أمريكا في ورطة.. والسبب مقاتلات الجيل السادس
بين حاجتها الماسة إليها لتأكيد تفوقها، وهدف توفير النفقات، تجد أمريكا نفسها في خيار صعب، والسبب مقاتلات الجيل السادس.
وتحتفل المقاتلة «بي -52» التي تعد الدعامة الأساسية لأسطول القاذفات، بيوبيلها الماسي خلال بضع سنوات.
ورغم أنه كان المتوقع لها أن تستمر في الخدمة لمدة 20 عاما منذ انطلاقها عام 1955، إلا أنها قد تظل في الخدمة حتى عام 2060 تقريبا وهو ما يتجاوز قرنا من الزمان، ويكشف عن الاعتماد المتزايد للجيش الأمريكي على المقاتلات العتيقة.
وبدلاً من إنتاج مقاتلات من الجيل السادس، تفكر القوات الجوية في إطالة عمر العديد من المقاتلات الحالية، بما في ذلك «إف- 32» التي يبلغ عمرها ما يقرب من 30 عامًا و«النسر إف-15»، التي حلقت لأول مرة منذ حوالي 50 عامًا.
ومن المرجح أن تتولى هذه الطائرات إلى جانب طائرات «إف- 35» الأحدث نسبيا -لكنها تعاني من مشكلات-، الدور المركزي الذي من المفترض أن تلعبه مقاتلات الجيل السادس وذلك وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست".
وبعد تزويدها بأحدث أجهزة الاستشعار وتكنولوجيا الاتصالات، ستعمل الطائرات القديمة كمنصات قيادة لموجات من الطائرات المسيرة التي تتطلع القوات الجوية للاعتماد عليها بشكل متزايد كمقاتلات في الخطوط الأمامية خلال الحرب الجوية المستقبلية.
فكرة سيئة
مع ذلك، فإن هناك الكثير من الأسباب العملية التي تجعل استخدام المقاتلات القديمة بدلا من مقاتلات الجيل السادس فكرة سيئة.
فمن المرجح أن تستكمل الصين التي تعد التحدي الأكبر للأمن القومي الأمريكي بناء مقاتلاتها من الجيل السادس J-XD بحلول عام 2035.
ولذلك يتعين على الولايت المتحدة أن تستمر في بناء هذه المقاتلات التي تضمن الهيمنة الجوية على المدى الطويل.
وإذا لم تبدأ الولايات المتحدة قريبا في برنامجها للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، فهذا يعني أنها قد تتنازل فعليا عن الهيمنة الجوية نظرا للسرعة التي تتقدم بها الصين.
قيود
تعاني طائرات إف-35 والمقاتلات الأخرى التي يعتقد البعض أنه يمكن تعزيزها، من قيود مالية وتشغيلية كثيرة للغاية مع استمرار محاولات تحديثها.
كما أن الأنظمة غير المأهولة التي قد تحتاج الحكومة إلى إلحاقها بطائرات إف-35 وغيرها من المقاتلات القديمة أصبحت باهظة التكلفة على نحو متزايد.
ومن غير الواضح أيضا إذا كانت الطائرات غير المأهولة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ستكون بنفس فعالية مهام القتال في الخطوط الأمامية، وفي حال فشلها فلن يكون لدى واشنطن سوى طائرات مأهولة قديمة أو غير موثوقة.
وإذا اختارت القوات الجوية إلغاء المقاتلات من الجيل السادس، فلن تتمتع بنفس الرفاهية في حال ثبت أن أساطيلها القديمة غير صالحة للعمل أو غير فعالة في وقت لاحق.
ومن المرجح أن يستغرق إعادة إنتاجها سنوات إن لم يكن عقودًا وهو وقت لن تتمتع به واشنطن بالتأكيد، ما يعني أنه يتعين على الولايات المتحدة إنتاج مقاتلات الجيل السادس سريعا حتى يكون لديها الفرصة لتكون جاهزة متى وأينما كانت هناك حاجة إليها.