على وقع مخاوف مما هو قادم، يحيي الفلسطينيون، الخميس، الذكرى الـ47 لـ"يوم الأرض" عبر عدة فعاليات، مؤكدين أن الأسباب التي أدت إلى اندلاع يوم الأرض ماثلة.
محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، قال "نحيي الذكرى الـ47 ليوم الأرض، هذه ذكرى الشهداء ولكنها هي ذكرى تجديد العهد للأرض والبيت والوطن والرواية والحياة في أرضنا ووطننا الذي لا وطن لنا سواه".
و"يوم الأرض" تسمية تُطلق على أحداث وقعت في 30 مارس/آذار 1976، قتل فيها 6 فلسطينيين خلال احتجاجات على مصادرة إسرائيل 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب.
وفي مثل هذا التاريخ، يخرج الفلسطينيون لإحياء هذه الذكرى، بسلسلة من الفعاليات الشعبية في قطاع غزة والضفة الغربية، والمدن والقرى العربية داخل إسرائيل.
واستهلت اليوم الأربعاء بوضع الأكاليل على أضرحة الشهداء في سخنين وعرابة في شمالي إسرائيل، حيث توافد العشرات من المواطنين إلى سخنين لوضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة.
وزارت الوفود أضرحة ضحايا يوم الأرض (خديجة شواهنة - خضر خلايلة - رجا أبو ريا في سخنين، وخير ياسين في عرابة).
وقالت جليلة أبو ريا، ابنة رجا، في كلمتها: "وجودكم هنا اليوم وفي كل عام هي رسالة وفاء للشهداء".
أما أحمد خلايلة، شقيق خضر، فقال إن "إحياء الذكرى واجب علينا في كل عام، وهذا العام تحديدا تحت راية العلم الفلسطيني في مواجهة هذه الحكومة التي تحاول سلبنا كل شيء".
واعتبر عمر نصار، رئيس بلدية عرابة، أن "الأسباب التي أدت إلى اندلاع يوم الأرض الأول ماثلة، وذات السياسات التي تستهدف الأرض ماثلة في النقب".
وشهدت العديد من المدن والبلدات في إسرائيل فعاليات وأنشطة لذكرى هذا اليوم ولكن كبرى تلك الفعاليات ستكون في سخنين، حيث تنظم مسيرة جماهيرية كبيرة مساء اليوم.
وقالت لجنة "المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل: "ندعو جماهير شعبنا للمشاركة في المسيرة المركزية لإحياء الذكرى الـ47 ليوم الأرض الخالد في سخنين".
وفي مقطع فيديو لهذه المناسبة، قال محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في الداخل الفلسطيني: "الحكومة المتطرفة تشكل خطرا وتهديدا وجوديا بالنسبة لنا من خلال تشريعاتها وسياساتها ووصل بهم الأمر أن يقولوا لا وجود لشيء اسمه الشعب الفلسطيني"، في إشارة إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وفي إشارة إلى قرار إقامة "الحرس الوطني" بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لنشره في المدن والبلدات العربية، أضاف: "وصل بهم الأمر أنهم يريدون نشر عصابات مسلحة بالكامل في قرانا ومدنا التاريخية في اللد والرملة وعكا، وقد وصل بهم الأمر إلى تهديد النقب".
وكانت أوساط رفيعة المستوى في الشرطة والمعارضة الإسرائيلية قد حذرت من السماح بإقامة "الحرس الوطني"، بعد أن وصفته بأنه "مليشيات بقيادة بن غفير".
وأشار بركة إلى أن المواطنين العرب، الذين يشكلون 20% من عدد السكان في البلاد، ليسوا محايدين بما يجري في إسرائيل من احتجاجات ضد تشريعات إضعاف القضاء.
وأضاف: "لسنا محايدين بما يجري في إسرائيل لأننا سنكون أول ضحاياه وسندفع الثمن إذا لم نمتن وحدتنا ونصمد على قضايانا وعلى حقوقنا".
وتابع بركة: يوم الأرض هي المناسبة التي نرفع فيها صوتنا وهو موقف، والمشاركة فيه هو موقف".