"نوماندلاند" المرشح للأوسكار.. شهادة على جمال الغرب الأمريكي
تهوى المخرجة الصينية كلوي تشاو قصص المهمشين، هؤلاء الذين يعيشون على هامش المجتمع، ممن يكافحون للبقاء يوميًا بعيدًا عن الأضواء.
وفي فيلم Nomadland (نوماندلاند)، المرشح للأوسكار، تمضي المخرجة كلوي تشاو وبطلة الفيلم الفائزة بالأوسكار فرانسيس مكدورماند، 5 أشهر في مجتمعات بدوية لاكتساب ثقتهم وعيش التجربة بالكامل وتجسيدها على الشاشة.
معايشة المخرجة وبطلة الفيلم أناسا حقيقيين كان من أهم عوامل صدق الفيلم وتلقيه إشادة نقدية قوية، وصولًا إلى أهم جائزة عالمية: الأوسكار.
ومع اقتراب حفل أوسكار 2021، نرصد في التقرير التالي مراجعة نقدية لواحد من أقوى الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم "نوماندلاند".
يتناول الفيلم رحلة سيدة في الستينات من عمرها، حيث تجوب البطلة الغرب الأمريكي على متن شاحنة بعد خسارة ثروتها في فترة الكساد العظيم.
يتضمن الفيلم عددا من العناصر القوية، أولها القصة القوية الغنية بالتفاصيل، والتي ارتكزت على رواية واقعية للكاتبة الأمريكية جيسيكا برودر.
ثانيًا: التصوير السينمائي، إذ مثلت السمات البصرية للفيلم واللقطات الطويلة للممثلين في بؤرة الكاميرا عامل جذب جمالي لا يمكن تجاهله، إلى حد تتضاءل معه المناظر الطبيعية الخلابة في خلفية المشهد.
تركز هذه اللقطات على إظهار جمال الغرب الأمريكي؛ ففي حين تظهر اللقطات في شاحنة البطلة ضيقة مظلمة كئيبة، تأتي مشاهد الغرب بكادرات واسعة مريحة تشعر المشاهد بالألفة والانبهار.
ثالثًا: أداء البطلة فرانسيس مكدورماند، هو العمود الفقري للفيلم وأهم عناصر تميزه، ورغم أن الممثلة عودتنا على أداء قوي كفل لها الفوز بالأوسكار سابقًا، لكن أدائها في هذا الفيلم أظهر بعدًا جديدًا في موهبتها.
وتعتمد "مكدورماند" على التمثيل الصامت؛ فهي لا تتحدث إلا في أضيق الظروف إذا كان لديها ما تقوله، غير ذلك تكتفي بتعبيرات وجه صامتة شديدة الإيحاء.
فيلم "نوماندلاند" رائعا بكل المقاييس وشهادة على قوة كلوي تشاور وفرانسيس مكدورماند، وجمال الغرب الأمريكي وقيمة الحياة البدوية.