خبراء: قمة نيامي "جرس إنذار" للعالم من تصاعد الإرهاب
منطقة الساحل والصحراء مرشحة للدخول في حالة الفوضى الشاملة، إذا لم يتخذ الشركاء خطوات جادة لإنقاذها من سيطرة الإرهابيين.
أكد خبراء ومحللون أفارقة لـ"العين الإخبارية"، أن القرارات التي صدرت في ختام قمة نيامي التي جمعت رؤساء دول الساحل الخمس، أمس الأحد، كانت بمثابة "جرس إنذار" للعالم بشأن تصاعد الإرهاب وخطورة الأوضاع الأمنية في المنطقة.
وقال المحللون إن منطقة الساحل والصحراء مرشحة للدخول في حالة الفوضى الشاملة، إذا لم يتخذ الشركاء خطوات جادة لإنقاذها من سيطرة الإرهابيين.
تمدد الإرهاب
الباحث السوداني في شؤون الجماعات المسلحة بأفريقيا أيمن المرتضى آدم، قال لـ"العين الإخبارية"، إن الأحداث الاخيرة تؤكد أن الجماعات الإرهابية تتمدد بين دول الساحل الأفريقية مستغلة التداخل السكان والحدود المتداخلة بين دول المنطقة.
ولفت إلى أن هناك مخاوف من أن تغرق المنطقة في فوضى الهجمات الإرهابية التي تسعى فقط لتدمير الدول، بل إن هناك مناطق تقع تحت سيطرة داعش والقاعدة.
وأكد آدم أن جميع التطورات تشير إلى أن التنظيمات الإرهابية التي تمكنت من الاندماج مع داعش أو القاعدة خصوصا في مالي وبوركينا فاسو، باتت أكثر قوة وأصبحت تمتلك تخطيطا وأسلحة ومعدات اتصالات تمكنها من استهداف اهداف عسكرية ومدنية.
وأضاف أن "جماعة بوكو حرام لم تعد المهدد الوحيد للمنطقة، بل إن هناك جماعات إرهابية انبثقت إلى مجموعات جديدة سيطرت على مناطق جديدة، وتابع أن هناك أيضاً جماعات أخرى أعادت إحياء نفسها وخصوصا في مالي.
وقال إنه لا يستبعد أن حربا خفية وتنافسا بين كل تلك التنظيمات الإرهابية يدوران حاليا بعد مقتل أبوبكر البغدادي، وأضاف أن هذه التفاعلات والأحداث قد تعقد من المشهد وتصعب المهام الدولية بالقضاء على الإرهاب.
وبحسب تقارير، فإن جيوش دول الساحل الأفريقية تملك عددا قليلا جدا من الجنود، ويفتقرون إلى المهارات والمعدات التي لا يمكن لها مواجهة التحديات الإرهابية.
وعلى الرغم من وجود قوة برخان الفرنسية التي تضم 4500 جندي، فإن الدول تحتاج إلى عدد أكبر بسبب المساحات الكبيرة والشاسعة والطيف الواسع من الجماعات الإرهابية.
قيادة لا مركزية
بدوره، أكد المحلل السياسي الموريتاني زعيم بابانه أن الوضع الأمني في المنطقة أضحى معقدا ولا يمكن التنبؤ بمستقبله؛ بسبب الانتشار الكبير للجماعات الإرهابية على طول دول الساحل مستغلة حالة الفراغ الأمني الكبير بالمنطقة.
وقال بابانه لـ"العين الإخبارية" إن التنظيمات الكبيرة مثل داعش والقاعدة تملك أعدادا كبيرة من العناصر الإرهابية وتغير استراتيجياتها في كل مرة، مما يستلزم بناء أجهزة استخباراتية عالية.
وأضاف أن الواقع الجديد يوضح أن التنظيمات تتخذ أسلوبا اللامركزية في القيادة، كما أن حصولها على التمويل أصبح معقدا، رغم تورطها في أعمال غير مشروعة مثل التهريب، وهو ما يتطلب تنسيقا دوليا وإقليميا كاملا لمواجهة هذا "التمدد المخيف".
الأزمة الليبية
أما المحلل التشادي سليمان آدم توماي، يرى أنه لابد من ضرورة حل الأزمة الليبية أولا، وهو ما يستلزم إشراك كل دول الجوار التي عانت من خطر الجماعات الإرهابية القادمة من ليبيا.
وقال توماي لـ"العين الإخبارية" إن الضعف الأمني لجيوش الدول الأفريقية والإنهاك الذي حدث للقوات الوطنية وحتى الدولية، سيقودان إلى تفكك دول المنطقة وصعود هذه القوى الإرهابية إلى الحكم وتشكيل إماراتها.
وأضاف المحلل التشادي أنه يجب إنهاء الخلافات الداخلية والمعارضة التي تبديها جهات ترفض وجود قوات دولية، قائلا: "يجب على القوى الدولية أن تنهي خلافاتها تجاه استراتيجيات تدخلها لمحاربة الإرهاب في المنطقة".
وخلال قمة نيامي أكد رؤساء كل من: النيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد، مضيهم في بذل المزيد من الجهود لتعبئة موارد ذاتية أكثر لمواجهة الإرهاب بمختلف أنواعه.
وجددوا "إرادتهم القيام بكل ما من شأنه تحسين مستوى التنسيق ما بين القوة العسكرية المشتركة من جهة، وقوات الأمن والدفاع الوطنية والقوات الدولية الحليفة".
واتفق الرؤساء على تعزيز تحالفاتهم وتحسين تنسيق عملهم على المستوى السياسي والاستراتيجي، وتدريب قواتهم العسكرية والأمنية للوصول إلى تنسيق فعال على المستوى العملياتي والتكتيكي.
وأطلق رؤساء دول منطقة دول غرب أفريقيا، من أجل تعزيز التعاون ما بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، في مجال محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، كما دعوا المجموعة الدولية لمواصلة دعمها لجهود مجموعة دول الساحل الخمس، وزيادته من أجل الوصول إلى اجتثاث التهديد الإرهابي بشكل نهائي.