بعد الخلوة الروحانية.. لبنان يستعين بـ"صديق" لسد الشغور الرئاسي
ما زالت أزمة الشغور الرئاسي بلبنان تراوح مكانها، رغم الجهود الدولية التي دخلت على خط الحلحلة.
ورغم أن كل يوم يمر على لبنان أصعب من سابقه، وسط الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، فإن هذا لم يصنع فارقا، وسط غياب لأي أفق لحل أزمة الشغور الرئاسي التي تعيشها البلاد منذ نحو 5 أشهر.
ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء فترة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
- الشغور الرئاسي بلبنان.. حزب الله يضع "العربة أمام الحصان"
- مسؤول سعودي: لم ندخل في تفاصيل مع إيران حول أزمات العراق ولبنان
ويأتي الشغور الرئاسي على وقع أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار، الذي وصل سعره في السوق الموازية إلى 110 آلاف ليرة للدولار الواحد، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية ومواد الطاقة، ما أثر سلبا على حياة اللبنانيين، الذين فشل رئيس حكومتهم نجيب ميقاتي في إعلان تشكيلته الحكومية منذ مايو/أيار الماضي بسبب الخلافات السياسية.
وعقد مجلس النواب اللبناني 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، انتهت كلها دون نتيجة، لغياب التوافق بعد إصرار حزب الله على فرض مرشحه على مختلف القوى السياسية.
وفي إطار الاستعانة بجهود ودعم الدول الصديقة للبنان، عقد مؤخرا في العاصمة الفرنسية باريس اجتماع فرنسي سعودي بمشاركة السفيرة الفرنسية ببيروت آن غريو والسفير السعودي ببيروت وليد البخاري، إضافة إلى مسؤولين آخرين لبحث الحلول المحتملة للأزمة الحالية.
وبحسب وسائل إعلام لبنانية، فإن الاجتماع خلص إلى ضرورة أن تكون تسمية الرئيس الجديد من لبنان ذاته، وليس من أي دولة أخرى، انطلاقاً من أن لبنان يتمتع بنظام ديموقراطي ومقبل على استحقاق رئاسي ومُطالب بمكافحة الفساد وتحريك المؤسسات من جديد وتفعيل القضاء اللبناني.
وذكرت وسائل الإعلام اللبنانية أن الاجتماع ناقش عدة أسماء لمرشحي الرئاسة منهم العماد جوزيف عون قائد الجيش الذي قد يحظى بتوافق بين النواب اللبنانيين بأكثر من سليمان فرنجية، المدعوم من حزب الله وحليفته "حركة أمل"، التي يقودها نبيه بري رئيس مجلس النواب.
وتطرق اجتماع باريس إلى حل أوسع من مجرد انتخاب رئيس، وقد يشمل طرح مرشح للرئاسة مع شخصية أخرى لرئاسة الحكومة بخلاف نجيب ميقاتي، بحسب المصدر ذاته.
وتحدثت وسائل الإعلام اللبنانية عن أن اجتماع باريس يمهد لعقد اجتماع خماسي يضم ممثلين للسعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، مشابه للاجتماع الذي عقد في 6 فبراير/شباط الماضي، ويعقد خلال الأسابيع المقبلة لاستعراض ملف الشعور الرئاسي والأزمات السياسية والمالية والاقتصادية بشكل موسع وسبل معالجتها.
وعلى صعيد الجهود الداخلية بحثا عن حل، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيّين إلى يوم "خلوة روحية وصلاة"، يوم الأربعاء المقبل.
ومن المتوقع أن تشكل الدعوة فرصة للنواب المسيحيين للتشاور بحثا عن توافق حول اسم الساكن الجديد لقصر بعبدا الرئاسي.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
aXA6IDMuMTQ1LjkyLjk4IA== جزيرة ام اند امز