"صواريخ عمياء لن تحرر فلسطين".. ساسة لبنان ينأون ببلدهم عن أتون الحرب
"لا مصلحة للبنان المنهك بما يجري والصواريخ العمياء لن تحرر فلسطين".. موقف يوحّد قوى سياسية لبنانية بارزة تحت يافطة رفض الحرب مع إسرائيل.
مواقف تتقاطع في ظل ارتفاع منسوب التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، عقب إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل الغربي، والرد الإسرائيلي من خلال قصف منطقة القليلة اللبنانية بالمدفعية الثقيلة، في حين لم تتبن أي جهة إطلاق صواريخ من لبنان.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ ما لا يقلّ عن 34 صاروخاً أطلقت من لبنان باتّجاه الدولة العبرية، 25 منها اعترضتها دفاعاته الجوية و5 على الأقلّ سقطت في الأراضي الإسرائيلية.
وأكّد الجيش، في بيان، أنّ الأمكنة التي سقطت فيها الصواريخ الأربعة المتبقّية لا تزال "قيد الفحص".
أما الخارجية اللبنانية فقد أكدت استعدادها للتعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان، محذرة في الوقت نفسه من نوايا إسرائيل التصعيدية التي تهدد السلم والأمن.
وفي ردود فعل سريعة، وفقا لما رصدته "العين الإخبارية"، هاجم عدد من ساسة لبنان حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، معتبرين أن "ترك القرار الاستراتيجي للدولة لمصلحة محور الممانعة (في إشارة لحزب الله)، يحمل تخليها عن مسؤوليتها الرئيسية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن".
وشددوا على رفضهم "جر لبنان للحرب وتعريضه للخطر في لحظة إقليمية دقيقة وحرجة".
وحتى الساعة (15.00) بتوقيت غرينتش، لا يزال دوي الصواريخ يسمع في المنطقة، حيث قصفت إسرائيل أطراف مناطق القليلة والمعلية ووادي زبقين.
وفي خضم التطورات الحالية، صدر عن نائب مدير المكتب الإعلامي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "يونيفيل"، كانديس آرديل، بيان جاء فيه أنه "تم إطلاق عدة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل بعد ظهر اليوم، وأبلغ الجيش الإسرائيلي اليونيفيل أنه فعل نظام القبة الحديدية الدفاعي ردا على ذلك".
وأوضح البيان أن "رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو على اتصال بالسلطات على جانبي الخط الأزرق"، لافتا إلى أن "الوضع الحالي خطير للغاية، واليونيفيل تحث على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد".
الجيش اللبناني بدوره سارع إلى تسيير دوريات في المنطقة الحدودية مع إسرائيل بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
استنكار ورفض
تعليقا على الأحداث الجارية، وجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للحكومة اللبنانية عددا من التساؤلات، قائلا في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه: "ما هي الموجبات الوطنية التي تحتم في هذه اللحظة بالذات إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل؟".
وأضاف: "ماذا سيكون رد فعل الحكومة اللبنانية إزاء تعهداتها الالتزام بمندرجات القرار 1701؟ وماذا لو تحطم لوح زجاجي واحد في منزل مواطن لبناني في الجنوب جراء تبادل الصواريخ والقصف المدفعي، فمن أين ستأتي الحكومة اللبنانية بالأموال اللازمة لإصلاحه؟".
جعجع أردف: "السؤال الأساسي والمحوري والملح: هل اجتمعت الحكومة اللبنانية أو اتخذت قرار إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل؟".
وحذر من أن "الحكومة اللبنانية، وإن كانت لتصريف الأعمال كما كل الحكومات التي سبقتها في الآونة الأخيرة، تكون بتخليها عن القرار الاستراتيجي للدولة لمصلحة محور الممانعة قد تخلت عن مسؤوليتها الرئيسية في الحفاظ على أمن الوطن والمواطن".
وشدد على أن "المرشح الرئاسي الذي لا يتعهد بإعادة القرار الاستراتيجي بأكمله إلى الدولة اللبنانية، لا يصح أن يكون لا مرشحا ولا رئيسا".
"صواريخ عمياء"
بدوره، قال النائب زياد الحواط عضو تكتل الجمهورية القوية: "لن نقبل تعريض لبنان للمخاطر في لحظة إقليمية دقيقة وحرجة".
وأوضح عبر حسابه بموقع "تويتر"، أن "إطلاق الصواريخ.. استخدام للساحة الجنوبية مرة أخرى خدمة لمصالح خارجية لا علاقة للبنان واللبنانيين بها"، مردفا: "غض النظر لا يعفي من المسؤولية.. المسؤولية أيضاً تفرض موقفاً رسمياً مما جرى".
بينما قال النائب غياث يزبك عضو تكتل الجمهورية القوية عبر "تويتر": "لا مصلحة للبنان المنهك فيما يجري، ولن تحرر الصواريخ العمياء فلسطين"، مشيرا إلى أن "لبنان مسلوبُ السيادة (...) وما يجري يحتِّم اجتماعاً طارئاً للحكومة".
وغرّد النائب نديم الجميّل عضو تكتل حزب الكتائب عبر "تويتر"، يقول: "مليشيات إيران وحليفتها حماس ومحور الإرهاب يصرون على أن يكون لبنان منصة إطلاق صواريخ، وجر لبنان لحروب ما إلو علاقة فيها (لا علاقة له بها)، وتدمير ما تبقى من بلد".
وأضاف: "إذا بدن (إذا يريدون) يحرروا فلسطين يروحوا (فليذهبوا) يحررونها من داخل الأراضي الفلسطينية، وليس من لبنان".
أما الأمين العام لـ"الكتلة الوطنية" ميشال حلو، فكتب عبر حسابه بموقع تويتر يقول إن "حماية أمن الجنوبيين لا تكون بزج الجنوب في مناوشات إقليمية ودولية اليوم".
وأضاف :"حماية الحدود تكون بفرض سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، فتكون مصلحة اللبنانيين وأمنهم فوق كل اعتبار، والمطلوب انتشار الجيش الفوري على الحدود وتجديد التزام الدولة بالقرار 1701".
تحركات حكومية
تناقلت وسائل إعلام محلية أن لبنان فتح تحقيقاً بالتعاون مع "يونيفيل" لمعرفة الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ.
وعلى وقع التطورات الأمنية في الجنوب، دعا وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، زياد المكاري، عبر حسابه بتويتر، وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة، وعدم التسرع في بث أخبار غير مؤكدة".
وشدد على أن "المصدر الوحيد الرسمي لتلقي المعلومات الدقيقة والصحيحة في هذا المجال هو مديرية التوجيه في الجيش اللبناني".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز