلان الإيطاليين السابق، الذي تجمد رصيده عند 62 هدفاً، وبات كذلك قريبا من صدارة بيليه أسطورة الكرة البرازيلية على مر التاريخ والذي يمتلك 77 هدفاً.
وبات السؤال المطروح حاليا: هل تعني الأرقام أن مسيرة نيمار أفضل من رونالدو، وأنه لو تخطى بيليه في المباريات المقبلة سيكون الأفضل في تاريخ البرازيل على مر التاريخ، أو على الأقل الهداف الأفضل؟
أرقام خادعة؟
نيمار سجل أهدافه الـ64 مع منتخب البرازيل بواقع 9 أهداف في تصفيات كأس العالم، و6 في نهائيات البطولة، و3 في كوبا أمريكا، و4 في كأس القارات، مقابل 42 هدفا في مباريات ودية، وتوج مع السيليساو بلقب وحيد هو كأس القارات 2013.
أما رونالدو الذي تخطاه نيمار فجاءت أهدافه الـ62 بواقع 10 أهداف في تصفيات كأس العالم، و15 هدفا في نهائيات البطولة (خلال 3 نسخ متتالية هي 1998 و2002 و2006)، و10 في كوبا أمريكا، و4 في كأس القارات، مقابل 17 هدفا فقط في مباريات ودية.
وأسهمت أهداف رونالدو في تتويجه هدافاً لمونديال 2002 ومنحت البرازيل اللقب آنذاك، كما أهلته قبلها لنهائي نسخة 1998، وتوج كذلك مع السيليساو بلقبين في كوبا أمريكا ولقب لكأس القارات.
على الجهة الأخرى، جاء أهداف بيليه الـ77 بواقع 12 هدفا في كأس العالم، و6 في التصفيات المؤهلة للبطولة، و8 في كوبا أمريكا، و17 في بطولات أخرى قديمة تم إلغاؤها، بجانب 34 هدفا في مباريات ودية.
وقادت أهداف بيليه الـ12 المونديالية في تتويج منتخب البرازيل بـ3 ألقاب لكأس العالم، أعوام 1985 و1962 و1970، أي أنها كانت الأكثر تأثيرا في تاريخ السيليساو.
ترتيب متأخر
نيمار يحتل مركزا بين التاسع والـ11 في قائمة هدافي البرازيل في بطولات كأس العالم، حيث سجل بيبيتو وريفيلينو نفس عدد أهدافه في البطولة (6 أهداف)، بينما يسبقه كل من كاريكا (7)، وريفالدو وأديمير وليونيداس (8)، وجارزينيو وفافا (9)، وبيليه (12) ورونالدو (15).
وسيكون نيمار في الـ30 من عمره في بطولة كأس العالم المقبلة عام 2022 حال تأهل البرازيل لها، وهو ما سيجعل أمامه فرصة لزيادة رصيد أهدافه في المونديال، لكن المهمة الأصعب ستكون ترك تأثير يوازي رونالدو الذي تخطاه، أو بيليه الهداف التاريخي للسيليساو.
وإذا لم يسهم نيمار في تحقيق لقب كأس العالم، فربما لن يعتبره البرازيليون أسطورة لبلادهم، أو حتى هدافاً أفضل من بيليه ورونالدو حتى لو تخطاهما رقمياً.