«لا استيطان في غزة».. كاتس يتراجع بعدما «استشاط الأمريكيون غضبا»
اضطر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس للتراجع عن تصريح فسر على أنه إعلان بالعودة للاستيطان في قطاع غزة.
وسبب تراجع كاتس هو الغضب الأمريكي على تصريحه في مستوطنة "بيت إيل" بالضفة الغربية والذي حظي بدعم المستوطنين ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وقال كاتس: "نحن في عمق غزة ولن نخرج من كل غزة أبداً، لن يحدث شيء كهذا، فنحن لا نثق بأحد".
وأضاف: "وفي الوقت المناسب، سنقيم في شمال غزة منشآت ناحال عسكرية بدلاً من التجمعات التي تم إخلاؤها، بالطريقة الصحيحة والتوقيت المناسب".
وعلى الفور بارك مجلس المستوطنات الإسرائيلية في بيان تصريح كاتس، معتبراً أن "الاستيطان في غزة هو التصحيح للظلم الناتج عن إخلاء التجمعات السكنية سابقاً" في إشارة إلى إخلاء المستوطنات في غزة عام 2005.
وأضاف: "الاستيطان في القطاع سيوضح للعدو أنه يدفع ثمناً من الأرض بشكل دائم مقابل أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
ومثل هذا التصريح خروجا عن ما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن أكده مرارا وهو أنه لا استيطان في غزة.
وتم تفسير تصريح كاتس على أنه خروج على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقبل أيام من لقاء ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
استشاط الأمريكيون غضبا
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "استشاط الأمريكيون غضبا من تصريحات كاتس وطالبوا بتوضيحات".
ونقلت عن مسؤول أمريكي في مقر التنسيق العسكري والمدني في كريات جات، حيث يجري مراقبة تنفيذ خطة ترامب بمشاركة العديد من الدول: "لم نفهم مصدر هذا التصريح. من المفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة كجزء من خطة ترامب. الولايات المتحدة غير مستعدة لاستئناف الاستيطان الإسرائيلي في قطاع غزة".
وتنص خطة ترامب على أنه "لن تقوم إسرائيل باحتلال قطاع غزة أو ضمه. ومع تحقيق القوة الدولية الاستقرار في القطاع، ينسحب الجيش الإسرائيلي بموجب المعايير والمراحل والجداول الزمنية المرتبطة بنزع السلاح والتي يتم الاتفاق عليها بين الجيش وقوة الاستقرار الدولية والجهات الضامنة والولايات المتحدة، وذلك بهدف تحقيق الأمن في غزة وضمان ألا تشكل أي تهديد لإسرائيل أو مصر أو مواطنيها".
وأضافت: "ويقوم الجيش الإسرائيلي عملياً بتسليم السيطرة على أراضي غزة إلى قوة الاستقرار الدولية بشكل تدريجي، وذلك بموجب اتفاق مع السلطات المؤقتة وحتى الانسحاب الكامل من غزة، باستثناء وجود عند نطاق أمني يبقى قائما إلى حين يصبح القطاع آمنا من أي تهديد إرهابي محتمل".
وبذلك فإن الخطة تنص بوضوح على أنه لا بقاء للجيش الإسرائيلي في غزة ولا استيطان.
كاتس يتراجع
وإثر هذا الغضب الأمريكي اضطر كاتس لإصدار توضيح يتراجع فيه عن تصريحه السابق.
وقال في بيان وزعه مكتبه: "ليس لدى الحكومة أي نية لإقامة مستوطنات في قطاع غزة"، وأن التعليقات التي أدلى بها في اجتماع بيت إيل قيلت "في سياق أمني فقط".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق غادي آيزنكوت أول من انتقد تصريحات كاتس.
وقال على منصة "إكس": "بينما تصوّت الحكومة لصالح خطة ترامب بيد، تروّج في الوقت نفسه لأوهام حول وجود بؤر استيطانية معزولة في قطاع غزة".
وأضاف آيزنكوت: "بدلاً من تعزيز الأمن وإقرار قانون التجنيد الذي من شأنه تقوية الجيش الإسرائيلي، تواصل الحكومة، مدفوعةً باعتبارات سياسية ضيقة، نشر تصريحات غير مسؤولة وفارغة لا تُسهم إلا في الإضرار بمكانة إسرائيل في العالم".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز