100 سؤال في 5 ساعات.. ماذا قال حاكم مصرف لبنان دفاعا عن نفسه؟
يقف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أطول حكام المصارف المركزي عهدا في العالم، في موقف لا يحسد عليه، بعد مثوله للتحقيق أمام وفد أوروبي بشأن قضايا فساد.
وخلال التحقيقات التي استمرت لما يقرب من 5 ساعات رد حاكم مصرف لبنان على 100 سؤال، وينتظر أن يقدم إجابات واضحة عن 100 سؤال أخرى غدا الجمعة.
ومثل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الخميس للمرة الأولى أمام محققين أوروبيين، في إطار تحقيقات تتمحور حول ثروته وشبهات غسل أموال، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس.
وهناك مجموعة تحقيقات قضائية تطال حاكم المصرف المركزي اللبناني سواء في لبنان أو خارجه تتمحور حول شبهات تبييض أموال و"إثراء غير مشروع".
وكشف مصدر قضائي في تصريح لـ"فرانس برس" أن سلامة أجاب أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا "على 100 سؤال طرح عليه وقدم شرحا مستفيضاً" و"دحض كل الشبهات التي تتهمه بغسل الأموال"، مشيرا إلى أن جلسة الاستجواب دامت أكثر من 5 ساعات.
وبحسب المصدر سيمثل سلامة عند الساعة العاشرة من صباح الجمعة لاستكمال التحقيق معه، مشيرا إلى أن الوفد الأوروبي يعتزم "طرح 100 سؤال إضافي"، لينهي بذلك مهمته في ما يتعلّق بسلامة شخصياً.
وكان مراسل فرانس برس قد أفاد بانتشار أمني كثيف في محيط قصر العدل في بيروت لدى وصول سلامة ووكلاء الدفاع عنه صباح الخميس.
وينظر محقّقون من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ في قضايا غسل أموال واختلاس في لبنان مرتبطة بسلامة. وقد استمعوا في يناير/كانون الثاني في بيروت إلى شهود، بينهم مديرو مصارف وموظفون حاليون وسابقون في مصرف لبنان.
وتركّز التحقيقات الأوروبية على العلاقة بين مصرف لبنان وشركة "فوري اسوشييتس" المسجلة في الجزر العذراء ولها مكتب في بيروت والمستفيد الاقتصادي منها رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان.
ويُعتقد أن الشركة لعبت دور الوسيط لشراء سندات خزينة ويوروبوند من المصرف المركزي اللبناني عبر تلقي عمولة اكتتاب، تمّ تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج.
وقبل عام، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية "يوروجاست" أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ جمّدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق استهدف سلامة و4 من المقربين منه، بينهم شقيقه، بتهم غسل أموال و"اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي، بين 2002 و2021".
والخميس رجّح المصدر القضائي أن "يغادر المحققون الأوروبيون بيروت صباح السبت، على أن يعودوا في موعد يحدد لاحقاً للاستماع إلى شقيق الحاكم، رجا سلامة، ومساعدته ماريان الحويك".
وتغيّب سلامة عن جلسة كانت مقررة الأربعاء بحجة عدم حصوله على جواب حول مذكرة تقدّم بها واعتبر فيها أن "حضور قضاة دوليين إلى لبنان والتحقيق معه بملفات مالية يتعارض مع السيادة الوطنية". لكن القضاء اللبناني رفض مضمون المذكرة وحدد موعداً لاستجوابه الخميس.
وتشكّل ثروة سلامة، أحد أطول حكام المصارف المركزي عهداً في العالم والذي كان يعد بمثابة مهندس السياسات المالية في لبنان منذ توليه منصبه عام 1993، محور تحقيق محلي في لبنان منذ أبريل/نيسان 2021.
وبعد الادعاء في فبراير/شباط على سلامة وشقيقه ومساعدته ماريان الحويك، تقدّمت الدولة اللبنانية الأربعاء ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، بادعاء شخصي بحقهم "بجرائم رشوة وتزوير واستعمال المزوّر وتبييض الأموال وإثراء غير مشروع وتهرّب ضريبي".
وطلبت القاضية اتخاذ إجراءات عدة في حق المدعى عليهم، بينها "توقيفهم وحجز أملاكهم العقارية وتجميد حساباتهم المصرفية"، إضافة إلى "تجميد حسابات أزواجهم وأولادهم القاصرين لدى المصارف اللبنانية والأجنبية" ومنعهم من التصرّف بعقاراتهم.
وينفي سلامة الاتهامات الموجهة إليه، معتبرا أن ملاحقته تأتي في سياق عملية سياسية "لتشويه" صورته. ويؤكد أنه جمع ثروته من عمله السابق طيلة عقدين في مؤسسة "ميريل لينش" المالية العالمية ومن استثمارات في مجالات عدة بمعزل عن عمله على رأس حاكمية مصرف لبنان.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز