آخر أوراق الإخوان الإرهابية تساقطت كلياً حين نشرت وثائق توضح أن الدوحة أنفقت ما يزيد على الـ350 مليون يورو لتمكينهم من الوصول إلى الحكم
ليلة وفاة محمد مرسي، وفاة طبيعية، أثناء محاكمته في قضية خيانة وطن، خيّمت على تنظيم الإخوان الإرهابي، فسيطرت عليهم، في ليلة السقوط، حالة من المكابرة والخوف والارتباك، ومع أنها ليست قديمة، إلا أنها قد ألقت بظلالها القاتمة على مستقبل التنظيم في مصر وخارجها، بسبب الدور السلبي الذي لعبه الأب الروحي للتنظيم رجب طيب أردوغان، وهذا الأخير، ومنذ هيمنته على الجماعة الإرهابية، ألحق بالتنظيم الفشل والعار، وأشعل الغضب عند الشعوب العربية والإسلامية، لتدخلاته غير المبررة في شؤون وسيادة الدول، وتقديم نفسه كوصي على الشعوب! طرد جماعة الإخوان من السلطة في مصر، والتي تمثل قاعدة رئيسية لهم، وتصنيفها منظمة إرهابية، أدى إلى هرب قياداتهم إلى تركيا وقطر ودول أوروبا، وكذلك بريطانيا، وقد ظهرت وثائق، نشرها موقع ويكيليكس، في مطلع عام 2013، تحدد مدى تطور العلاقة بين اللوبي الصهيوني وتنظيم الإخوان الإرهابي، حيث تضمنت الوثيقة، رسالة موجهة من الهيئة اليهودية المصرية، إلى محمد مرسي، وأيضاً إلى رئيس حزب الحرية والعدالة حينئذ، عصام العريان، تدعوهما، إلى عقد حوار مفتوح بينهما.
هناك دراسات حديثة تؤكد أن مجموعات وقيادات كثيرة من تنظيم الإخوان الإرهابي، قد أدركوا، بعد انكشاف زيف التنظيم الإخواني الإرهابي وحقيقته، ومدى سوء أهدافه وما بلغه من تحالفات عقيمة مع أعداء الأمة والمتربصين بها، أن عليهم التوبة والانسحاب فوراً من التنظيم والعودة إلى رشدهم وإلى أحضان أوطانهم ومجتمعاتهم
خلال تلك الفترة، حاول تنظيم الإخوان، بالتعاون مع الدوحة، مهندسة الخراب والتقسيمات، بلورة عمليات التطبيع مع نظام الملالي في إيران، بعد مراقبة وقطيعة خلال فترة حكم الرئيس حسني مبارك، وقد يفسر ذلك، الرفض الإيراني، بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية لاحقاً، سواء لترسيخ حسابات أو توازنات سياسية، تلعبها إيران مع أمريكا وتركيا، أو ناجم عن ارتباطات كثيرة وعلاقات ومصالح ممتدة بين الجانبين، بدأت منذ حسن البنا، مؤسس الجماعة، وتوطدت أثناء الخميني، واستمرت لغاية اليوم، برعاية قطر، التي لا تدخر جهداً ومالاً، لنشر الفتنة والإرهاب.
يبدو الآن، أن آخر أوراق الإخوان الإرهابية، قد تساقطت كلياً، خصوصاً حين نشرت وثائق توضح أن الدوحة، قد أنفقت على هذه الجماعة، من أموال الشعب القطري، ما يزيد على الـ350 مليون يورو، لتمكينهم من الوصول إلى سدة الحكم، مما جعل أعضاء التنظيم وحكومة الدوحة، في حالة حقد ونقمة على دول الخليج، التي تصدت لكل محاولات شرعنة الإسلام السياسي، فدفعت الدوحة الرئيس التركي، ليحتل سياسياً ودينياً، منزلة الأب الروحي للتنظيم، ولو بشكل صوري، وكما يقول محللون، تم إغواؤه بالمال وخلافه، ليصبح الخليفة المزعوم للإخوان المسلمين، مقابل مساعدة قطر، بالتدخل في شؤون دول عربية، وعلى رأسها السعودية ومصر، والإمارات، وكذلك تونس والسودان وليبيا وغيرها.
لتحقيق ذلك، وخلال السنوات الماضية، تم تشكيل مكتب تسيطر عليه المخابرات التركية، يتولى إدارة شؤون الجماعة الإرهابية في تركيا، وكذلك مكتب في لندن، تحت غطاء إعلامي باسم شركة تدعى «الخدمات الإعلامية العالمية المحدودة»، والتي تُعدُ من أخطر الشركات المسجلة في لندن، ويضم المكتب الإعلامي الرئيسي للتنظيم الدولي، ويشرف عليه كل من الإخواني إبراهيم منير، بتوجيهات من محمود حسين، أمين عام الجماعة، وكقائم بأعمال مرشد الجماعة حالياً، ولأغراض الدعم والتمويل، يتم تنسيق حركة التنظيم الدولي وأعضاءه، من قبل الاستخبارات القطرية، الغارقة في أوهام الحمدين.
هناك دراسات حديثة تؤكد أن مجموعات وقيادات كثيرة من تنظيم الإخوان الإرهابي، قد أدركوا، بعد انكشاف زيف التنظيم الإخواني الإرهابي وحقيقته، ومدى سوء أهدافه وما بلغه من تحالفات عقيمة مع أعداء الأمة والمتربصين بها، أن عليهم التوبة والانسحاب فوراً من التنظيم والعودة إلى رشدهم وإلى أحضان أوطانهم ومجتمعاتهم، واحات الأمان، حيث إنتاج العلوم والتقدم والمنافسة، وحيث تصبح المعركة الحقيقية، هي معركة رفعة الأمة، وحصولها على المركز الأول فقط.
نقلاً عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة