المستثمرون يفضلون ترامب «اللطيف».. لكنهم يريدون الإنجازات

حذّر قادة الأعمال والمستثمرون على مدى أسابيع من أن سياسات الرئيس ترامب التجارية غير قابلة للاستمرار، ويبدو أن الرئيس استجاب لهذه التحذيرات، ما بعث ارتياحاً في الأسواق.
لكن يبقى السؤال: كيف ستنعكس هذه التحولات على أجندة ترامب الاقتصادية ومستقبل الاقتصاد الأمريكي؟
وتراجع ترامب عن تصريحات مثيرة للجدل، بأن قال إنه لا يخطط لإقالة جيروم باول، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، على الرغم من تهديده المتكرر لرئيس الاحتياطي الفيدرالي بشأن توقعاته لخفض أسعار الفائدة.
ومع ذلك، علق ترامب على تكاليف الاقتراض يوم الثلاثاء، قائلاً، "إنه الوقت الأمثل لخفض سعر الفائدة".
وأضاف ترامب أنه مستعد للتعامل "بلطف شديد" في المفاوضات مع الصين، التي تُعدّ من أبرز أهدافه في فرض الرسوم الجمركية.
هل يسعى ترامب إلى مخرج من معركته التجارية؟
وأقرّ ترامب بأن الضريبة التي فرضها بنسبة 145% على الواردات الصينية باهظة، وقال، "ستنخفض بشكل كبير، لكنها لن تصل إلى الصفر".
ووفق نيويورك تايمز، ربما يستمع ترامب الآن إلى أصوات معتدلة في معسكره، بمن فيهم سكوت بيسنت، وزير الخزانة، الذي صرح للمستثمرين في مؤتمر جي بي مورغان تشيس يوم الثلاثاء بأن الحرب التجارية مع بكين غير مستدامة، وأن كلا الجانبين بحاجة إلى التهدئة.
ويبدو أن هذا مدفوع برسالة وصلت لإدارة ترامب عبر الأسواق، فقد شهدت الأصول المالية الأمريكية مؤخرًا عمليات بيع، مما أدى إلى خسارة تريليونات الدولارات من قيمتها السوقية، كلما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية أو هاجم الاحتياطي الفيدرالي.
ويميل البيع إلى التراجع كلما خففت الإدارة من سياستها، ما دفع مستثمرين للقول بتفضيلهم لترامب اللطيف، مع تأكيدهم على رؤية انعكاس ذلك على أرض الواقع.
حتى مؤيدوه يتمنون نتائج ملموسة
وتولى الرئيس منصبه واعدًا بتحقيق مكاسب سريعة - بما في ذلك تحقيق السلام في أوكرانيا، وكبح التضخم، وتقليص العجز التجاري - لكنه لم يُحقق الكثير من ذلك.
وقد أدت تحركاته المتذبذبة بشأن الرسوم الجمركية إلى شلل الأعمال، ويتوقع صندوق النقد الدولي الآن أن تؤدي إلى محو جزء كبير من النمو العالمي هذا العام.
وتناشد مجموعات صناعية، بعضها يمثل القطاعات نفسها التي يقول ترامب إنها ستتعزز بسياساته التجارية، الإدارة لتخفيف رسوم الاستيراد.
وعلى صعيد منفصل، حثّ المستثمر الملياردير دان لوب والرئيس التنفيذي لشركة غولدمان ساكس، ديفيد سولومون، الرئيس، على تعزيز الثقة بين المستثمرين بمزيد من السياسات المخففة.
لكن كيف سيبدو ذلك؟
تقول نيويورك تايمز، إن الاتفاقيات الاقتصادية الإيجابية مع اليابان أو الهند تبدو الأكثر تفاؤلا، لكن قد يستغرق التوصل إليها شهورًا.
أما الصين، فالأمر أكثر تعقيدًا بكثير، وأقرّ بيسنت بأنه على الرغم من إمكانية خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، إلا أن التوصل إلى اتفاق تجاري شامل قد يستغرق عامين إلى ثلاثة أعوام.
ومع نفاد صبر قادة الأعمال والمستثمرين، يضع هذا الإدارة في موقف تفاوضي صعب.
aXA6IDMuMTQ0LjM5Ljgg جزيرة ام اند امز