"فصح" إسرائيل.. اقتحامات للأقصى وإغلاق للأراضي الفلسطينية
أصبحت الأوضاع في المسجد الأقصى على صفيح ساخن بسبب الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة.
وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لـ"العين الإخبارية" إن "912 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم الأحد، مع انتشار قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في ساحات المسجد لتوفير الحماية للمستوطنين".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أنه "بالمقابل فقد فرضت الشرطة الإسرائيلية قيودا عمرية على دخول المصلين المسلمين، إذ منعت الفلسطينيين دون 50 عاما، من دخول المسجد منذ صلاة الفجر".
وبحسب مراسل "العين الإخبارية" فقد تحايل عشرات الفلسطينيين على المنع الإسرائيلي بالاعتكاف في المسجد خلال ساعات الليل.
ورابط عشرات الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى خاصة عند المصلى القبلي، وقابلوا الاقتحامات الإسرائيلية بترديد هتافات "الله أكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وقاموا بالطرق على الأبواب الخشبية الضخمة للمصلى القبلي.
كما جلس عدد من المصلين في ساحات المسجد وهم يتلون القرآن، للتعبير عن احتجاجهم على الاقتحامات.
وجاءت الاقتحامات الإسرائيلية بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي، حيث يتوقع أن يستمر التوتر في المسجد الأقصى حتى يوم الأربعاء القادم، موعد انتهاء العيد اليهودي.
وكانت جماعات يهودية دعت لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة بمناسبة عيد الفصح.
وفي الأيام العادية تكون أعداد المقتحمين تقريبا 100 شخص، ولكنها تتضاعف خلال الأيام اليهودية.
تحذير فلسطيني
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة إن "الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك مرفوضة، وستحول باحاته إلى ساحة حرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير".
وأضاف أبوردينة في بيان له اليوم الأحد أن "الاعتداءات اليومية ضد المقدسات والمصلين فيها في شهر رمضان المبارك هي إجراءات مدانة، وتصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة، وجرها نحو الهاوية".
من جهتها، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، من زيادة أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، ودعوات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتغيير الوضع القائم بالمسجد.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان لها اليوم "ندين بأشد العبارات استهداف الاحتلال المتواصل للمسجد الأقصى المبارك والمصلين والمعتكفين فيه، كما ندين حملات التحريض المستمرة التي يطلقها غلاة المتطرفين وعلى رأسهم الوزير الفاشي بن غفير، والتي تدعو لتغيير الوضع الراهن للمسجد".
وأدانت الوزارة تكريس الاقتحامات وتوسيع دائرة المشاركين فيها، الأمر الذي يظهر بوضوح من خلال الازدياد الملحوظ في أعداد المقتحمين، وقالت "تعتبر الوزارة هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى امتداداً لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً، كما أنه استخفاف إسرائيلي رسمي بالمواقف العربية والإسلامية والدولية والمطالبات العالمية للحكومة الإسرائيلية بالكف عن إجراءاتها القمعية ووقف الاقتحامات الاستفزازية".
الخارجية الفلسطينية حذرت كذلك من نتائج وتداعيات حملات التحريض المتواصلة والممنهجة ضد القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وتطالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من الخطوات العملية لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.
تمديد إغلاق الأراضي الفلسطينية
وعلى إثر التداعيات الناجمة عن التوتر في المسجد الأقصى، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن تمديد إغلاق الأراضي الفلسطينية حتى انتهاء عيد الفصح اليهودي.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه اليوم، إنه "بناء على توجيهات وزير الدفاع (يوآف غالانت) وتقييم الوضع الأمني تقرر تمديد فترة الإغلاق العام في منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة حتى منتصف ليل يوم الأربعاء 12 أبريل/نيسان الجاري، وذلك وفق تقييم الوضع".
وكان من المقرر أن ينتهي الإغلاق الذي فرض الأربعاء الماضي، مساء اليوم الأحد.
تهديد للاستقرار
اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى خاصة خلال شهر رمضان، باتت تمثل خطرا على الاستقرار ليس فقط في الأراضي الفلسطينية بل في المنطقة بأسرها.
والأسبوع الماضي، تعرضت إسرائيل لرشقات صاروخية من قطاع غزة وجنوب لبنان، ردا على الممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وهو ما قابلته إسرائيل بشن غارات على غزة وجنوب لبنان ردا على تلك الصواريخ.
وقوبلت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بإدانات عربية وغربية ومطالبات بوقفها فورا.
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز