حل لغز الـ41 عامًا.. كشف مصير قائد الحرس الثوري المختطف بلبنان
41 عامًا مرت على "اختطاف" القائد السابق للحرس الثوري الإيراني أحمد متوسليان، فيما رواية طهران بشأن اختفاء أحد أهم كوادرها "ثابتة" دون تغيير.
وكان متوسليان اختطف في 5 يوليو/تموز عام 1982، مع دبلوماسي وصحفي وسائقهم الإيراني في العاصمة بيروت، بعد اعتراض حزب الكتائب (جماعة مسلحة لبنانية)، المركبة التي كانت تقلهم.
وبعد أن اختفت السيارة وركابها الأربعة، ظلت إيران تتهم إسرائيل لسنوات طويلة بالتورط في عملية الاختطاف ونقل الإيرانيين الأربعة إلى داخل تل أبيب، لكن الأخيرة نفت علمها بالقضية أو تورطها في الحادث.
وفيما افترض كثير من المسؤولين الإيرانيين أن الأربعة قد أعدموا بعد وقت قصير من اختطافهم من قبل حزب الكتائب، ودفنوا في ورشة بناء تم طمسها بواسطة الأعمال الإنشائية في أحد أحياء العاصمة بيروت، أصبحت قضية متوسليان واحدة من أكثر الأمثلة تعقيدًا للرقابة على القضايا خلال الحرب العراقية الإيرانية.
باحث إيراني يكشف
وكان حميد داود أبادي، الباحث في تاريخ الحرب العراقية الإيرانية ومؤلف ثلاثة كتب عن أحمد متوسليان، فجر مفاجأة في بث مباشر عبر برنامج تلفزيوني، قائلا: "في 15 مارس/آذار 2019... وصلت لخدمة قاسم سليماني، وكانت نهاية بحثي دائمًا أن الشخص الوحيد الذي يمكنه حل هذا الرمز بالنسبة لي هو قاسم سليماني ... قلت إنني توصلت إلى استنتاج أن أحمد متوسليان استشهد في تلك اللحظة بعد اختطافه، قال سليماني: قتل الأربعة في تلك الليلة! (متوسليان وثلاثة من رفاقه)".
وأضاف الباحث الحربي: "قال [قاسم سليماني]،" ما الذي حققته أيضًا؟ قلت إنني توصلت إلى استنتاج مفاده أن جثمان الحاج أحمد قد تم إحضاره إلى طهران ... نفس العبارة التي استخدمها الحاج قاسم - للأسف لم ننشرها في هذا الكتاب، لكن سأقولها هنا - قال إن البعض تبادلنا منذ زمن مع قوة الكتائب اللبنانية، أعطونا الجثث من المكان الذي قالوا فيه إن جثثهم، طبعا لا جسد كل واحد منهم حفنة من العظام، لكنك على حق ما ذكرته وتوصلت إليه، فالجثث في طهران على الرغم من أن المسؤولين يقولون على ما يبدو إنهم لا يتطابق مع الحمض النووي".
ورغم ذلك، إلا أن الرواية الرسمية للقضية لم تتغير، ففي الذكرى السنوية السابقة لاختطاف متوسليان، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا مشابهًا للنصوص التي لطالما كررتها في السنوات السابقة، ملقية بمزيد من الغموض حول مصيرهم، بل إنها طالبت إسرائيل والمؤسسات الدولية بإزالة ذلك الغموض.
وقالت الوزارة في بيان أن "السعي وراء مصيرهم" كان دائما "أحد أولويات "هذه الوزارة.
الإعلان الرسمي
إلا أن الرواية اختلفت تمامًا؛ فقائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أعلن اليوم السبت، عن مقتل القائد السابق في الحرس أحمد متوسليان.
ونقلت وكالة أنباء "فارس نيوز" عن اللواء سلامي، اليوم السبت، إنه "أبلغ رسمياً عائلة أحمد متوسليان باستشهاده (مقتله) خلال زيارته لهم في منزلهم بمناسبة عيد النوروز".
وخاطب اللواء سلامي العائلة قائلا "الشهيد الخالد الحاج أحمد متوسليان أول شهيد إيراني في طريق تحرير القدس، وفي الذكرى 41 لمقتل أحمد متوسليان، ومحسن موسوي (القائم بأعمال سفارة إيران في بيروت)، وكاظم إخوان (صحفي إيراني) وتقي رستغار مقدم (السائق من قوات فيلق 27 من الحرس الثوري)، سنقوم بدفن رفات الجثث الطاهرة لأولئك الأحباء على أكتاف الأمة المقاومة في إيران".
فمن هو متوسليان؟
ولد أحمد متوسلیان في أسرة دينية عام 1954 في جنوب طهران.
أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة مصطفوي في طهران.
أثناء دراسته کان یساعد والده في محل الحلويات.
عندما وصل إلی سن المراهقة، شارك في الاحتفالات الدينية والمساجد.
بدأ - آنذاك- أنشطته السياسية ضد نظام محمد رضا بهلوي شاه إیران.
بعد الانتهاء من دراسته الابتدائية، التحق بالمدرسة الصناعية وحصل على شهادته في عام 1973.
بعد التخرج، ذهب إلى مدينة شيراز جنوب إيران لأداء الخدمة العسكرية.
محطات على الطريق
شارك في دورة تدريبية خاصة للدبّابات، ثم أرسل بعد ذلك إلى سربل ذهاب بمحافظة كرمنشاه غرب إيران.
أثناء خدمته، واصل نشاطاته السياسية ضد الشاه.
بعد انتهاء الخدمة العسكرية، كان يعمل في شركة خاصة.
بعد بضعة أشهر تم إرساله إلى مدينة خرم آباد غرب إيران.
في عام 1976، قامت قوات السافاك "الشرطة السرية" في عهد الشاه بالقبض عليه بسبب أنشطته السياسية.
ظل سجينًا طيلة خمسة أشهر في الحبس الانفرادي في قلعة فلك الأفلاك بخرم آباد.
شارك متوسلیان بنشاط في الثورة 1979 في الحي الذي کان يسكن فيه، وكذلك جنوب طهران.
تحول جذري
وبعد انتصار "الثورة"، أنشأ لجنة الثورة الإسلامية في منطقة بالقرب من منزله، وانضم في وقت لاحق للحرس الثوري.
شارك متوسلیان في الحملات السياسية والعسكرية الثورية المختلفة منها "العمليات ضد المعارضة في إقليم كردستان غرب إيران.
شارك -كذلك- في مكافحة معاداة الثوار في بوكان، بانه، وسقز في عام 1979، وتحرير مدينة سنندج الكردية غرب إيران من المعارضين.
في يونيو/حزيران 1982، ذهب إلى الحدود اللبنانية - السورية، کرئيس وحدة الكوماندوز، لكن تم إعادة الوحدة إلى إيران من قبل السلطات السورية.
مهام رسمية
كان مسؤولاً عن إرسال قوات الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا بصفته قائد لواء 27 محمد رسول الله.
توجه إلى دمشق كجزء من مجموعة دبلوماسية من القادة السياسيين والعسكريين.
كان قائداً لقوات الحرس الثوري خلال الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت في عام 1980 واستمرت ثماني سنوات.
أنشأ خلال الحرب العراقية الإيرانية، "قسم 27 محمد رسول الله" وکان قائده.
لعب دوراً في تحرير مدينة المحمرة جنوب إيران من الجيش العراقي.