فرصة إقليمية.. "العين الإخبارية" ترصد موقف اللبنانيين من اتفاق الرياض-طهران
بترحيب وترقب في آن واحد، تتابع القوى السياسية اللبنانية تداعيات التقارب السعودي-الإيراني بوساطة صينية.
بعض هذه القوى اللبنانية رأت في الاتفاق "فرصة إقليمية" لا بد من استغلالها لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، مع تعثر الوصول إلى "تسوية داخلية" وتوافق حول مرشح للرئاسة ينتشل البلاد من أزماته.
ورحب ممثلو تكتلات نيابية لبنانية بارزة من قوى المعارضة والفريق الحاكم، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، بالتقارب السعودي-الإيراني، معربة عن أملها أن يسهم في حلحلة أزمة الجمود الرئاسي، وإحداث الانفراجة اللازمة في ظل "توازن التعطيل" الحالي بين فريق حزب الله وحلفائه من جهة، والمعارضة من جهة ثانية.
وفيما أكدت بعض قوى المعارضة تطلعها أن يحمل الاتفاق (بين الرياض وطهران) تأثيرا مباشرا على موقف الفريق الآخر (حزب الله وحلفائه)، وصف الحزب الاتفاق بـ"الـتحول الجيد"، لكنه يبقى "مساعدا فقط.. فلا حل أمام اللبنانيين من الخارج".
وبعد 7 سنوات من قطع العلاقات بينهما أعلنت الرياض وطهران، الجمعة، أنهما ستعيدان فتح السفارات والممثليات الدبلوماسية في غضون شهرين، وتنفيذ اتفاقيات التعاون الأمني والاقتصادي الموقعة قبل أكثر من 20 عاما.
وعجزت القوى السياسية اللبنانية عن حل أزمة الشغور الرئاسي التي دامت أشهرًا، وتسببت في الكثير من الأزمات في هذا البلد العربي.
استقرار لبنان
رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب القوات اللبنانية، الوزير السابق ريشار قيومجيان أعرب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، عن أمنيته أن "تدعم هذه الخطوة الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة بدون تدخلات، لا سيما أنه ورد بالاتفاق السعودي الإيراني بندا أساسيا بعدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادة الدول".
وأضاف: "نأمل أن يؤثر هذا الاتفاق على موقف الفريق الآخر (حزب الله وحلفائه)، وأن يقتنع بسيادة الدولة، فيما نحن على ثوابتنا المقتنعون فيها"، متابعا :"موقفنا ثابت بقيام دولة في لبنان، ونأمل أن يتخلى حزب الله عن سلاحه، وينخرط في مشروع الدولة".
وأشار إلى تطلعه أن يوقف هذا الاتفاق مشروع التمدد الإيراني في المنطقة، مضيفا: "نأمل أن ينعكس الاتفاق إيجابا على الإقليم وتتوقف طهران عن مشروعها التوسعي".
وردا على إمكانية أن يؤدي الاتفاق السعودي-الإيراني للضغط باتجاه قبول حزب الله بمرشح آخر بعيدا عن دعمه للوزير السابق سليمان فرنجيه، قال قيومجيان: "فلننتظر.. وإجمالا لا أعتقد أن عدد الأصوات اللازمة من جهة، والأجواء الجديدة في المنطقة من جهة أخرى هي لصالح مرشح حزب الله".
وبدوره، رأى النائب فادي كرم عضو تكتل الجمهورية القوية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يزال من المبكر تقييم الاتفاق السعودي-الإيراني، وتداعياته على الملف اللبناني، وتأثيراته على المنطقة.
لكنه نوه أيضا إلى أن هناك في الوقت الحالي، ما وصفه بــ توازن في التعطيل بالملف الرئاسي، في إشارة لعدم إمكانية نجاح أي من القوى السياسية في حسم تأمين الأكثرية النيابية لصالح انتخاب مرشح بعينه رئيسا للبلاد، سواء مرشح الثنائي حزب الله وحركة أمل الوزير السابق سليمان فرنجيه، أو مرشح بعض قوى المعارضة النائب ميشال معوض.
واستبعد كرم في الوقت ذاته إمكانية نجاح حزب الله وحركة أمل في تأمين الأكثرية النيابية اللازمة لانتخابه رئيسا للبلاد.
رئيس جديد للبنان
بدوره، قال النائب بلال عبدالله عضو تكتل اللقاء الديمقراطي (التكتل النيابي لحزب التقدمي الاشتراكي)، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن التفاهم السعودي الإيراني قد يدفع بالإسراع لانتخاب رئيس جديد للبنان.
لكن عبدالله ربط هذا الأمر بأن "يحسن اللبنانيون التقاط الفرصة الإقليمية، والارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية، وتحسس معاناة الناس جراء الانهيار الشامل".
ومضى في تحليله: "فلنقم نحن كلبنانيين بما يتوجب علينا من العمل للتسوية الداخلية، ثم نتوجه للخارج للمساعدة"، مردفا: "هناك واجب على القوى السياسية اللبنانية تجاه معاناة وبؤس المواطنين، والأمر ليس مسألة تمنيات ونوايا".
وبشأن موقف حزب "الكتائب اللبنانية" والذي يترأسه سامي الجميّل، من التقارب السعودي الإيراني وتأثيراته على الداخل اللبناني، رحب النائب نديم الجميّل بالتقارب، متمنيًا في تغريدة مقتضبة عبر موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة، أن تمتد "هذه الإيجابية على المنطقة كلها، وأن تكون بداية للاستقرار والسلام".
وسجل حزب الله اللبناني تراجعا واضحا في موقفه؛ حيث قال الأمين العام له حسن نصر الله، إنه "في حال سار التقارب السعودي الإيراني في المسار الطبيعي فيمكن أن يفتح آفاقا في المنطقة وفي لبنان أيضا".
وتابع: "إذا حصل انفتاح وتعاون سعودي إيراني فأهلا وسهلا فيه وهو فقط مساعد.. فلا حل أمام اللبنانيين من الخارج"، معتبرا أن "توقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران تحول جيد".
في السياق نفسه، طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بضرورة الاستفادة مما جرى من اتفاق بين السعودية وإيران، للدفع باتجاه "التوافق والحوار" بين القوى السياسية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي في البلاد الممتدة منذ 5 أشهر.
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز