أزمة النيجر.. الصين تحترف في ملعب الدبلوماسية
في أزمة النيجر وانقلاب الجيش على سلطة محمد بازوم، خسرت فرنسا أوراقها، ومسكت الولايات المتحدة العصا من الوسط، واختارت الصين مباشرة الحل.
وفي خيار نادر، تقدم عليه بكين في الأزمات الدولية، أعلن السفير الصيني في نيامي جيانغ فنغ ، أن بلاده ستخوض "دور وساطة" لإنهاء أزمة النيجر.
وأوضح السفير الصيني في مقابلة مع التلفزيون النيجري، عقب اجتماع مع رئيس وزراء النيجر الجديد علي محمد الأمين زين أن "الحكومة الصينية تعتزم تأدية دور المساعي الحميدة والوسيط، مع الاحترام الكامل لدول المنطقة لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة النيجيرية".
ولم يفوت الدبلوماسي الصيني الفرصة للتأكيد على عدم تغير مبادئ بكين، إذ تابع القول إن "الصين تنتهج دائما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى" وتشجع الدول الأفريقية "على حل مشكلاتها بنفسها".
وتعمل الصين التي تعد شريكا اقتصاديا رئيسيا للنيجر، خصوصا في قطاع الطاقة، على بناء خط أنابيب نفط يمتد على ألفَي كيلومتر، وهو الأطول في أفريقيا، بهدف تصدير النفط الخام من حقول أغاديم (جنوب شرق النيجر) حتى ميناء سيمي في بنين.
وأيدت الصين منذ اليوم الأول، حلّ الأزمة النيجيرية بالطرق السلمية، وأشادت بـحكمة وقدرة نيامي على إيجاد حل سياسي للوضع الحالي، في إشارة إلى الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.
ولوساطة الصين حظوظ كبيرة، بالنظر إلى تراجع الدور الفرنسي، وضبابية الموقف الأمريكي مع طرد نيامي سفير باريس، ورغبة في واشنطن في إبقاء سفيرتها هناك دون تقديم أوراق اعتمادها للسلطات العسكرية الحاكمة.
وتلوح في الأفق فعلا بوادر للحل، حيث أعلن رئيس وزراء النيجر المعيّن من قبل المجلس العسكري أمس الاثنين، أنّ نيامي تأمل "التوصّل في غضون أيام قليلة إلى اتّفاق" مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، التي كانت تهدد بتدخل عسكري، لإعادة السلطة إلى بازوم، وهو ما بات بعيد المنال حاليا.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز