خلوة روحية لـ53 برلمانيا لبنانيا.. تأنيب وعتاب وآمال بحلحلة الشغور الرئاسي
أشهر خلت فيما لم يراوح ملف الشغور الرئاسي مكانه، مدفوعًا باستمرار الانقسام الحاد بين القوى السياسية اللبنانية، مما أرجأ أية خطوات من شأنها تضميد جراح البلد المأزوم.
ومع اتجاه بعض الفرقاء إلى لعبة المرشحين لإذكاء الانقسام السياسي، توقفت الساعة السياسية في لبنان، عند توقيت 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي انتهت فيه ولاية الرئيس ميشال عون، إلا أن عقاربها الاقتصادية واصلت المضي بل القفز إلى مستويات جديدة من الأزمات التي باتت تطوق عنق اللبنانيين.
إلا أن تطورًا جديدًا شق طريقه إلى الخريطة السياسية، قد يهيئ الأجواء لعبور البلاد إلى شاطئ الأمان الرئاسي، تمثل في عقد الخلوة الروحية النيابية المسيحية، الأربعاء، في بيت عنيا بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
تأنيب وعتاب
الخلوة التي انطلقت في وقت سابق الأربعاء، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، شارك فيها 53 نائبا من أصل 64 نائبا مسيحيا بمجلس النواب اللبناني.
وألقى البطريرك الراعي عقب انتهاء الخلوة، عظة لم تخل من بعض التأنيب غير المباشر للنواب بسبب فشلهم في انتخاب رئيس للبلاد، مشيرًا إلى أن "السياسة التي تمارس السلطة بطريقة خاطئة هي غير قادرة على الاعتناء بالآخرين؛ فتسحق الفقراء، وتستغل الأرض، وتواجه النزاعات، ولا تعرف كيف تحاور".
ووجه الراعي حديثه إلى النواب، متسائلا: "بماذا جعلتم الشعب يتقدم، أي قوى إيجابية حررت، ماذا أنتجت في المسؤولية؟ ماذا فعلتم لانتخاب رئيس للجمهورية؟".
وتعليقًا على اللقاء، قال النائب فادي كرم عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات)، في حديث مقتضب لـ"العين الإخبارية"، إن "الراعي جمع النواب المسيحيين لصلاة روحية فقط"، مشيرًا إلى أنه لم يتم تداول أسماء مرشحين للرئاسة".
تأسيس للحوار
فيما رأى رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، في حديث تلفزيوني اليوم، أن "مشاركة النواب بلقاء بيت عنيا بادرة طيبة، وخطوة أولى نأمل أن تؤسس لحوار وطني"، مؤكدًا أن "البطريركيّة المارونيّة لا تُسمّي أحداً في الملفّ الرئاسي، ولا تدخل في لعبة الأسماء، وتسعى لخلق محفّزات للعمل من أجل الحدّ من هجرة الشباب".
وقال رئيس المركز الكاثوليكي: "نشكر كل الدول التي تعمل للخير في لبنان ومنها فرنسا ودولة الفاتيكان التي تعمل من أجل مصلحة اللبنانيين، لكن الشعب هو المسؤول الأول عن إنقاذ هذا البلد".
ولحلحلة الملف الرئاسي، زار العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا عددا من السياسيين اللبنانيين، وفي مقدمتهم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل).
كما أجرى وفد قطري في 2 أبريل/نيسان الجاري، زيارة إلى بيروت، برئاسة وزير الدولة بوزارة الخارجية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، شملت لقاءات مع شخصيات سياسية بارزة بينها رئيس حزب القوات سمير جعجع، إضافة إلى لقائه بقائد الجيش جوزيف عون.
aXA6IDE4LjIxNy4yMDcuMTEyIA== جزيرة ام اند امز