أعمال العنف الطائفي تقتل وتصيب العشرات بوسط نيجيريا
العنف الطائفي بنيجيريا يأتي في ظل موجة من الاشتباكات الدامية المسجلة بين الجانبين، منذ مطلع العام، على خلفية نزاع على استغلال الأرض.
لقي 11 شخصا على الأقل مصرعهم، في أعمال عنف طائفي بين رعاة مسلمين ومزارعين مسيحيين في ولاية "بلاتو" وسط غربي نيجيريا، ويأتي العنف الطائفي في ظل موجة من الاشتباكات الدامية المسجلة بين الجانبين، منذ مطلع العام الجاري، على خلفية نزاع على استغلال الأرض.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن المتحدث باسم الجيش النيجيري في المنطقة، أداما عمر، قوله: "إن 8 أشخاص على الأقل قتلوا في ولاية بلاتو، في تجدد أعمال العنف بين رعاة مسلمين ومزارعين مسيحيين، في مقاطعتي بوكوس وباسا".
عنف وانتقام
وأوضح المسؤول العسكري النيجيري، أن "أحد الرعاة الفولانيين (قبائل رحّل مستقرة بغرب إفريقيا ووسطها وساحلها)، تعرّض لهجوم من قبل مجموعة من عرقية "روب" (يعملون في معظمهم بالزراعة)، بينما كان ينقل الرمال لبناء منزله، ما أسفر عن مقتله فورا".
وفي ردّ انتقامي، هاجمت مجموعة من الفولانيين، المزارعين المسيحيين، وقتلوا اثنين منهم، أحدهما امرأة.
ووفق المصدر نفسه، فإن مواجهات طائفية مماثلة اندلعت، الليلة الماضية، على بُعد نحو 100 كم من مقاطعة باسا، بين رعاة فولانيين ومزارعين مسيحيين من عرقية "الإيريجوي"، على خلفية سرقة مواشٍ، ما خلّف 5 قتلى.
واستعرض ملابسات الحادثة، قائلا: إنه "تم العثور على جثث 3 أشخاص من مزارعي الإيريجوي، ملقاة في منجم عشوائي بالمنطقة، واتهم ذووهم الرعاة الفولانيين بقتلهم".
وبعد وقت قصير، عثر على جثتي اثنين من الرعاة قرب نهر، فيما بدا أنه انتقام لمقتل المزارعين الثلاثة، وهو ما أكده العقيد النيجيري بالقول: "نعتقد أن سرقة المواشي هي التي فجّرت حوادث القتل والانتقام بين الرعاة والمزارعين"، مشيرا إلى أنه تم نشر وحدات عسكرية بالمناطق المعنية بأعمال العنف الطائفي لاستعادة الهدوء، وبالتزامن مع ذلك، قُتل شرطي ومزارع في ولاية "بينوي" وسط شرقي البلاد، في هجوم نُسب إلى رعاة فولانيين في مقاطعة "جوما".
وقال حاكم المقاطعة، صامويل أورتوم، في تصريحات إعلامية: "جوما، منطقتي، تعرّضت لهجوم من قِبل رعاة، وقتلوا شرطيا ومزارعا"، لافتا إلى أن أشخاصا آخرين لم يحدد عددهم لا يزالون مفقودين، فيما تم إجلاء المصابين إلى مستشفى مدينة "ماكوردي"، عاصمة الولاية، لتلقي الرعاية الطبية، دون تقديم رقم دقيق حول عدد المصابين.
العنف العرقي والديني
وأشار أورتوم إلى أن 80 ألف شخص فروا من منازلهم في ولاية "بينوي"، هربا من المواجهات الطائفية التي خلّفت منذ مطلع العام الجاري نحو 80 قتيلا.
وتابع قائلا: "لا يسعنا الاستمرار في الحياة على هذه الشاكلة، خصوصا أن هذه الفترة تتزامن مع موسم الحصاد والتحضير للموسم الزراعي المقبل"، محمّلا الرعاة الرحّل مسؤولية العنف المسجّل.
وفي الواقع، فإن العنف الطائفي لا يعتبر من الأحداث الغريبة في الولايتين اللتين تشكّلان امتدادا جغرافيا يعرف بـ"الحزام الأوسط"، ويقسم البلاد إلى شمال يهيمن المسلمون على تركيبته العرقية، وجنوب مسيحي إلى حدّ كبير.
وبوقوع "بلاتو" و"بينوي" على خط التماس بين الشمال والجنوب، تعدّ هذه المنطقة التي تضم الولايتين، بؤرة للتوتر العرقي والديني بين المزارعين المسيحيين والرعاة المسلمين.
نزاع فجّرته الخلافات حول الأرض، وتفاقم مع موجة الجفاف المتزايدة التي تضرب الشمال النيجيري، وعلى نطاق أوسع في منطقة الساحل، ما يجبر الرعاة على الهجرة نحو الجنوب، حيث يستقر المزارعون المسيحيون، لتتفجر بذلك حوادث الاعتداءات على الأرض، وما يعقبها من اشتباكات ومجازر.
ووضع هذا الصراع الطائفي حكومة الرئيس النيجيري محمد بخاري، في مرمى الاتهامات بـ"السلبية" حيال نزاع أضحى بخطورة الهجمات التي تشنها جماعة "بوكو حرام" شمال شرقي البلاد.
من جانبه، يرى بخاري أن هذه الصراعات تشكل نتاجا للتغيرات الديمجرافية الكبيرة في بلاده، موضحا، في بيان أصدرته الرئاسة النيجيرية، مطلع الشهر الجاري، أن "مساحة الأرض لم ولن تتغير، في حين أن التمدّد الحضري والتنمية قلّصا المساحات المخصصة للزراعة والرعي".. وبحسب بخاري، فإن عدد سكان بلاده قفز من 63 مليون في العام الذي استقلت فيه عن بريطانيا عام (1960)، إلى نحو 200 مليون نسمة حاليا.
aXA6IDE4LjExNy45OS4xOTIg جزيرة ام اند امز