سخرية الإعلام من استعدادات قطر لتنظيم مونديال 2022 لم تأت من فراغ، وإنما تتزامن مع أخبار عن تنافس بين لندن وسيدني لاستقبال التظاهرة
سخرية وسائل الإعلام العربية والأجنبية من استعدادات قطر لتنظيم مونديال العالم 2022 لم تأت من فراغ، وإنما تتزامن مع أخبار عن تنافس حاد بين لندن وسيدني لاستقبال التظاهرة، بينما ينكشف مع كل يوم جديد، المزيد من الفضائح.
سواء في ما يتعلق برشاوى فيفا، أو بوضع العمالة الأجنبية المُضطهدة في قطر، أو بتهم دعم الإرهاب والكراهية التي تلاحق تنظيم الحمدين، وكذلك بضغوط المتشددين داخل النظام ممن يريدون فرض شروطهم على ظروف استقبال وإقامة عشاق كرة القدم في الديار القطرية،في حال احتضان الدوحة للحدث المنتظر.
ما يمكن التأكيد عليه، أن العالم اكتشف أن قطر استفادت من حالة الفساد المستشري داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم، فاشترت بالرشى أصوات الناخبين التي منحتها في العام 2010 قرار تنظيم مونديال 2022، وبانفضاح الأمر، والإطاحة بقيادات فيفا، وملاحقتها أمنياً وقضائياً.
بما يعني أن سحب مونديال 2022 من الدوحة يستدعي كذلك النظر في مونديال موسكو الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا بضعة أشهر، ولذلك يشير المهتمون بالشأن الرياضي، إلى أن ضربة البداية لنهائيات كأس العالم في روسيا ستتزامن مع الإعلان عن نقل المونديال الموالي من قطر.
مونديال 2022 لن ينتظم في قطر، الأهم من ذلك أن قطر لن تجد من يدافع عنها في هذه المسألة، فالدفاع عنها بات يثير الشبهات، والواضح أن أغلب الدول والحكومات في غنى عن تلك الشبهات
الأمر لا يتعلق بالفساد فقط، وإنما بمسألة أخرى ذات أهمية بالغة بالنسبة لصانعي اقتصادات الرياضة، فالعالم اعتاد على أن ينتظم المونديال في الشهرين السادس والسابع (يونيو ويوليو) أي خلال فصل الصيف عندما تكون دوريات كرة القدم في أغلب دول العالم في إجازة، بينما تقرر أن ينتظم مونديال الدوحة في شهري نوفمبر وديسمبر 2022.
وهو ما لا يتلاءم مع أجندات اللاعبين والنوادي، ويؤثر سلباً على جداول المباريات، وسيدفع إلى تعطيل مقابلات الدوريات والكؤوس لمدة شهرين، ما يعني الدفع بالبطولات المحلية والقارية إلى الصيف، وإحداث لخبطة في برامج النوادي والرعاة والجمهور والنقل التليفزيوني.
وإذا عرفنا أهمية كرة القدم وخاصة في أوروبا،ودورها الاقتصادي والمالي والسياحي، وقوة التأثير التي تحظى بها النوادي، ومن وراءها الشركات الراعية، والممولون، ووسائل الإعلام المتخصصة، يمكن أن نصل إلى النتيجة المُنتظرة، وهي رفض فكرة استرضاء قطر بتنظيم كأس العالم في أواخر الخريف وأوائل الشتاء، ورفض التنازل عن الموعد الذي اعتاد العالم على تنظيم المونديال خلاله: يونيو ويوليو.
وستعتمد فيدراليات النوادي في موقفها على أمرين مهمين: اللخبطة التي سيحدثها مونديال قطر على برامجها المعتادة وجداول مقابلاتها،والفساد الذي لم يعد مجرد احتمال، وإنما أكدته تحقيقات القضاء بعد إن أثبتته تحريات الأمن واعترافات المتورطين في صفقة فيفا مع تنظيم الحمدين، ثم القضية المطروحة أمام المحاكم السويسرية.
مونديال 2022 لن ينتظم في قطر، الأهم من ذلك أن قطر لن تجد من يدافع عنها في هذه المسألة، فالدفاع عنها بات يثير الشبهات، والواضح أن أغلب الدول والحكومات في غنى تلك الشبهات.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة