نيكول شاناهان.. نائبة كينيدي تهدد بايدن بـ«راديكالية» وادي السليكون
يسلط اختيار كينيدي جونيور لنائبة من وادي السليكون الضوء على التغيير في المشهد السياسي الأمريكي ودور أموال التكنولوجيا في ذلك.
وربما لا ينجح المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور في الفوز بالانتخابات إلا أن اختياره لنائبة من عالم الاستثمار في التكنولوجيا يسلط على الضوء على التغيير في المشهد السياسي الأمريكي الذي يزعج الديمقراطيين والجمهوريين ودور أموال التكنولوجيا في ذلك.
- «نار» كينيدي جونيور تهدد حملة بايدن.. وترامب المستفيد الأول
- مارلين مونرو بين القصص.. تعرف على «عشيقات» جون كينيدي (صور)
نيكول شاناهان، محامية ومستثمرة تبلغ من العمر 38 عاماً تعد عنصرا أساسيا في وادي السليكون منذ فترة طويلة باعتبارها مديرة تنفيذية مبكرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وزوجة سابقة للمؤسس المشارك لشركة "جوجل" سيرجي برين كما أشارت تقارير صحفية سابقة لعلاقة جمعتها الملياردير إيلون ماسك.
وضخت شاناهان الأموال لحملة كينيدي جونيور حيث تبرعت حتى الآن بأكثر من 4.5 مليون دولار لكن الأمر الأكثر أهمية هو توافقها السياسي والفكرى مع المرشح المستقل وما يعنيه ذلك للنظام الحزبي الأمريكي وفقا لما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وبالنظر إلى سجل شاناهان، فقد كانت في البداية نموذجًا للديمقراطي المخلص حيث ساهمت في دعم وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية عام 2016، ثم الرئيس الأمريكي جو بايدن في انتخابات 2020 فضلا عن دعمها للديمقراطيين في ولايتها كاليفورنيا.
كما تبنت العديد من الأفكار التقدمية مثل طول العمر الإنجابي والمساواة، وإصلاح العدالة الجنائية وكوكب صحي وقابل للعيش وهو الأمر الذي يجعل اختيارها متناقضا مع اجتذاب حملة كينيدي لجمهور يميل أكثر لليمين.
لكن شاناهان أيضًا هي تجسيد حي للثقافة المميزة لعالم التكنولوجيا الذي يمزج بين التحرر والابتكار والتشكيك في المؤسسات والاهتمام بأنماط الحياة البديلة وهي الثقافة التي يتناسب معها كينيدي بشكل جيد.
ويحظى المرشح المستقل بدعم عدد كبير من المتحررين داخل وادي السليكون الذين دعموا في البداية الجمهوري رون ديسانتس قبل أن ينشقوا بشكل جماعي لتأييد كينيدي.
والصيف الماضي عندما كان كينيدي لا يزال يترشح داخل الحزب الديمقراطي، قال مؤسس تويتر جاك دورسي، "إنه يستطيع وسيفعل" أن يهزم كل من الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
وفي وقت سابق، دعا كينيدي المستثمر الفوضوي التحرري الغامض بالاجي سرينيفاسان ليكون وزير الخزانة؛ مكررا نظريات المؤامرة حول لقاح فيروس كورونا ورغم أن شاناهان تعتبر نفسها ليست مناهضة للتعليم إلا أنها تساءلت في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي عن الإصابات الناجمة عن لقاح كورونا.
كما أعربت عن قلقها بشأن "التلوث الكهرومغناطيسي" وهي قضية أخرى تشترك فيها مع كينيدي الذي يتمتع بسجل طويل كناشط في مجال البيئة.
ويرى صامويل هاموند، كبير الاقتصاديين في مؤسسة الابتكار الأمريكي غير الربحية المؤيدة للتكنولوجيا، أن كينيدي وشاناهان يمثلان سويا "المركز الراديكالي" في أمريكا وهو المصطلح، الذي صاغه تيد هالستيد ومايكل ليند في كتاب عام 2001 ويشير إلى قاعدة من الناخبين المحبطين والراديكاليين المنعزلين، والمستقلين ذوي المعلومات المنخفضة، المستعدين لتقديم دعمهم لمن يجذب سخطهم بشكل أفضل.
ويخشى كل من الجمهوريين والديمقراطيين أن تؤدي هذه القاعدة إلى دفع الانتخابات إلى الجانب الآخر وفي حين هاجمت اللجنة الوطنية الديمقراطية حملة كينيدي واعتبرت أنها تعمل لتشتيت الأصوات لصالح ترامب قال الرئيس الجمهوري السابق إن المرشح المستقل هو "ديمقراطي يساري راديكالي، وسيظل كذلك دائمًا".
ورغم أن سجلها التقدمي سيتعارض مع رأس المال اليميني الذي احتضن كينيدي في البداية إلا أن شاناهان يمكنها اجتذاب أصوات الجانب الأيسر من "الوسط الراديكالي" وتجربة مدى اتساع التحالف الذي يمكن أن يصل إليه المرشح المستقل.
وإذا نجحت هذه الحيلة فإنها قد تلحق الضرر بشكل رئيسي ببايدن، الذي يراهن على إعادة انتخابه على الاحتفاظ بالناخبين الذين لا يستطيعون تحمل ترامب.