نزع سلاح كوريا الشمالية النووي.. غموض صفقة ترامب وكيم
كوريا الشمالية أكدت بشكل مباشر لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها مستعدة للتفاوض بشأن نزع السلاح النووي.
أكدت كوريا الشمالية بشكل مباشر لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنها مستعدة للتفاوض بشأن نزع السلاح النووي، حسبما ذكر مسؤولون في الإدارة الأمريكية.
التأكيد الذي يعد مؤشراً على أن الجانبين فتحا قنوات اتصالات قبل القمة المحتملة بين الزعيمين الشهر المقبل، قابله بترحيب حذر عدد من المسؤولين والمحللين الأمريكيين.
- "سي إن إن": كوريا الشمالية تضغط لعقد قمة ترامب-كيم في بيونج يانج
- كوريا الشمالية.. مفاعل نووي جديد يهدد قمة ترامب-كيم
وفي تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، لمراسلها في البيت الأبيض، ديفيد ناكامورا، قالت إن رسالة بيونج يانج تمثل أول تأكيد بأن كيم ملتزم بلقاء ترامب.
وكان الرئيس الأمريكي قبل عرضا تقدم به المبعوثون الكوريون الجنوبيون في مارس/آذار الماضي نيابة عن كيم خلال اجتماع في البيت الأبيض، بيد أن بيونج يانج لم تعلق على تلك الدعوة علنا.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية: "لقد أكدت الولايات المتحدة أن كيم جونج أون راغب في مناقشة نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية".
وأكد مسؤول ثان أن ممثلي كوريا الشمالية قد بعثوا برسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة، أعلنت عنها للمرة الأولى صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي الوقت نفسه، حذر مسؤولون أمريكيون من أن بيونج يانج لم تقدم أي تفاصيل عن موقفها التفاوضي، وأشاروا إلى أن كوريا الشمالية انتهكت الاتفاقيات السابقة، خلال إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، لتجميد أسلحتها النووية وبرامج الصواريخ البالستية.
كما حذر محللو السياسة الخارجية من أن نظام كيم طالما حدد مفهوم نزع السلاح النووي بشكل مختلف عن الولايات المتحدة، ويسعى إلى إبعاد القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية، والاتفاق على أن الولايات المتحدة ستتوقف عن حماية حلفائها كوريا الجنوبية واليابان بترسانتها النووية، وهي المطالب التي رفضتها إدارات الولايات المتحدة السابقة بشكل منفرد.
في السياق، يقول إيفانز ريفيير، محلل شؤون آسيا في مجموعة "أولبرايت ستونبريدج"، الذي كان مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة الخارجية قبل تقاعده في عام 2007: "هذا يعني إزالة التهديد الذي نشكله نحن، وليس هم".
وأضاف: "تم تعريف الأمر على أنه هكذا بالنسبة لنا في مناسبات عديدة. استنتاجي هو أن هذا ليس جديدًا. تصف منافذ مختلفة ذلك بأنه تطور كبير في التزام كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي. لا يوجد شيء من هذا القبيل".
وعلى الرغم من هذه الملاحظات التحذيرية، فاجأ ترامب مساعديه الشهر الماضي عندما قبل العرض الذي قدمه كيم خلال الاجتماع مع الكوريين الجنوبيين وأوعز لمساعديه بالترتيب قبل نهاية شهر مايو.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد أشهر من التهديدات العدائية بين ترامب وكيم، التي أجرت خلالها كوريا الشمالية العديد من اختبارات الصواريخ النووية والباليستية، ما يدل على تقدم كبير في قدراتها العسكرية.
ولم يقل مسؤولو البيت الأبيض أين ستعقد قمة ترامب-كيم.. وأجندة الاجتماع لم تُعرف بعد، ولم تكن كوريا الشمالية واضحة بشأن الخطوات التي ترغب في اتخاذها للتحرك نحو نزع السلاح النووي.
كما تعهد مسؤولون في البيت الأبيض بالإبقاء على عقوبات اقتصادية صارمة فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة على بيونجيانج خلال العام الماضي.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أنه خلال المفاوضات السابقة في عهد مختلف الإدارات الأمريكية، وافقت كوريا الشمالية على تجميد برنامجها للأسلحة النووية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الدولية، فقط لتنتهك الاتفاقية من خلال اختبار المزيد من الأسلحة.
بدوره، قال كريستوفر آر. هيل، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية الذي قاد الوفد الأمريكي في "المحادثات السداسية" مع كوريا الشمالية خلال عهد بوش، إن الكوريين الشماليين هم مفاوضون متطورون يعرفون ما تريده الولايات المتحدة.
وأضاف هيل: "السؤال هو متى وكيف وماذا يريدون مقابل ذلك. إذا كانت الفكرة هي نزع السلاح النووي حيث تخرج كل القوى التي تهددهم من شبه الجزيرة الكورية، فلن تنجح".
وتابع: "إذا أخذوا في الاعتبار أنواع الأشياء المعروضة في (مفاوضات) عام 2005 -مساعدات الطاقة، المساعدة الاقتصادية، الاعتراف المتبادل بالدول، معاهدة سلام- سيصبح بيننا عمل مشترك، لكن في هذه المرحلة، نحن لا نعرف".
ورفض مسؤولو إدارة ترامب الإفصاح عن كيفية تسليم الكوريين الشماليين رسالتهم المباشرة، حيث لا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع بيونج يانج، بعد تقاعد جوزيف يون، الممثل الخاص لوزارة الخارجية حول سياسة كوريا الشمالية، في فبراير/شباط.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg جزيرة ام اند امز