النوموفوبيا.. مرض جديد تسببه الهواتف الذكية
سيطرة الهواتف الذكية على البشر أسهمت في ظهور حالة مرضية عقلية جديدة ومنتشرة تعرف باسم "النوموفوبيا" وتعني الخوف من فقدان الهواتف
في ظاهرة تعكس مدى الأهمية الكبيرة والاستحواذ التام للهواتف الذكية على حياة البشر اختار قاموس كامبريدج البريطاني الشهير مصطلح "نوموفوبيا Nomophobia" ككلمة القاموس الأبرز لعام 2018.
ويمكن تعريف النوموفوبيا ببساطة بأنه أحد أنواع الرهاب أو الفوبيا، التي تتعلق بحالة الخوف الشديد من فقدان الهواتف الذكية.
وبالبحث في أصل المصطلح الجديد يمكن تفكيك أصل الكلمة إلى عدة أجزاء باللغة الإنجليزية، فهو مكون من 3 مقاطع وهم "No" وتعني "لا" بالعربية و"Mo"، وترمز إلى أولى حروف كلمة "موبايل" والجزء الأخير وهو "Phobia" ويعني رهاباً أو فزعاً.
وعلى الرغم من أن مصطلح "نوموفوبيا Nomophobia" لا يعد مصطلحاً طبياً في الوقت الحالي فإنه أصبح أحد أهم المصطلحات شائعة الاستخدام بين الباحثين في السنوات الأخيرة، لتحول علاقة الكثير من البشر بهواتفهم الذكية إلى الإدمان أكثر من أي وقت مضى.
ويطلق بعض الباحثين على مصطلح "نوموفوبيا" اسم "قلق البعد عن الهاتف"، على الرغم من أن حالات الإصابة نادر ما تشمل بدء نوبات الذعر أو الخوف، بسبب عدم القدرة على إجراء الاتصالات الهاتفية أو إرسال الرسائل النصية.
وفي محاولة لتفسير ظاهرة انتشار الإصابة بـ"النوموفوبيا Nomophobia" أوضح العلماء في جامعتي هونغ كونغ وجامعة سونغكيونكوان أن التطور غير المسبوق في صناعة الهواتف الذكية جعلها تتخطى مرحلة اعتبارها مجرد هواتف عادية لتصبح امتداداً لشخصيات البشر.
يذكر أن مصطلح نوموفوبيا تم اختياره الكلمة الأكثر شعبية بعد تصويت واقتراع عام تواجدت فيه قائمة مختصرة للاختيار بين 4 كلمات ومصطلحات أخرى مثل مصطلح الإبادة البيئية "ecocide" المتعلق بتنامي الخوف تجاه إزالة الغابات في المملكة المتحدة وحول العالم، إضافة إلى مصطلح "no-platforming"، والذي يعني رفض الشخص سماع أفكار وآراء الآخرين بشكل قاطع وكامل باعتبارها معتقدات خطيرة أو غير مقبولة، وأخيرا يأتي المصطلح الأخير وهو الفجوة بين الجنسين "Gender gap"، والذي يشير إلى الفرق بين الطريقة التي يُعامل بها الرجال والنساء في المجتمع والمساواة بينهما في كل شيء بما في ذلك الرواتب.