السعودية وإسرائيل.. أمريكا تسارع الخطى وتل أبيب تترقب "السلام"
جهود أمريكية ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، في محاولة للوساطة في اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية، قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن بكثافة لجعل هذا الاتفاق ممكنا خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري، تتمسك السعودية بموقفها تجاه أي اتفاق من هذا النوع، مؤكدة أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في تصريحات للقناة (14) الإسرائيلية، مساء السبت: "أنا أؤمن بأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية".
وأضاف رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية: "سبب اعتقادي هذا هو وجود العديد من المصالح المشتركة، أولا مصالح إقليمية، وثانيا منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وثالثا مصالح اقتصادية".
ورأى كوهين في المقابلة التي تابعتها "العين الإخبارية" أن عودة حكومة بنيامين نتنياهو إلى الحكم أعادت فتح الباب أمام اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية، مضيفا: "كانت هناك حكومة برئاسة يائير لابيد ونفتالي بينيت لعدة أشهر لم يتحدث أحد خلالها عن اتفاقيات السلام وتوسيع اتفاقيات إبراهيم".
وأضاف: "عند عودة اليمين برئاسة نتنياهو إلى الحكم زرت أنا السودان، وبات من الممكن التوقيع على اتفاقيات سلام سادسة بين دولة عربية وإسرائيل (..) السعودية تفهم بأن هناك شريكاً في إسرائيل".
جهود أمريكية
وبالتوازي، كشف مسؤولون أمريكيون النقاب عن وصول كبير مستشاري الرئيس جو بايدن للشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى المملكة العربية السعودية في نهاية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين، التي ستركز على جهود الإدارة للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة بالإضافة إلى قضايا أخرى.
وقال موقع (واللا) الإخباري الإسرائيلي "رحلة ماكغورك هي جزء من جهد من البيت الأبيض للقيام بدفع دبلوماسي من أجل اتفاق سلام سعودي إسرائيلي في الأشهر الستة إلى السبعة المقبلة قبل أن تستهلك الحملة الانتخابية الرئاسية أجندة الرئيس بايدن".
وأضاف: "تأتي زيارة ماكغورك إلى المملكة العربية السعودية بعد أقل من أسبوعين من زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للسعودية، ولقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وتابع: "ناقش بلينكن ومحمد بن سلمان مسألة السلام المحتمل مع إسرائيل، وفي طريق عودته إلى الولايات المتحدة اتصل بلينكن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإطلاعه على المحادثات".
ورفض كوهين الخوض في تفاصيل المطالب السعودية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.
طريق السلام
ولطالما أكدت السعودية موقفها الرامي إلى سلام قائم على أساس مبادرة السلام العربية وضمان قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده لن تقيم علاقات مع إسرائيل ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي أحدث موقف للسعودية بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أكدت على لسان وزير خارجيتها، قبل أسبوع، أنه "بدون سلام مع الفلسطينيين فإن أي تطبيع ستكون فائدته محدودة"
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن "يجب علينا أن نركز على الوصول إلى مسار يوفر السلام والعدالة والكرامة للفلسطينيين".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، إنه "في الأسابيع الأخيرة سرّعت إدارة بايدن إيقاع كبار المسؤولين الذين يسافرون إلى الرياض وتل أبيب للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سليمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو".
وأضافت: "هذا الأسبوع، بعد أيام قليلة من زيارة بلينكن ترأس بريت ماكغورك، المسؤول الكبير في البيت الأبيض الذي يتعامل مع سياسة الشرق الأوسط، وفدا في رحلة غير معلنة لمواصلة المفاوضات، وفقا لمسؤولين أمريكيين"، في زيارة تأتي بعد شهر من وصول جيك سوليفان مستشار الأمن القومي إلى المملكة العربية السعودية في مايو/أيار الماضي.
وقال ممثل عن مجلس الأمن القومي الأمريكي: "إن سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط تشمل جهوداً لتوسيع وتعزيز اتفاقيات إبراهيم، فضلاً عن جهود لإقامة العلاقات بين إسرائيل والسعودية".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز