هل استخدم داعش بيتكوين لإخفاء 300 مليون دولار؟
استخدام البيتكوين يعتبر إحدى وسائل داعش للاحتفاظ بأمواله التي جمعها من بيع النفط وتجارة الآثار والأسلحة
نشرت عدة مواقع إخبارية الأسبوع الماضي، تقارير تشير إلى أن تنظيم داعش استثمر ملايين الدولارات التي جمعها من بيع النفط وتجارة الآثار والاختطاف وبيع الأسلحة، في العملة الإلكترونية المشفرة "بيتكوين".
وذكرت مجلة فوربس الأمريكية، أن هذه التقارير نقلت عن هاندز جاكوب شندلر، مدير مركز مكافحة الإرهاب والتطرف في نيويورك، والذي قال إن زعماء داعش يمتلكون حصصا في العملة الإلكترونية الأشهر في العالم، تقدر بنحو 300 مليون دولار.
وذكر أن التنظيم الإرهابي استخدم العملة المشفرة لتمويل الهجوم الإرهابي لعيد الفصح في سريلانكا، والذي قتل فيه أكثر من 250 شخصًا عندما هاجم انتحاريون كنائس وفنادق.
لكن مجلة فوربس، استعانت بشركة تشايناليزس المختصة في تحليل سوق البيتكوين، والتي نفت هذه التقارير، مؤكدة أنها مجرد وجهة نظر لا يوجد عليها أي دليل قاطع.
وأوضحت فوربس نقلا عن الشركة أن شندلر لم يقل إنها الطريقة التي يخفون بها الأموال، بل قال إنها إحدى الطرق، وأن الإعلام هو من قال إن البيتكوين تمول الإرهاب.
لكن شندلر ذكر أنه عندما يتم تقسيم المعاملات الرقمية إلى معاملات أصغر، فإنه "من المستحيل" تتبعها، قائلا: "العملة المشفرة جيدة للإرهابيين لأنها تمكن المزيد من الناس من تمويلها دون المخاطرة بالكشف عنها أو إيقافها".
على الجانب الآخر أوضحت شركة تشايناليزس أن بيتكوين ليست آلية "مثالية" للاحتفاظ بالأموال، حتى لو كانت غير قابلة للبحث بالنسبة لمعظم الحكومات، مؤكدة أنه بتحليل البيانات لا يوجد دليل واحد على أن داعش يستثمر الأموال في البيتكوين.
وذكرت تقارير تشايناليزس الخاصة إلى أن "نظرية شندلر هي أيضًا غير مرجحة إلى حد كبير"، مضيفًا أن "معظم حملات تمويل الإرهاب جمعت أقل من 10000 دولار أمريكي، مما يشير إلى اعتماد محدود للغاية".
وأشارت الشركة إلى أنه إذا استخدم داعش بيتكوين لتخزين الأموال، فإنه سيحتاج إلى مكان لتسييلها، وبالتالي فإن حجم التداول في البورصات الإقليمية وشركات الخدمات المالية كان سيعكس هذا التدفق من الأموال.
وأكدت أن استخدام الجماعات الإرهابية العملة الرقمية كآلية لجمع التبرعات لا يزال حديثاً جداً، وبيتكوين ليست مفيدة في هذه العملية لأنه من السهل تتبعها.
لكن تقارير إعلامية قالت إن هذا لا يعني أنها ليست جزءًا من استراتيجية داعش، لكنها ليست الطريقة الرئيسية التي يحتفظ بها داعش بأمواله التي يجمعها من بيع النفط وتجارة الآثار والسطو وبيع الأسلحة.
وذكرت أن داعش سيضع كل أو حتى عدة ملايين في البيتكوين عندما لا يكون أمامهم طريقا لإطلاق النار وصرف أموالهم على هجماتهم الإرهابية.