تسوية أوكرانيا.. خطة ترامب تصطدم بعناد كييف وصواريخ موسكو

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يعتقد بوجود «اتفاق» مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين.

غير أنه ألمح في الوقت ذاته إلى صعوبة الوصول لتفاهم فعلي مع كييف.

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض الأربعاء: «أعتقد أن لدينا اتفاقًا مع بوتين وزيلينسكي». لكنه سرعان ما قلّل من تفاؤله مضيفًا أن «التعامل مع زيلينسكي أصعب من التعامل مع بوتين».

• مسيرات ضد التشويش.. الألياف الضوئية تصيغ الحرب في أوكرانيا
• بريطانيا تعلن تأجيل محادثات السلام في أوكرانيا

هذا التصريح أثار موجة من التساؤلات بشأن ملامح هذا «الاتفاق» المفترض، لا سيما في ظل رفض كييف المستمر لأي تنازلات إقليمية، وفي مقدمتها ملف شبه جزيرة القرم.

كييف تذكّر ترامب بموقفه القديم

ردّ زيلينسكي لم يتأخر، إذ نشر إعلانًا رسميا أصدرته إدارة ترامب نفسها في عام 2018، أكّد فيه وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو رفض بلاده القاطع لضمّ روسيا شبه جزيرة القرم.

وأرفق الرئيس الأوكراني الإعلان برسالة مقتضبة قال فيها: «أوكرانيا ستتصرف دوما بما يتوافق مع دستورها»، مذكّرًا الإدارة الأمريكية الجديدة والقديمة على حد سواء بأن «السيادة ليست مادة تفاوض».

الخطوة جاءت عقب تصريحات متكررة لترامب في الأيام الماضية، ألمح فيها إلى استعداد واشنطن للاعتراف بالأراضي التي سيطرت عليها روسيا في أوكرانيا، بما في ذلك القرم، ضمن خطة سلام ناقشها أعضاء من إدارته مع الجانب الروسي.

تسريبات عن خطة تعترف بسيطرة روسيا

وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن وزير الخارجية ماركو روبيو ناقش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف خطة لإنهاء الحرب، تتضمن احتفاظ موسكو بمناطق أوكرانية احتلتها، في مقدمتها شبه جزيرة القرم.

وتفاقمت الأزمة بين الطرفين بعدما قال ترامب الخميس إن إصرار زيلينسكي على استعادة القرم «يهدد بنسف أي اتفاق سلام».

وكتب على منصته «تروث سوشال»: «أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات، وهي ليست حتى محل نقاش».

وأضاف أن «الإصرار على أوكرانية القرم لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد القتال».

كييف تحت النار مجددًا

وفي الوقت الذي تتقاذف فيه التصريحات السياسية بين واشنطن وكييف، كانت العاصمة الأوكرانية تستفيق على دوي صواريخ روسية فجر الخميس.

وارتفعت حصيلة القتلى إلى تسعة، وأكثر من 63 جريحًا بينهم 6 أطفال، في قصف صاروخي روسي استهدف مناطق متعددة في العاصمة.

ووفق فرق الإسعاف الأوكرانية، فإن 42 جريحًا نُقلوا إلى المستشفيات، فيما وصف مسؤولون أوكرانيون القصف بأنه «رسالة روسية» موازية لأي مسار دبلوماسي أمريكي – روسي يجري خلف الكواليس.