الشغور الرئاسي بلبنان.. حزب الله يضع "العربة أمام الحصان"
يبدو أن حزب الله ما زال مصرا على الدفع بلبنان إلى حافة الهاوية، بإصراره على تعطيل انتخاب رئيس جديد، رغم الفراغ الرئاسي المستمر منذ نحو 5 أشهر.
ورغم المعاناة التي يعيشها اللبنانيون، التي تتفاقم يوما بعد يوم، إلا أن إصرار حزب الله على تعطيل الحل عبر فرض مرشحه على مختلف القوى السياسية، لا ينتهي.
ويعيش لبنان فراغا رئاسيا منذ انتهاء فترة الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويأتي الشغور الرئاسي على وقع أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى انهيار في سعر صرف الليرة أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية ومواد الطاقة، ما أثر سلبا على حياة اللبنانيين، الذين فشل رئيس حكومتهم نجيب ميقاتي في إعلان تشكيلته الحكومية منذ مايو/أيار الماضي بسبب الخلافات السياسية.
وعقد مجلس النواب اللبناني 11 جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، انتهت كلها دون نتيجة، لغياب التوافق بين القوى السياسية المختلفة.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبنانية أن يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
سمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية انتقد موقف حزب الله وحليفته حركة "أمل" التي يرأسها نبيه بري رئيس مجلس النواب، بفرض مرشحهم سليمان فرنجية على باقي القوى السياسية.
وقال جعجع، في تصريحات له اليوم، إنه "بعد نحو أسبوع على الاتفاق السعودي الإيراني، لم نلمس أي تبدّل في المواقف والمعطيات في لبنان".
وأضاف أن "حزب الله ونبيه بري باتوا أكثر تمسكا بسليمان فرنجية، خصوصاً أن الزمن ليس لصالحهم بحسب الظاهر من الاتفاق".
جعجع أكد أن حسن نصر الله أمين عام حزب الله لم يكن على علم بما يدور في الفلك الإقليمي، مشيرا إلى أنه قال في خطابه ما قبل الأخير ما مفاده بأن من يراهن على اتفاق السعودية وإيران لحل أزمة الرئاسة عليه أن ينتظر كثيراً جداً.
وعلق جعجع على دعوات رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط للحوار ومحاولته طرح أسماء للرئاسة يعتبرها على قدر المرحلة كشبلي الملاط وجهاد أزعور، قائلا إن "الصديق وليد جنبلاط يكره الفراغ ويحاول تعبئته بما تيسّر، لكنني لا أرى شيئاً من هذا القبيل".
وأضاف جعجع "أمنياتنا التفاهم مع الفريق الآخر، لكن وحتى إشعار آخر، أعتقد أن هذا الفريق لا يريد رئيساً جدياً قوياً صلباً، في أفضل الأحوال قد يقبل برئيس تكنوقراط لا حول ولا قوة له في السياسة، هذا ما نرفضه لأنه لا يحل المشكلة في ظل انتخابات رئاسية محورية".
أما النائب فادي كرم فوجه انتقادات حادة لنعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، الذي اتهم القوى السياسية بتعطيل انتخاب رئيس للبنان.
وقال كرم، في بيان له اليوم: "من يسمع الشيخ نعيم وهو يتحدث عن الذين يقومون بدور التعطيل المنسجم مع العاجزين عن الإتيان برئيس ويرون التعطيل والفراغ بديلاً يظنّ لوهلة أولى أنه يتحدّث عن فريقه السياسي، فإذا به يتهم خصومه بتهمة مثبتة ومتأصلِّة بمحور الممانعة بدءاً من تعطيل الاستحقاقات الرئاسية، وصولاً إلى تعطيل تأليف الحكومات ومرافق البلاد كلها".
وأضاف البيان "نذكِّر الشيخ نعيم بأننا شاركنا في كل الجلسات، وطالبنا مراراً وتكراراً بعقد جلسات متتالية، وأبدينا كل الاستعداد وبجهوزية دائمة للمشاركة، ولدينا مرشّح يتمتّع بصفات الإنقاذ، ومن يمتنع عن الدعوات هو أنتم، ومن يعطِّل هو أنتم".
وتابع كرم قائلا "الاختباء خلف الدعوة إلى التعطيل في حال نجح محور الممانعة، ولن ينجح، في جمع 65 نائباً، هذه حجّة ساقطة تحاولون التلطي خلفها لإخفاء عجزكم وحرف الأنظار عن الكوارث التي حلّت بالبلاد بسبب سياساتكم".
ووجه حديثه لنعيم قاسم قائلا "ارحموا الناس، يا شيخ نعيم، فكفاكم ظلماً بحق لبنان وشعبه، وارفعوا أيديكم عن هذا البلد ليتمكّن من أن يعيش باستقرار وسلام".