صواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل.. جبهة ساخنة جديدة وتساؤلات حول الرد
تصعيد داخلي تزامن مع خارجي كانت الساحة الإسرائيلية على موعد معه مؤخرا، أطلق جرس إنذار وتحذيرات من أن تنعكس تلك التطورات على أمن المنطقة.
فمن قطاع غزة مرورا بلبنان إلى سوريا، ساحات مختلفة انطلق منها التصعيد الخارجي والذي تعاملت معه السلطات الإسرائيلية برد عسكري فوري.
آخر عمليات التصعيد تلك كان إطلاق صواريخ من سوريا لأول مرة منذ عام 2018 على إسرائيل، التي قالت إن مدفعيتها وطائراتها قصفت هدفا أطلقت منه 3 صواريخ باتجاه هضبة الجولان.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "أغارت مدفعية الجيش الإسرائيلي على المنطقة التي تم إطلاق النار منها في سوريا، في أعقاب إطلاق القذائف الصاروخية التي تم إطلاقها باتجاه الأراضي الإسرائيلية في وقت سابق".
رد إسرائيلي
وأشار البيان إلى أن "الجيش الإسرائيلي هاجم منصات الإطلاق في الأراضي السورية التي أطلقت منها النيران على إسرائيل بواسطة طائرة مأهولة عن بعد".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه سيشن مجددا غارات في الأراضي السورية.
وقبل دقائق من ذلك البيان، قال الجيش الإسرائيلي إنه "رصد ثلاث قذائف صاروخية من سوريا نحو إسرائيل. اجتازت قذيفتان منها الحدود الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن قذيفة واحدة سقطت في منطقة مفتوحة وأخرى اعترضت من قبل الدفاعات الجوية".
وأضاف "لم يتم إطلاق صواريخ اعتراض وفق السياسة المتبعة"، فيما أعلن فصيل يطلق على نفسه "لواء القدس" مسؤوليته عن إطلاق صواريخ على مرتفعات الجولان، لكن لم يتضح على الفور مدى صحة بيانه.
أهداف إضافية
وفي بيان ثان، قال الجيش الإسرائيلي: "أغارت طائرات حربية إسرائيلية على أهداف إضافية في سوريا، بينها مجمع عسكري تابع للفرقة الرابعة، بالإضافة إلى رادار ومواقع مدفعية تابعة للجيش السوري".
وأضاف: "تأتي هذه الغارات بعد أن استهدفت مسيرة إسرائيلية منصات إطلاق الصواريخ التي استخدمت لإطلاق القذائف الصاروخية من داخل سوريا"، مشيرًا إلى أن هذه الغارات تأتي ردًا على إطلاق القذائف الصاروخية من داخل الأراضي السورية باتجاه إسرائيل.
وحمل الجيش الإسرائيلي الدولة السورية مسؤولية ما يجري داخل أراضيها، مؤكدًا أنه لن يسمح بمحاولات لخرق السيادة الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، غرد دورون كادوش، المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، على تويتر، قائلا: "آخر مرة تم إطلاق الصواريخ من سوريا على إسرائيل كان في مايو/أيار 2018، حينما أطلقت إيران 20 صاروخا على مرتفعات الجولان"، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي أطلق عملية وهاجم قواعد الحرس الثوري الإيراني في سوريا وأهدافا للجيش السوري.
تساؤلات حائرة
وتساءل: "كيف سيكون رد فعل إسرائيل هذه المرة، وهي غير مهتمة بشدة بالتصعيد في ذروة شهر رمضان مع احتمال اندلاع اشتعال في جميع الساحات الأخرى؟".
وقالت القناة الإسرائيلية 13: "يبدو أن الصواريخ أطلقت من منطقة حوران في المرتفعات الجنوبية السورية، حيث تعمل قوات حزب الله أو المنظمات المحلية الموالية لها، وتدرس إسرائيل الأمر، ومن المتوقع أن يصدر رد إسرائيلي في الساعات المقبلة".
وأضافت: "في الأسابيع الأخيرة كان القطاع الشمالي يسخن، وفي يوم الخميس الماضي أطلقت وابلا من الصواريخ على البلدات السكانية في شمال إسرائيل، مما أدى إلى إصابة شخص، إلى جانب إلحاق أضرار جسيمة بممتلكات.
وتابعت: "قبل حوالي أسبوع اخترقت طائرة بدون طيار الأراضي الإسرائيلية وتم إسقاطها، وقبل حوالي شهر وقع حادث غير عادي بنفس القدر عندما عبر مسلح الحدود من لبنان إلى إسرائيل وفجر عبوة ناسفة غير عادية عند مفترق مجدو، مما أدى إلى إصابة شخص بجروح خطيرة".
تموضع إيراني
وكانت تقارير أفادت قيام طائرات حربية إسرائيلية بسلسلة غارات على أهداف لحزب الله وإيران في سوريا استمرارا لمئات الهجمات المتواصلة منذ سنوات، لمنع ما تسميه إسرائيل التموضع الإيراني في سوريا ونقل أسلحة إلى منظمة حزب الله.
وفي حين، قالت إسرائيل إن حماس هي المسؤولة عن إطلاق صواريخ من لبنان، فقد أشار المحللون الإسرائيليون إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع حزب الله وإيران.
جاءت الضربات وسط تصاعد حدة التوتر بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية في أعقاب مداهمة إسرائيل للمسجد الأقصى في القدس خلال شهر رمضان إذ جرى تصوير الشرطة وهي تعتدي بالضرب على المصلين.
وأثارت مداهمة الشرطة، التي قالت إسرائيل إنها كانت تهدف إلى إخراج جماعات تحصنت داخل المسجد مسلحة بألعاب نارية وحجارة، غضبا ومشاعر قلق حتى بين حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة.
ورغم المخاوف من حدوث المزيد من أعمال العنف حول المسجد، لم ترد أنباء عن وقوع اضطرابات خطيرة.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC45OSA= جزيرة ام اند امز