وزير لبناني سابق لـ"العين الإخبارية": القبول بمرشح "حزب الله" خيانة
اعتبر النائب أشرف ريفي عضو تكتل "تجدد" النيابي وزير العدل اللبناني الأسبق أن القبول بمرشح حزب الله للرئاسة يعتبر خيانة للوطن.
ريفي قال، في حوار مع "العين الإخبارية"، "لن نتساهل مع وصول أي مرشح تابع لحزب الله وحلفائه لسدة الحكم، حتى لا نبقى 6 سنوات إضافية في جهنم".
وأضاف "قبول أي لبناني بتكرار تجربة ميشال عون (الرئيس السابق الذي أوصله حزب الله للرئاسة) يعتبر من الناحية السياسية بمثابة خيانة وطنية".
ريفي أشار إلى وجود إمكانية كبيرة لطرح اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح للرئاسة، ووصفه قائلا إنه "تتوافر فيه المواصفات السيادية الإنقاذية الإصلاحية المطلوبة، ويلبي طموحاتنا من الناحية السياسية".
ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء فترة الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتوازي مع أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار سعر العملة المحلية، وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية والطاقة، بالإضافة إلى أزمة سياسية عطلت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن تشكيل حكومته منذ مايو/أيار الماضي.
وفشل مجلس النواب على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس للبلاد، بسبب غياب التوافق بين القوى السياسية، وإصرار حزب الله على فرض مرشح بعينه.
ترشح فرنجية مستبعد
واستبعد ريفي إمكانية وصول زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، مرشح الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) إلى قصر بعبدا الرئاسي.
وقال "لا نرى إمكانية لوصول فرنجية للرئاسة، لأنه لن يستطيع تأمين الأكثرية النيابية، علاوة على أن موقف الشركاء الإقليميين والدوليين واضح برفض وصول أي مرشح للرئاسة ضمن محور حزب الله، بعد أن تسبب هذا المحور في خراب البلد نهائيا".
وشدد ريفي على أن المعارضة السيادية لن تتساهل أو تقبل بـ"الانتقال من جهنم إلى جهنم الحمراء، عبر وصول مرشح تابع لحزب الله مجددا لسدة الحكم".
ريفي رأى أنه في حال وصول الأمر لأفق مسدود أمام حزب الله، مع صعوبة تأمين الأكثرية اللازمة لفوز فرنجية، فسوف يبحث عن مرشح آخر غيره.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
وزير العدل اللبناني الأسبق قال "سنعمل بشكل جيد على ألا يصل للرئاسة أي مرشح لحزب الله، بعد أن تم فرض ميشال عون رئيسا للبلاد".
وأضاف "لن نتساهل في وصول أي مرشح تابع لهذا الفريق، وهذا الأمر لن يتكرر، حتى لا نبقى 6 سنوات إضافية في جهنم".
واعتبر أن الدور الإيراني في لبنان يتراجع، حيث لا يمكن لحزب الله وطهران أن يفرضا مرشحا، مضيفا أن "قبول أي لبناني بتكرار تجربة ميشال عون (الرئيس السابق) فيعد سياسيا بمثابة خيانة وطنية".
المعارضة تدعم قائد الجيش
وردا على سؤال حول تحركات المعارضة خلال الفترة المقبلة، قال ريفي "نسعى لتأمين وصول مرشح يتمتع بالمواصفات السيادية الإنقاذية الإصلاحية النزيهة".
وأوضح أن هناك مرشحين تنطبق عليهم هذه المواصفات، في مقدمتهم العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني، الذي وصفه بأنه "تتوفر فيه الصفات المطلوبة.
ريفي قال "هناك سلاح غير شرعي (في إشارة لحزب الله) ويجب أن يأتي شخص يعرف كيفية التعامل معه".
وأضاف "أرى أن هناك إمكانية كبيرة ليكون قائد الجيش مرشحا جديا أساسيا، لأنه يحظى باحترام وأصوات أغلب اللبنانيين، فقائد الجيش شخصية وطنية يحظى باحترام الجميع، ويلبي المواصفات العربية والدولية، وغالبية الدول التي تقف إلى جانب الجيش اللبناني ستقف بجوار قائد الجيش اللبناني إذا ترشح".
وتطرق ريفي إلى اعتراضات البعض على جوزيف عون كونه لا يحمل خلفية اقتصادية، قائلا إنه "ليس ضروريا أن يكون لقائد الجيش خلفية اقتصادية، حيث يمكننا أن نأتي بوزير اقتصادي يدير الملف بحرفية، لا سيما أن المعضلة في لبنان سياسية".
وأكد أن المرحلة الانتقالية الحالية تتطلب شخصا مثل جوزيف عون، مضيفا أنه "صحيح هناك أزمة اقتصادية إنما هي ناتجة عن الأزمة السياسية، وفي السياسة نرى قائد الجيش يلبي طموحاتنا".
وكانت قوى من المعارضة وتحديدا أحزاب القوات والكتائب والتقدمي الاشتراكي وتكتل تجدد، قد أعلنت في وقت سابق دعمها للنائب ميشال معوض، لكن الأخير لم يستطع الوصول للأكثرية النيابية اللازمة لانتخابه رئيسا.
وزير العدل اللبناني الأسبق علق على الأمر قائلا "نحن وميشال معوض في خندق واحد، وقلنا إن معركتنا ليست شخصية، لكنها سياسية، وأي مرشح تتوفر فيه المواصفات السيادية الإنقاذية سندعمه بقوة، والأمر لا يتعلق بالشخص قدر تعلقه بإنقاذ لبنان".
انتقادات حادة
ووجه ريفي انتقادات حادة إلى نظام الحكم الحالي، قائلا إن "هذه الطبقة أدت إلى خراب البلد، وسرقت أموال الدولة، ويجب أن تخرج من اللعبة السياسية بعد أن ثبت فشلها".
وحول إمكانية تلاقي موقف المعارضة مع "التيار الوطني الحر" برئاسة جبران باسيل، في ظل تطابق المواقف بشأن رفض ترشح سليمان فرنجية، قال ريفي: "نحن بالسياسة لا نتلاقى مع التيار، وتجربتنا معه لم تكن مشجعة نهائيا، لأنه أعطى غطاء للمشروع الإيراني لمدة 6 سنوات سابقة، وساهم بالفساد".
إلا أنه أضاف "لكن قد يكون هناك تلاق، بشكل غير مقصود أو متعمد على موقف محدد فقط".
وطرحت كتل نيابية بارزة اسم جوزيف عون لشغل المنصب، فيما لم يصدر عن نبيه بري رئيس مجلس النواب (الذي يقود حركة أمل حليفة حزب الله) أي دعوات لجلسة جديدة لانتخاب الرئيس.
وفي وقت سابق، بادر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتحاور مع حزب الله، وطرح خلال اللقاء 3 أسماء جديدة للتوافق حولها، وفي مقدمتها اسم جوزيف عون، وتعاطت قوى سياسية بارزة بإيجابية مع الدفع بقائد الجيش، رئيسا للبلاد، حيث لم يمانع حزب القوات اللبنانية.
وأعرب رئيس حزب" القوات اللبنانية" سمير جعجع، في تصريحات صحفية سابقة، عن تأييده لانتخاب جوزيف عون، قائلا إنه "إذا كانت المشكلة تحل بانتخاب قائد الجيش فلا مانع لدينا".
فيما يرفض "التيار الوطني الحر" دعم عون، حتى لو لم يعلن صراحة هذا الموقف، بعد أن هاجم رئيس التيار جبران باسيل في مؤتمر صحفي، مؤخرا بشكل مباغت قائد الجيش، متهما إياه بـ"مخالفة قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية".
وقال باسيل "يأخذ عون بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرّف على هواه بالملايين، بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش".
ويتطلب ترشح العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية إجراء تعديل دستوري يسمح له، أثناء توليه مهام منصبه، بالترشح للرئاسة، على غرار ما حدث في انتخاب العماد إميل لحود الذي تولى الرئاسة بين عامي 1998 و2007، وانتخاب العماد ميشال سليمان الذي تولى الحكم بين عامي 2008 و2014.