قيادي بـ"القوات اللبنانية" لـ"العين الإخبارية": 3 عوائق تمنع مرشح حزب الله من الوصول للرئاسة
يوما بعد يوم يبتعد أفق الحل عن سماء لبنان إذ تراوح أزمة الشغور الرئاسي مكانها، منذ أشهر، بسبب إصرار حزب الله على فرض مرشحه على بقية القوى السياسية.
وقال شارل جبور، رئيس جهاز الإعلام والتواصل بحزب القوات اللبنانية، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن هناك 3 عوائق رئيسية تمنع وصول مرشح حزب الله إلى قصر بعبدا الرئاسي.
جبور أوضح أن العائق الأول يتمثل في غياب كتلة نيابية بارزة تؤمن فوز أي مرشح من حزب الله وحلفائه، كونهم لا يملكون 65 نائبا، بل بالكاد 45 نائبا، بالتالي لا مجال إطلاقا لأي اقتراع على هذا المستوى.
وقال إن "العائق الثاني، هو أنه على المستوي الوطني لا يوجد أي فريق فى لبنان سواء سياسي، أو معارض، أو إصلاحي سوف يسمح بتسليم البلاد لتيار الممانعة (الذي يضم حزب الله)، بعد أن أوصل هذا الفريق لانهيار الدولة في كل شيء؛ لذا فالقوى السياسية على اختلافها ليست على استعداد لتسليم الدولة لهذا الفريق السياسي".
وأضاف أن "العائق الثالث يتمثل في وجود توافق خارجي من قبل الاتفاق السعودي الإيراني، جرى بباريس من خلال اللقاء الخماسي بأنه لا يمكن وصول شخصية من تيار الممانعة لرئاسة الجمهورية فى لبنان".
وأوضح أن "الدول المعنية تم تبليغها أن إخراج لبنان من عزلته وكبوته يتطلب وصول رئيس سيادي وإصلاحي، وليس رئيسا ممانعا يبقي لبنان ملحقا بطهران".
واعتبر أن الاتفاق الإيراني السعودي، يسمح بتكريس الأجواء بأن إيران عليها تقديم تنازلات، وقال "فى طليعة هذه التنازلات أن تفك احتجازها للرئاسة فى لبنان؛ لأنه لا يمكن بناء دولة فى ظل إبقائها مخطوفة على غرار واقع الحال فى لبنان".
وبعد 7 سنوات من إعلان السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، توصل البلدان، يوم 10 مارس/آذار الجاري، إلى اتفاق، برعاية صينية، يقضي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
ويتضمن الاتفاق "تأكيد الجانبان على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
واتفق الجانبان على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
رئيس جهاز الإعلام والتواصل بحزب "القوات اللبنانية" شدد أيضا على أن من يعرقل انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الفريق الممانع فى لبنان، مضيفا "ننتظر أن يؤدي التفاهم الإيراني السعودي، لإقناع هذا الفريق للتنازل عن مرشحه، والموافقة على مرشح توافقي بخلفية سيادية إصلاحية".
وتطرق جبور إلى الأزمات قائلا إن "لبنان في مرحلة انهيار في أغلب القطاعات، وطريق الخلاص والخروج من الانهيار، هو انتخاب رئيس بمواصفات سيادية إصلاحية، وإلا سنبقى في دوامة الفشل القائمة".
وحول أولويات حزب القوات في المرحلة الراهنة، قال جبور إن "الأولوية تتمثل في العمل على وحدة موقف المعارضة، حتى إشعار آخر، فالقوات تتمسك بميشال معوض باعتباره يجسد صفات المرحلة كمرشح سيادي استقلالي اصلاحي، وإذا وجدنا نحن ومعوض أي اسم آخر يستطيع جمع كل مكونات المعارضة وصولا لـ 65 نائبا سنقوم بذلك، عدا ذلك سنبقي على ترشيح ميشال معوض".
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، قد طالب رئيس المجلس النواب نبيه بري، بدعوة المجلس إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس جديد، مؤكدا أن الخلاف بشأن أزمة الاستحقاق الرئاسي، خلاف سياسي، وليس مسيحيا.
وفشلت القوى السياسية في البلد الغارق في فوضى اقتصادية في انتخاب رئيس جديد منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي حينما غادر ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر قصر بعبدا.
وعقب اجتماع لحزب القوات اللبنانية اليوم الاثنين، قال جعجع، موجها حديثه لنبيه بري رئيس مجلس النواب، بعد تصريح الأخير بأن "الأزمة الرئاسية سببها عدم تفاهم المسيحيين"، إن "الصراع ليس بين المسيحيين والمسلمين، وبقدر ما هناك خلافات بيننا و(حركة) أمل (التي يرأسها بري)، هناك خلافات بيننا والتيار الوطني الحر؛ فالخلاف سياسي وما تفعله هو لغش الرأي العام".
وأضاف جعجع "هناك مرشحان هما سليمان فرنجية وميشال معوض، وتفضل يا دولة الرئيس بالدعوة إلى جلسة للانتخاب".
وتابع جعجع قائلا لبري "دعيت لجلسات صورية ونوابك يخرجون من الدورة الثانية ويعطلون الجلسات ومقولة أن القوى السياسية المسيحية غير وأنهم المعطلون خاطئة".
وجاء حديث "جعجع" ردا على، تصريح لرئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى لوسائل إعلام محلية اليوم حول أهمية الحوار بين القوى المسيحية في البلاد.
وأشار أنه دعا مرتين بصورة رسمية للحوار لكن الكتلتين الأساسيتين عند المسيحيين الموارنة (الطائفة المخصص لها مقعد رئيس الجمهورية بالبلاد) وهما: "التيار الوطنى الحر" و"القوات اللبنانية" رفضتا الحوار، مشددا على أن الحوار يجب أن يتركز أكثر ما يكون عند هاتين الكتلتين.
وقال بري إنه ينتظر حصول ترشيحات رسمية أو علنية للانتخابات الرئاسية لكي يدعو إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس جديد للبلاد وذلك بعد توقف الجلسات على مدار الشهرين الماضيين، مشيرا إلى أنه لا يوجد سوى مرشح واحد هو النائب ميشال معوض.
وكان نبيه بري الذي دعا في السابق إلى 11 اجتماعا لمجلس النواب من أجل انتخاب رئيس جديد في لبنان، قد أعلن أن مرشح حركة أمل التي يتزعمها وتعد الجناح الآخر للبيت الشيعي الذي يمثل حزب الله جناحه الأول، هو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.
وترفض قوى المعارضة ترشيح فرنجية، كما يرفضه التيار الوطني الحر الذي أعلن قبل سنوات تحالفا مع حزب الله، ما يعني أن الخريطة السياسية في البلد المأزوم في طريقها إلى إعادة التشكل.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0NSA= جزيرة ام اند امز