رائحة الحرب تفوح على حدود لبنان وإسرائيل.. مَن أطلق الصواريخ؟
يحبس الشرق الأوسط أنفاسه مع تأهب إسرائيلي في انتظار اجتماع مصغر لحكومة بنيامين نتنياهو، للرد على هجمات صاروخية أطلقت من لبنان.
وكالة رويترز للأنباء نقلت عن ثلاثة مصادر أمنية، الخميس، قولها إن فصائل فلسطينية مسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل وليس حزب الله.
مسؤول عسكري إسرائيلي أكد كذلك للوكالة أن جيش بلاده لا يزال يقيّم الوضع بعد الضربات الصاروخية التي انطلقت من لبنان، قائلا: "ثمة افتراض بأن فلسطينيين شنوا ضربات من الأراضي اللبنانية".
حدث متعدد الجبهات
وأعلن الجيش الاسرائيلي رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية تجاه الأراضي الإسرائيلية.
وقال -في بيان تلقته "العين الإخبارية"-: "في أعقاب تفعيل صافرات الإنذار في منطقة الجليل الغربي واستنادًا إلى تحقيق أولي، تم رصد إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية تجاه الأراضي الإسرائيلية".
وأضاف: "تم اعتراض 25 منها من قبل الدفاعات الجوية، في حين سقطت 5 قذائف داخل السيادة الإسرائيلية، أما الصواريخ الـ4 الأخرى فيجري تحديد مكانها وفحصها. وهناك تفاصيل إضافية لاحقًا".
ولاحقا، قالت إسرائيل، إن حركة "حماس" الفلسطينية هي من أطلق الصواريخ من لبنان على أراضيها في وقت سابق اليوم.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان تلقته "العين الإخبارية": "الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عندما أطلق من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل.. إطلاق تلك القذائف يعتبر حدثًا خطيرًا".
وتابع: "الحديث عن حدث متعدد الجبهات لكن الفاعل والجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية هي جهة حماس من لبنان، ونحن نفحص أيضًا إمكانية لتورط إيران في هذا الحادث".
وذكر: "الجيش الإسرائيلي موجود في حالة جاهزية كبيرة.. نسبة اعتراض الصواريخ اليوم تدلل على تلك الجاهزية. لا توجد حاليا تعليمات استثنائية للجبهة الداخلية لا في الشمال ولا في الجنوب".
وأشار إلى أن "حماس أطلقت الليلة الماضية قذائف أرض-جو أسفرت عن تفعيل إنذارات في منطقة غلاف غزة- نحملها المسؤولية عن تلك الأحداث ولا نتسامح مع هذه الأعمال بغض النظر عن عدم إطلاق تلك القذائف نحو الأراضي الإسرائيلية".
وقال: "يترأس وزير الدفاع في هذه الساعة جلسة لتقييم الوضع.. الحديث عن حدث متعدد الجبهات لكن الفاعل واحد".
وأعلنت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي سقوط 3 قذائف أطلقت من لبنان على بلدة المطلة الحدودية بين إسرائيلي ولبنان.
وأشارت إلى انه لم تقع إصابات أو أضرار، موضحة أنه صدرت التعليمات لسكان المطلة بالبقاء في الملاجيء.
دعوات صينية للتهدئة
مبعوث الصين الخاص للشرق الأوسط تشاي غيون أعرب بدوره عن الشعور بالقلق بشأن تصعيد التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، داعيا جميع الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس.
ومضى المبعوث غيون -في بيان نشرته وزارة الخارجية الصينية- بقوله إنه يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات جوهرية لإيجاد حل سريع ومناسب للقضية الفلسطينية.
توترات في المسجد الأقصى بدا واضحا أن صداها لن يتوقف على الأراضي الفلسطينية، وإنما سيمتد تأثيرها إلى الخارج، ما يهدد بتفجر الأوضاع في المنطقة.
ومع الاجتماع الإسرائيلي المرتقب فإن سيناريوهات الحرب اللبنانية ليست مستبعدة، خاصة مع بدء فعلي لإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان والرد الإسرائيلي بالقصف المدفعي لتلك المناطق، وسط تأهب واستعدادات للتصعيد.
ويستضيف الجنوب اللبناني، منذ سنوات طويلة، عدة مخيمات للاجئين فلسطينيين وفصائل مسلحة تعتبرها إسرائيل مهددة لها.
وأظهرت مجموعات من الصور والفيديوهات محاولات القبة الحديدية لاعتراض الرشقات الصاروخية التي انطلقت من جنوب لبنان تجاه إسرائيل.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن صافرات الإنذار دوّت بشكل متواصل دون توقف مترافقة مع أصوات انفجارات، لكنها أكدت في وقت لاحق أنه "تم إطلاق حوالي 30 صاروخا جرى اعتراض 20 منها، سقط صاروخان في مناطق مأهولة، وهناك إصابتان؛ الأولى بشظايا صاروخ، والثانية نتيجة السقوط بعد سماع الصافرات".
وبدورها، قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: "أغلقت سلطة المطارات والمعابر المجال الجوي من حيفا وحتى حدود لبنان".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن "منظومة القبة الحديدية اعترضت صاروخا أطلق من لبنان في اتجاه الأراضي الإسرائيلية".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "يتم إطلاع رئيس الوزراء نتنياهو بانتظام على الأحداث الأمنية، وسيجري تقييمًا للوضع مع رؤساء الجهاز الأمني". وفي أعقاب ذلك، شنت إسرائيل قصفا مدفعيا على جنوب لبنان بعد هجمات صاروخية.
وأفاد الناطق باسم نجمة داود الحمراء بأن الخط الساخن تلقى تقارير عن رجل أصيب بجروح طفيفة من الشظايا، وامرأة أصيبت وهي في طريقها إلى المنطقة المحمية، وامرأة أصيبت بنوبة هلع خلال صافرات الإنذار في الجليل الغربي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية أعادت، مساء الأربعاء، وللمرة الثانية في غضون 24 ساعة اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه.
وتأتي الاقتحامات توطئة لاقتحامات المستوطنين في ساعات الصباح لمناسبة عيد الفصح اليهودي.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن 199 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم.
وفرضت الشرطة الإسرائيلية قيودا على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد، إذ منعت من هم دون سن 40 عاما من الدخول لأداء الصلاة.
وكان آخر تبادل لإطلاق النار تم مطلع أبريل/نيسان من العام الماضي، وسبقته عملية أخرى في 2021، في حين كانت حرب 2006 الأكبر بين الجانبين، خلال العقدين الماضيين، وأسفرت عن خسائر فادحة على كل المستويات.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA= جزيرة ام اند امز